
المسار الاخباري: تؤكد مصادر مطلعة أن أمريكا تكفلت بأن تدفع إسرائيل للقبول بالاتفاق الجزئي الخاص بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي إيدان ألكسندر، الحاصل على الجنسية الأمريكية، والعمل ببنود الاتفاق الذي توصلت إليه حركة حماس مع الإدارة الأمريكية، بأن يكون إطلاق سراحه بداية لدخول مساعدات إنسانية طارئة لسكان قطاع غزة، وكذلك وبدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بهدف التوصل لتهدئة طويلة.
وقالت مصادر مطلعة أن وفد حماس تلقى وعودا خلال المفاوضات التي عقدت مع موفدين عن الإدارة الأمريكية في العاصمة القطرية الدوحة خلال الساعات الأخيرة قبل إعلانها القبول بإطلاق سراح الجندي الكسندر، وتلقى تأكيدات من أمريكا، بأنها ستدفع الحكومة الإسرائيلية لفتح معابر غزة من جديد، وإدخال المساعدات بكمات كافية دون توقف.
ثلاث جلسات
وحسب المصادر فإن وفد حماس المفاوض عقد ثلاث جلسات مع مسؤولين أمريكيين، بترتيبات الوسطاء وتدخل تركي، وقد شهدت جولات التفاوض اتصالات ولقاءات أخرى عقدها وفد الحركة مع الوسطاء المصريين والقطريين، والذين قدموا النصيحة بأن توافق الحركة على تقديم “بادرة حسن نية” للإدارة الأمريكية، وتركها هي من تتولى مسؤولية الضغط على إسرائيل.
تخلل المفاوضات طلب أمريكا من وفد حماس بأن تقوم الحركة بتسليم جثامين أربعة إسرائيليين آخرين يحملون جنسيتها، غير أن الأمر لم يتم
وتخلل المفاوضات طلب أمريكا من وفد حماس بأن تقوم الحركة بتسليم جثامين أربعة إسرائيليين آخرين يحملون جنسيتها، غير أن الأمر لم يتم، ويدور الحديث على أن الأمر أجل لبحثه لاحقا، بعد التأكد من قيام أمريكا بتنفيذ وعودها بالضغط على إسرائيل لإنهاء حصار غزة.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المفاوضات التي فتحت مع الإدارة الأمريكية بخصوص عقد هذه الصفقة، جاءت بعد فشل جولة المفاوضات غير المباشرة الأخيرة مع إسرائيل عبر الوسطاء، والتي بدأت منتصف الأسبوع قبل الماضي، خاصة وأن إسرائيل رفضت من جديد التقيد بأي بند ينص على وقف كامل للحرب على غزة.
صفقة مساعدات دون تبادل
ويظهر الاتفاق الجديد أن حركة حماس تخلت عن طلبها السابق بأن يكون هناك ثمن من الأسرى الفلسطينيين مقابل هذا الجندي، مقابل أن تتحرك الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بعد فشل كل المحاولات السابقة للضغط على حكومة اليمين، خاصة وأن عرضا مماثلا بتسهيل إدخال المساعدات على غزة، ضمن جهود وقف الحرب والتهدئة، قدم سابقا من الإدارة الأمريكية مقابل هذا الجندي مزدوج الجنسية.
وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات، لوحظ انتقال وفد حماس من الدوحة للقاهرة لعدة ساعات، ثم العودة مجددا وعقده في العاصمتين لقاءات مكثفة مع المسؤولين المصريين، حيث دفعت حماس على غير العادة في تلك المفاوضات بهيئة رئاستها الخماسية الذي يقوده محمد درويش، وليس بوفدها المفاوض، بما يظهر أهمية التفاوض في ذلك الوقت، خاصة في ظل التحضيرات التي كانت قائمة لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، حيث كان هناك توجه للتوصل إلى تهدئة قبيل الزيارة، غير أن الطرح الإسرائيلي المتمثل بعدم قطع وعود بوقف الحرب والإصرار على بند “سحب السلاح” حال دون أي اختراق.