بعد زيارة سجن عوفر…محامية مركز ” حريات ” تؤكد أن الاحتلال يرتكب جرائمه بحق الأسرى

قال مركز مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” عقب الزيارة التي قامت بها محاميته، إلى سجن عوفر يوم امس، أن الأوضاع داخل السجون لا زالت على حالها من حيث الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها الأسرى.

وأكدت محامية “حريات” ليندا العبادي، ومن خلال الإفادات التي حصلت عليها من الأسرى، وليد حرازنة، أحمد لدادوة، مجد حجاج، عبدالرازق عطا، عبد الناصر عطاالله، بأن إدارة سجن عوفر منعت رفع الاذان وكذلك منعت الأسرى من أداء فريضة الصلاة، ومن يُشاهد يؤدي الصلاة يتم معاقبته بالمنع من الفورة، التي هي أصلاً لا تتعدى (20) دقيقة، ولا تتم بشكل منتظم، ففي بعض الأحيان يتم حرمان الأسرى منها، كعقوبة جماعية.

وفيما يخص استشهاد الأسير محمد الصبار، فقد أفاد أحد الأسرى الذي كان معه في نفس الغرفة بأن إهمال إدارة السجن في تقديم العلاج المناسب له، كان السبب الرئيسي في استشهاده، حيث أنه يعاني من مشاكل صحية في الأمعاء، وبحاجة إلى علاج يومي منتظم وطعام خاص، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي لم تُقدم له إدارة السجن العلاج، وأيضاً وبسبب نوعية الطعام ورداءته تفاقمت حالته الصحية مما أدى إلى استشهاده.

ولا تزال غرف السجن تعاني من اكتظاظ كبير، ووجبات الطعام التي تُقدم إلى الأسرى سيئة كما ونوعا، ويشعر الأسرى بجوع دائم جراء ذلك، كما تواصل إدارة السجن منع السجائر، وأي طعام يحتوي على مادة السكر، أو اللحوم بكافة أنواعها.

كما يعاني الأسرى من البرد بسبب نقص الملابس الشتوية، والأغطية المناسبة، فقد ذكر احد الأسرى بأنه يوجد أربع حرامات لكل عشرة أسرى، في ظل عدم إغلاق الإدارة للنوافذ في الغرف والأقسام مما يزيد الوضع سوءاً، حيث يعاني بعض الأسرى من انتفاخ في أقدامهم وأصابع أيديهم بسبب البرد الشديد.

ويجد الأسرى صعوبة بالغة في موضوع الاستحمام، فعدا عن انعدام وجود مياه ساخنة، ومواد للنظافة الشخصية، وغياب الملابس الداخلية والخارجية، فإن المدة المُعطاة لكل أسير لكي يستحم لا تتعدى الدقيقتين، وتتم هذه العملية في أحسن الأحوال مرة واحدة في الأسبوع، مما تسبب في ظهور فطريات على أجسام بعض الأسرى. ويرافق كل ذلك تراكم النفايات داخل الغرف بسبب غياب أدوات ومواد التنظيف، حيث سحبت إدارة السجن المكانس بعد أن منعت دخول مواد التنظيف إلى الغرف والاقسام.

وأفاد أحد الأسرى بأن إدارة السجن بالإضافة إلى ما تمارسه من جرائم مثل منع الدواء والعلاج، والضرب الشديد، والشتم بعبارات نابية ، فإنها تتبع سياسة التحرش بالأسرى وبشكل ممنهج، في محاولة منها لكسر إرادة الأسرى والحط من كرامتهم.

وبناءً على ما سبق فإن “حريات” يؤكد على ضرورة ان تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدورها، وتتحمل مسؤولياتها بزيارة الأسرى في سجون الاحتلال، و ضرورة دعوة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة إلى التحقيق في الاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، والتي تصل إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب البدء فوراً بتحقيق جنائي دولي حول قيام المسؤولين في “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحكم أن هذه الأفعال تخالف بشكل صارخ اتفاقيات جنيف لعام (1949) والبروتوكول الإضافي الأول (1977).