قال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت، الجمعة إن غزة “مجرد خطوة” في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لـ”تطهير” الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.
وفي مقال له في صحيفة “هآرتس”، وصف أولمرت حكومة نتنياهو بأنها “عصابة”، قائلاً إن “الهدف الأسمى للثنائي اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ليس احتلال قطاع غزة”، وأضاف: “حتى الاستيطان في أنحاء القطاع المدمر ليس هو الهدف النهائي لمجموعة من المهلوسين الذين استولوا على السلطة في إسرائيل”.
وأشار أولمرت إلى أن غزة هي مجرد فصل تمهيدي، والمنصة التي تريد هذه “العصابة” أن تبنيها كأساس ستدور عليه المعركة الحقيقية التي يتطلعون إليه: “معركة الضفة الغربية وجبل الهيكل”، في إشارة للمسجد الأقصى.
أولمرت ينتقد حكومة نتنياهو
وأشار أولمرت إلى أن الهدف النهائي لهذه العصابة هو تطهير الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وتطهير “جبل الهيكل من المصلين المسلمين وضم الأراضي إلى إسرائيل” على حد قوله.
وحذر من أن الطريق لتحقيق هذا الهدف مملوء بالدماء. “الدم الإسرائيلي في الدولة وفي الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 57 عاماً، وكذلك الدم اليهودي في أماكن أخرى من العالم”.
أولمرت ينتقد حكومة نتنياهو
وقال أيضاً في مقاله إن الكثير من الدماء الفلسطينية، بالطبع، في المناطق (الفلسطينية)، في القدس، وإذا لم يكن هناك بديل أيضاً بين المواطنين العرب في الأراضي المحتلة.
وأشار أولمرت إلى أنه “نجحت هذه العصابة في المرحلة الأولى قبل الضجة والحرب الشاملة التي يأملون على ما يبدو أن تندلع هنا”.
وقال في إشارة الى حكومة نتنياهو: “لقد سيطروا على حكومة الاحتلال وجعلوا من الرجل الذي يرأسها خادماً لهم. إن احتمال قيامهم بتفكيك الحكومة وطرد رئيس الوزراء من إدارة شؤون الدولة ليس بالأمر الغريب. إنها عملية تجري في هذه اللحظة بالذات، خطوة بخطوة”.
انتقادات لحرب الاحتلال في غزة
وبشأن الحرب على غزة، ذكر أولمرت أنه “من الواضح أننا بعيدون عن النصر الكامل. مثل هذا النصر غير ممكن وحتى لو استمر العمل العسكري لعدة أشهر أخرى، فإن الثمن الذي يدفعه لا يستحق رؤية النصر الذي لا توجد إمكانية حقيقية لتحقيقه”.
محذراً من أن استمرار العمل العسكري سوف يجر إسرائيل إلى رفح وهذا ما يريدونه. كما أكد أن مثل هذه الخطوة سوف تعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر بشكل ملموس وفوري.
أولمرت ينتقد حكومة نتنياهو الأسرى الإسرائيليين
وأضاف أولمرت أنه وسط حرب غزة قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إحراق جبل المسجد الأقصى٫ مشيراً إلى أن بن غفير وسموتريتش يريدان أن تتفجر ردود الفعل على قرار تقييد الصلاة في المسجد الأقصى في رمضان الأوضاع في الضفة الغربية، كما يريدان الحرب على لبنان.
والأحد الماضي، وافق بنيامين نتنياهو، على توصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بتقييد والحد من وصول ودخول الفلسطينيين من القدس والداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وفق وسائل إعلام عبرية.
وقال أولمرت: “يدرك رئيس الوزراء العواقب الحتمية الناجمة عن هذا الاستسلام التام للعصابة المتطرفة التي تسيطر على حكومته. إنه يرى، ويفهم، لكنه يتعاون” وأضاف: “في نهاية المطاف، فإن نتنياهو على استعداد للتخلي عن (الأسرى الإسرائيليين في غزة) وتقويض اتفاقيات السلام مع مصر والأردن”.
وتابع أولمرت: “فهو على استعداد لتقويض العلاقات مع الولايات المتحدة إلى درجة حدوث أزمة واضحة مع الرئيس الأكثر التزاماً بأمن إسرائيل على الإطلاق، جو بايدن”.
كما حذر من أن “نتنياهو يدرك أن استمرار هذه العملية المتهورة سيؤدي إلى عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي بشكل لم تشهده من قبل”.