تحليلات في دولة الاحتلال : مخطط نتنياهو لـ”اليوم التالي” غير قابل للتطبيق

شكك خبراء ومحللون في جدية مخطط “اليوم التالي” الذي طرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، ليلة الخميس – الجمعة الماضية، وأشاروا أيضا إلى أن المخطط غير قابل للتنفيذ وهدفه إرضاء شركاء نتنياهو في الحكومة وخاصة اليمين المتطرف الذي يمثله الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وطرح نتنياهو مخططه في ظل ضغوط دولية، وخاصة أميركية، عليه كي يجري مداولات داخل حكومته حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وفي الوقت الذي تطرح فيه إدارة بايدن خطة إقليمية واسعة تشمل مستقبل القطاع وإقامة دولة فلسطينية، وهو ما رفضه نتنياهو ووصفه بأنه “إملاءات خارجية” على إسرائيل.

وأشار الباحث في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الأحد، إلى أن مخطط نتنياهو ينطوي على “ضبابية نابعة من انعدام الرغبة باتخاذ قرارات ومحاولة للمناورة بين اضطرارات سياسية داخلية. والنتيجة هي خطوط عامة لسياسة تعبر عن الوضع المثالي الذي تريده إسرائيل، لكن تغيب عنه تفاصيل مطلوبة من أجل ترجمة فعلية أو مواجهة ثاقبة مع ضرورات الواقع”.

ولفت إلى أن “’اليوم التالي’ ليست قريبة مثلما يسود الانطباع من الخطاب الإسرائيلي. يحيى السنوار لا يزال على قيد الحياة، القتال في غزة مستمر، قسم كبير من منظومة حماس العسكرية صمدت، والحركة نفسها تحتفظ بسيطرة عامة حتى في الأماكن التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي وفي مقدمتها شمال القطاع. ويمكن تحقيق غايات الوثيقة (مخطط نتنياهو) في حال انهيار حكم حماس فقط، ولا يمكن حاليا الحديث حول متى وكيف ستتحقق هذه الغاية”.

وأضاف ميلشتاين أن “معظم المشكلة موجود في القسم الثاني من الوثيقة الذي يتناول الجانب المدني والسياسي الذي ترتدع إسرائيل منه منذ ما قبل 7 أكتوبر. والضبابية الكبيرة موجود في وصف ’جهات محلية ذات خبرة إدارية وليست ضالعة بالإرهاب’، التي يفترض أن تنفذ بدلا من إسرائيل سيطرة مدنية، وكذلك في حقيقة أن السلطة الفلسطينية ليست مذكورة كشريك محتمل، لم يتم الادعاء أيضا أنها ليست كذلك. ويبدو أن هذا الأمر من شأنه إرضاء في الوقت نفسه أعضاء الائتلاف وكذلك المجتمع الدولي التي تزيد ضغوطها على إسرائيل”.

ورأى ميلشتاين أن هذه الضبابية تعزز الاشتباه بأن “صناع القرار يبحثون بجدية إمكانية إقامة نظام في غزة يستند إلى حمائل، التي تعتبر كأنها القوة الأكثر تأثيرا اليوم في المجتمع الفلسطيني”.

وحذر من أنه “عدا عدم استخلاص دروس الماضي المريرة، وفي مقدمتها ’روابط القرى’ التي انهارت قبل حوالي 40 عاما، يبدو أن هذا المفهوم لا يأخذ بالحسبان التغيرات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني، وفي مقدمتها نمو طبقة وسطى وجيل شاب يواجهون صعوبة بالنظر إلى المخاتير والمشايخ على أنهم قيادة جاذبة. كما أن هذا الأمر يلزم إسرائيل بالتعامل مع عشرات العناوين التي من شأنها أن تتحول إلى ميليشيات مسلحة بموجب النموذج الصومالي أو الليبي، وبذلك يمنعوا تأسيس نظام جديد ومستقر في غزة”.