مع حلول اليوم العالمي للمرأة , تحضرنا صور عشرات آلاف الشهيدات و الجريحات و المفقودات في قطاع غزة, فتنحني الجباه إجلالاً لهن وتتوجه المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية -ندى- بتحية اعتزاز لكل جريحة غزية و لكل مشاركة في تعزيز صمود شعبنا في مواجهة العدوان سواء كانت عاملة اجتماعية , طبيبة , ممرضة , مسعفة , صحفية أو ربة أسرة تزاول العمل الشاق كي توفر ما أمكن من طعام أو ماء نادر لأطفالها .
في خضم حربه النازية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا , تجاوز عدد الشهيدات الفلسطينيات ال 15 ألفاً, إلى جانب عشرات آلاف الجريحات و الأعداد الهائلة للمفقودات تحت ركام المساكن المهدمة و تجرع الأمهات لآلام استشهاد أكثر من 8 آلاف من أطفالهن و فقدان أطفال آخرين . وأمام إخراج 30 من أصل 36 مستشفى و مركز صحي من الخدمة , تعاني النساء الغزيات سيما الحوامل بينهن من ظروف صحية يفوق سوءها الوصف, حيث تلد أكثر من 180 امرأة يومياً في أماكن النزوح التي تفتقد لأدنى مقومات الأمان بسبب تعرضها للقصف و المجازر و كذلك افتقادها لأدنى مقومات الخصوصية و دون أن تتوفر المعدات و الرعاية الطبية اللازمة لحالات الولادة القيصرية و القسرية. كما تتعرض 15% من الولادات لمضاعفات خطيرة بينها وفاة الأمهات أثناء الوضع . و بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على شعبنا تنعدم أمام النساء و الفتيات الغزيات مستلزمات الصحة و النظافة و تنضم العديدات منهن إلى قوافل الموت عند طوابير الإنتظار الثقيل للحصول على قطرات الماء و بعض الغذاء. كما تعرضت المئات منهن للاعتقال في ظل مصير مجهول و ظروف اعتقال تتعرض فيها الأسيرات الفلسطينيات لأبشع صنوف التعذيب.
وإذ تتوجه -ندى- بالتحية لتضامن نساء العالم و كل الشعوب الحرة مع أبناء شعبنا, ,فإن يوم المرأة العالمي هو مناسبة للتأكيد على التالي :
1- تعزيز مشاركة المرأة الفلسطينية في الحركة الشعبية المساندة لصمود شعبنا و مقاومته في القطاع الأبي و الضفة الغربية . و رفع الصوت عالياً للمطالبة بإنهاء الإنقسام و إسناد وحدة شعبنا و مكتسبات مقاومته في الميدان بمرجعية قيادية موحدة تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا و باستراتيجية نضالية موحدة توصل إلى انتزاع حق تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل حدود 4 حزيران 1967 و عاصمتها القدس و عودة اللاجئين .
2- أن يكون 8 آذار لهذا العام , يوماً للتضامن النسوي العالمي مع النساء الفلسطينيات في قطاع غزة و الضفة الغربية و توسيع الحراك النسوي لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء الفلسطينيات و الضغط على المجتمع الدولي كي يوفر لهن كل أشكال الحماية و يضع حداً لإفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب رغم ارتكابه لجرائم الحرب و جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية و محاكمة قادته بعيداً عن ازدواجية المعايير و سياسة الكيل بمكيالين .
3- توحيد و تصعيد الحراك النسوي العربي للضغط على الأنظمة الرسمية وإجبارها على استخدام أوراق القوة المتوفرة لديها و في مقدمتها وقف التطبيع و طرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية من بلدانها وإلغاء الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي وإغلاق الأسواق العربية أمام منتوجاته و منتوجات الدول الداعمة له لإجباره على وقف العدوان و فك الحصار عن قطاع غزة وافساح المجال أمام دخول المساعدات الإغاثية و الطبية و توفير المآوي المؤقتة اللازمة لأبناء شعبنا وانسحاب الاحتلال من كامل القطاع و تبادل الأسرى على أساس الإفراج عن جميع الاسرى و الأسيرات الفلسطينين ووقف الاستيطان وإجراءات توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وكذلك إجراءات تهويد القدس و تعديات المستوطنين على المقدسات الإسلامية و المسيحية .
4- وإذ يستهدف الاحتلال الإسرائيلي و شريكته الإدارة الأمريكية و حلفاؤها في الدول الغربية , كل عناوين القضية الفلسطينية بما يشمل قضية اللاجئين الفلسطينين من مدخل تعليق التمويل المقدم لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينين – أونروا – تمهيدا لتصفيتها و في سياق ذلك المشاركة في تجويع شعبنا في قطاع غزة و استهدافه في الدول المضيفة خاصة في سوريا و لبنان, حيث يعيش معظم اللاجئين عند خط الفقر , فإن الإدارة الامريكية و الدول الغربية الضالعة معها , مطالبون بالتراجع عن قرار وقف التمويل ، و على إدارة الأونروا ومؤسسات المجتمع الدولي و اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و الدول المضيفة , بذل أقصى الجهود لتوفير التمويل و إدامة عمل هذه المؤسسة الأممية إلى أن تتحقق عودة اللاجئين الفلسطينين بالإستناد للقرار الأممي 194.
المجد للنساء الفلسطينيات الصامدات في وجه العدوان.
الإجلال للشهيدات و الشهداء
الحرية للأسيرات و الأسرى .