انتفاضة الطلاب الجامعيين في أمريكا: صوت لوقف الحرب في غزة ومقاطعة الدعم العسكري

يحتشد طلاب الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر في غزة ولمطالبة الرئيس جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل، ببذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء في غزة. ويطالبون جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مثل شركات توريد الأسلحة. وفضّت الشرطة التي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة، كانت آخرها جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس حيث أوقف العشرات.

واقترح رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، يوم السبت، مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في انتفاضة الجامعات الأميركية الداعمة لفلسطين والمعارضة للحرب الإسرائيلية على غزة. وقال جونسون، في مقابلة مع موقع أكسيوس الأميركي: “الجمهوريون في مجلس النواب يستعدون للضغط على الجامعات لوقف العنف والدمار الناجمين عن احتجاجات الطلاب ضد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وكان الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة قد انتقل إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند.

 وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

  تطور الاحتجاجات أولاً بأول..

جامعة ميسيسيبي تحقق مع طلاب

فتحت جامعة ميسيسيبي تحقيقًا في سلوك بعض الطلاب بعد تصوير أعمال “عدائية وعنصرية” خلال مظاهرة في الحرم الجامعي. ويوم الخميس، كان حوالى 30 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين يتظاهرون في الحرم الجامعي عندما حاصرهم ما يقدر بنحو 200 متظاهر مضاد، بعضهم يحمل أعلاماً أميركية ويرتدون ملابس حمراء وبيضاء وزرقاء.

وفي حين أن هناك العديد من مقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت التي تظهر الاحتجاج في أوقات مختلفة، يظهر مقطع فيديو واحد على وجه الخصوص مجموعة من الشباب البيض في الغالب في الاحتجاج المضاد وهم يصرخون في وجه امرأة سوداء، ويظهر متظاهر مضاد واحد على الأقل في مقطع فيديو يقوم بما يبدو أنه إيماءات قرد في وجه المرأة. وأكدت جايلين آر سميث (24 عامًا) لشبكة “سي أن أن” أنها المرأة التي ظهرت في الفيديو.

وقالت سميث، طالبة الدراسات العليا في الصحافة والإعلام الجديد، لشبكة “سي أن أن” يوم الجمعة: “الشيء الوحيد الذي لن يكسرني أبدًا هو أن الناس يسخرون مني أو يصدرون أصوات القرود في وجهي”. ويُظهر مقطع الفيديو الذي شاهدته شبكة “سي أن أن” مجموعة كبيرة من المتظاهرين المعارضين وهم يصرخون في وجه سميث وهي تسير نحوهم حاملة هاتفها.

الشرطة تخرج متظاهرين من حرم جامعة فرجينيا وتعتقل 25 شخصاً

واجهت شرطة مكافحة الشغب مئات المتظاهرين في الحرم الجامعي في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، واعتُقِل ما لا يقلّ عن 25 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين يوم السبت في جامعة فيرجينيا في شارلوتسفيل، بعد إخراج المتظاهرين بقوة من حديقة الجامعة.

وكمئات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين في جميع أنحاء البلاد، احتج الطلاب في شارلوتسفيل هذا الأسبوع في قلب حرمهم الجامعي، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل ومصنعي الأسلحة والشركات التي لها علاقات مع المؤسسات الإسرائيلية. ونُصبَت الخيام يوم الجمعة، لكنها أُزيلت في اليوم التالي.

وقالت الجامعة، في بيان صحافي، إن المتظاهرين انتهكوا سياسة المدرسة يوم الجمعة من خلال نصب الخيام على العشب واستخدام مكبرات الصوت، لكن لم يُزَل المخيم بالقوة حينها، كما جاء في البيان، “نظرًا لاستمرار السلوك السلمي ووجود أطفال صغار في موقع التظاهرة، وبسبب الأمطار الغزيرة ليلة الجمعة”.

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تعطّل حفل تخرج بجامعة ميشيغان

عطل محتجون مؤيدون للفلسطينيين لفترة وجيزة حفل تخرج بجامعة ميشيغان بالولايات المتحدة أمس السبت، بينما اشتبك متظاهرون مع الشرطة في جامعة فرجينيا، في الوقت الذي تستعد الجامعات الأميركية لمزيد من الاضطرابات خلال احتفالات التخرج.

وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الطلاب وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية التقليدية وقبعات التخرج ويلوّحون بالأعلام الفلسطينية في أثناء سيرهم في الممر الأوسط لاستاد ميشيغان في آن أربور، وسط هتافات وصيحات الاستهجان من حشد يقدر بالآلاف. واستمر الحفل ورافقت شرطة الحرم الجامعي المتظاهرين نحو الجزء الخلفي من الاستاد، لكن لم يُلقَ القبض على أي شخص، بحسب كولين ماستوني، المتحدثة باسم الجامعة.

وقالت ماستوني في بيان: “لقد حدثت احتجاجات سلمية مثل هذه في احتفالات التخرج بجامعة ميشيغان منذ عقود.. تدعم الجامعة حرية الرأي والتعبير، ويُسعد قيادات الجامعة أن حفل التخرج اليوم كان بمثابة لحظة فخر وانتصار”. وتُعَدّ جامعة ميشيغان واحدة من الجامعات العديدة التي غيرت بروتوكولاتها الأمنية لحفلات التخرج. وقالت الجامعة لـ”رويترز” الأسبوع الماضي إنها دربت متطوعين من الموظفين على كيفية التخفيف من حدة الاضطرابات، وهو تغيير عن الواجبات المعتادة المتمثلة بإرشاد الضيوف حول الحرم الجامعي وإلى مقاعدهم.

قيادات طلابية تواجه إجراءات تأديبية

يواجه العديد من الطلاب إجراءات قانونية وتأديبية، وفيما تقوم الجامعات بإعادة تقييم خطط بدء الدراسة، يعرب العديد من الطلاب عن إحباطهم من تعامل مسؤولي الجامعات مع الاحتجاجات الطلابية.