أحمد الصفدي: دلالات الحراك الطلابي الغربي

لطالما كانت الجامعات في الغرب (وفي العالم ايضا) طليعية في الوعي السياسي والقيمي فيما يتعلق بالمظلوميه الفلسطينيه وقد تجلى ذلك من خلال حركة المقاطعه للجامعات الاسرائيليه .
الحراك الشعبي الامريكي الغربي الملفت حاليا واستتباعه بالحراك الطلابي المتسع مؤخرا ذو دلالات عميقه .
لهذا الحراك الشعبي الطلابي الذي يثلج القلب ويبعث الامل في النفوس ،جذور عميقه من ايام الستينيات حيث ساندت الثورات الشعبيه في ارجاء العالم وخصوصا فيتنام وغيرها واحدثت فارقا نوعيا .

فما هي دلالات هذا الحراك الطلابي ؟
– اولا هو ياتي الان في ظل الانهاك الذي اصاب الحراك الشعبي الطويل ليتقدم الصفوف كعادته وحتى لا يترك فراغا في التصدي للاباده الجماعيه المستمره بكل وقاحه وصلف واستعلاء

– ⁠ثانيا : الحراك يدل على ان القاسم المشترك الانساني هو القاسم الاوسع والاعمق والاهم بين المجتمعات العالميه وهو ارقى واوسع من القواسم الفرعيه عقائديا ووطنيا وقوميا وطائفيا ذلك لانه اكبر كما ونوعا واقوى وهو في حقيقته يجسد روح الاديان المتشابكة الايادي كلها وجوهرها الحقيقي
– ⁠ثالثا : الحراك الحي المثير للاحترام يشير الى ضعف ووهن المجتماعات العربيه وقواها الفاعله بما فيها القوى الشبابيه الطليعيه والاحزاب والى سطوة الانظمه القمعيه
– ⁠رابعا : الحراك يبرهن على ان اسلمة الصراع غير سليمه اذ انها تحصره في المستوى الديني بينما هو صراع طبقي راسمالي معولم واوسع في حقيقته والدليل على ذلك ان رجال الدين وقيادات العالم الاسلامي اغلبهم في الصف المعادي الان وفي السابق
– ⁠خامسا : الحراك يبرهن على ان الصراع في غزه ليس محليا وانما هو صراع عالمي اذ ان العالم قد اصبح قرية صغيره متواصله معا
– ⁠سادسا : حراك الشارع في الغرب دليل على انه يعبر عن نفسه وضميره وقيمه وعن مظلوميته من خلال تعبيره عن التضامن مع فلسطين . المجتمع الغربي يشعر بالحاله الانفصاميه وازدواجية المعايير التي تخدعها بها الطغمه المتسلطه والدول العميقه .
– ⁠سابعا : الحراك هو باكورة الحراك المطلبي الداخلي وسينعكس على الوضع الداخلي السياسي والانتخابي في كل دول الغرب عما قريب
– ⁠ثامنا : المجتمع الدولي والنظام الدولي الحالي تقادم وهو في طريقه الى الانهيار في قادم الايام لانه نظام فاسد احادي متسلط غير عادل وغير اخلاقي كما ثبت وبالملموس في الصراعات الاقليميه المختلفه وهو غير امن ومهدد للسلم العالمي والاستقرار والتوازن
– ⁠تاسعا : المجتمع العربي مازوم وضعيف وسلبي (ومن ضمنه المجتمع الفلسطيني)
وهو بحاجه لثورة داخليه حقيقيه عميقه باستثناء القوى المقاومه الحيه التي برهنت عن صحة نهجها المقاوم وطليعيتها
الباحث السياسي في الشؤون الاسرائيلية  احمد الصفدي