المسخ المسمى “حكومة الطوارئ الحربيه ” جاء لقيادة دولة الاحتلال نحو مستنقع غزه
وشكل تزاوجا هجينا وشهر عسل مؤقت بين اليمين واليمين المتطرف بينما بقي اليمين الوسطي في صفوف المعارضه . الخارطه السياسيه في اسرائيل يمينيه بغالبيتها بينما انكمش اليسار جدا جدا في العقود الاخيره مع تغول دولة الاحتلال وتقدمها المتسارع نحو التهود والفاشيه والابارتهايد الصريح والواضح .
هذا التحالف الهجين كان هشا من بدايته وبرزت فيه التباينات والخلافات والاقصاءات والانتقادات والتسريبات وازمة الثقه العلنيه
انفراط هذا التحالف المقترب هو احدى مؤشرات الهزيمه التي يخفونها. لو ان هذا التحالف قادهم نحو النصر المزعوم لتكتل وتعزز اكثر من ذي قبل. ولكن هيهات هيهات فالهزيمه واضحه وموصوفه حسب راي كل الخبراء العسكريين سواء من الكيان او من الخارج .
الانجاز الوحيد الذي حققته هذه الحكومه الاجراميه هو البطش الوحشي بالمدنيين العزل وارتكاب جرائم الحرب والاباده الجماعيه .
تفكك هذا التحالف المسخ الذي تشكل للفرار من الاستحقاقات والمحاسبات الدستوريه والامنيه المتفاقمه ،قد اصبح وشيكا بعد ان غدا يجتر نفسه ويجتر اكاذيبه والاعيبه الممجوجه. ليل السكاكين وعملية المحاسبه الداخليه بانتظاره بدءا من نتنياهو المتهم قبل الحرب وخلال الحرب مرورا بالبقيه المسؤوله عن فضيحة ٧ اكتوبر المجلجله .
غانتس هو الانتهازي الوحيد الذي دخل التحالف حتى يصبح جسرا لوصوله للقياده بعد نتنياهو المتهاوي . اعتقد انه سيكسب نفسه صفة البطل الوطني المسؤول الذي يضحي لانقاذ البلاد في الاوقات الحرجه معتقدا ان النصر سيكون حليفهم . ولكنه مع الاخفاقات اصبح جزءا من الفاشلين والمسؤولين عن المذابح وجرائم الحرب وستطاله المحاسبه مثل غيره . دخوله شكل دعنا لنتنياهو الذي اقصاه وحجمه من البدايه ارضاء لمعسكر اليمين المتطرف بن جبير وسموتريتش .
هذه التركيبه الهشه الفاشله هي التي قادت اسرائيل نحو الحرب وهي التي ستوصلها الى الهزيمه مهما حاولت المكابره وكما قال ليبرمان عن حق:” هذه الحكومه استسلمت في الشمال وهزمت في غزه ” .
مؤشرات انفراط عقد حكومة الحرب وتزايد حدة الاحتجاج واتساعه وازدياد المنتقدين الخارجيين من الحلفاء العرب والغربيين كلها تشير الى اقتراب سقوطها الذي سيعتبر اعلانا للانهزام المدوي…ولتحل محلها حكومة تنظيف وطني تتولى عملية الانقاذ وتنظيف الوحل الذي جرتهم اليه حكومة نتنياهو الفاشيه
ما السيناريوهات المحتمله الان :
-اعلان حكومة عسكريه مؤقته في غزه ومواصلة البحث عن السنوار والاسرى وهذا خيار معقد ومكلف جدا جدا
-الانسحاب من طرف واحد مع مواصلة القصف عن بعد والاحتفاظ بالغلاف ومواصلة التفاوض مع حماس وهدا هو الخيار المرجح والمفضل
-العوده للصفقه التي رفضوها مؤخرا بذريعة انهم اجلوا التوقيع لدخول رفح وبوابة الحدود
-انهيار حكومة الطوارئ بفعل الازمات والخسائر والاحتجاج المتصاعد وربما بانسحاب غانتس وايزنكوت وتحالفهما مع المعارضين
الكاتب الصحفي احمد صفدي