عرابي: الحاكم الفعلي للضفة هو سموتريش وعلى السلطة أن تصارح شعبها

الحرب الصامتة فيها ستصبح معلنة في الايام القادمة

انسحاب غانتس وايزنكوت من “كابينت الاحتلال” حوّله من مجلس فاشي الى مارق وأكثر فاشية

الاحتلال يريد تغيير ملامح قطاع غزة والضفة وخلق جرافيا سياسية جديدة لتمزيقها

الحرب تجري على كل أطياف الشعب الفلسطيني، والمعركة الحقيقية هي في الضفة بما فيها القدس

جزء من الورطة الاستراتيجية التي وقع بها الاحتلال بعد 7 اكتوبر، هو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العالم

على القيادة أن تجيب على السؤال الكبير: ما هو دور السلطة ؟ هل هي مشروع يقودنا الى دولة ام سلطة ذات دور وظيفي لتكريس الاحتلال ؟

آن الأوان أن تعي السلطة أن الاحتلال لا يريد سلطة وطنية، بل يريد إنتاج نظام عميل شبيه بنظام روابط القرى

قال الزميل معمر عرابي على قناة الغد، إن الحرب ليست في غزة وحدها، بل هناك حرب في الضفة أيضا وستنتقل من الحرب الصامتة الى الحرب المعلنة قريبا لان الحاكم الفعلي للضفة هو سموترش.

وأضاف أن انسحاب غانتس وايزنكوت من كابينت الحرب في دولة الاحتلال، لا يعني انسحاب يمين الوسط وبقي اليمين، بل على العكس انتقل المجتمع الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة من اليسار واليمين إلى اليمين والى يمين اليمين ثم إلى الفاشية وأصبحنا أمام مجلس حرب فاشي مارق، لذلك الفرق بين غانتس ونتنياهو هو من يقتل اكثر من الشعب الفلسطيني، بالتالي هذا الانسحاب حول مجلس الحرب “كابينت الاحتلال” من مجلس فاشي الى مجلس مارق وأكثر فاشية.

وأكد أن الاحتلال ينفذ حرب شاملة على الشعب الفلسطيني وليس على المقاومة وحدها، لذلك على السلطة الفلسطينية أن تكف عن الأوهام بأن هناك يوم تالي لها لأن السلطة تعني بالنسبة لحكومة الاحتلال بأنها لا شيء، وتتصرف وكأن السلطة غير موجودة. مشيرا إلى أن جزء من العنت في مفاوضات القاهرة مؤخرا أن الاحتلال لا يريد وجودا للسلطة على معبر رفح.

ورأى عرابي أن الاحتلال يريد تغيير ملامح قطاع غزة والضفة وخلق جرافيا سياسية جديدة لتمزيقها، لأنه يدرك ان المعركة الحقيقية في الضفة بما فيها القدس، فاليوم يقتحمون جنين وطولكم ورام الله كما يقتحمون بيت حانون ويدمرون ويرتكبون الجرائم.

وأكد أن الضفة مرشحة لانفجار كبير في الأيام القادمة، لانه تجري فيها حرب ضروس صامتة، وهذا لا يمكن عزله عما يجري في غزة.

واعتبر أن جزء من الورطة الاستراتيجية التي وقعت بها دولة الاحتلال بعد 7 اكتوبر، هو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العالم العربي والعالم أجمعه، بل وعادت القضية لعصر الستينيات من القرن الماضي كقضية تحرر وطني، وهذه تعتبر إحدى خسائر الحرب بالنسبة للإسرائيليين بعدما كانت قضية منسية.

وقال إنه بعد توقيع اوسلو تم بيع الوهم للعالم العربي بأن الفلسطينيين أقاموا تسوية مع الإسرائيليين وكأن السلطة الفلسطينية هي دولة لكن الواقع شيء اخر.. على السلطة ان تقرر ما هو دورها، ففي عام 1993 عندما انشأ الرئيس ياسر عرفات السلطة كان على أساس أنها مشروع يقودنا الى دولة، لكن اكتشفنا واكتشف الرئيس أبو عمار بعد 6 سنوات ان هذا وهم وانه لا يمكن ان تكون هناك دولة فلسطينية ذات سيادة.. يمكن ان يعطونا اسم دولة او جمهورية لكن ما تعريف هذه الدولة، هل ذات سيادة؟! بالتأكيد لا.

وأضاف عرابي أن السلطة هي عبارة سجاد احمر، لكن على الأرض الحاكم الفعلي هو سموتريش، لذلك على السلطة ان تقرر انها إما مشروع دولة او وكيل أمني وقضية رواتب، وعلى القيادة أن تجيب على السؤال الكبير: ما هو دور السلطة ؟ هل هي مشروع يقودنا الى دولة ام سلطة ذات دور وظيفي لتكريس الاحتلال ؟

وتابع: السلطة يجب ان تعلم انها امام عصا الاحتلال، والحل الوحيد هو اعادة الاعتبار لها كحركة تحرر وطني، ويجب إعادة مفاتيح السلطة للاحتلال ليتحمل المسؤولية حسب اتفاقية جنيف والقانون الدولي الانساني وان يصبح الاحتلال مكلف لا ان يبقى احتلالا رخيصا.

وقال: على السلطة ان تصارح شعبها بأنها سلطة بلا سلطة على الأرض، والشعب في الضفة تحت الذبح والمقصلة، يعيش تحت نظام الفصل العنصري، ففصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها يحتاج لثلاثة جنود فقط على الحاجز، هناك أكثر من 500 بوابة وحاجز على مدخل كل قرية ومخيم ومدينة.

وأضاف: آن الأوان أن تعي السلطة أن الاحتلال لا يريدها، بل يريد إنتاج نظام عميل شبيه بنظام روابط القرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي.

المصدر : وطن للأنباء