“نيويورك تايمز”: إسرائيل تصعّد تحضيراتها لحرب محتملة في لبنان

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الحكومة الإسرائيلية صعدت من قرع طبول الحرب في لبنان، على الرغم من التحذيرات الأمريكية من مخاطر التصعيد الشامل في المنطقة وتداعياته الجسيمة على “تل أبيب”.

وتحت عنوان “إسرائيل تعد جيشها لحرب في لبنان”، أبرزت الصحيفة قيام رئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي بجولة على حدود الشمال ولقاء القادة العسكريين هناك وسط تصاعد التوترات مع حزب الله وتزايد مخاوف زعماء العالم من احتمال اندلاع حرب أوسع.

ونشر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء زيارته قال فيه إن القوات الإسرائيلية “عازمة وملتزمة بمهمة تحقيق النصر، وليس أقل من ذلك”.

جاءت جولات المسؤولين الإسرائيليين على طول الحدود مع لبنان في الوقت الذي اختتم فيه وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، أربعة أيام من الاجتماعات في واشنطن مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن، الذين أكدوا مراراً وتكراراً على الحاجة إلى حل دبلوماسي للتوترات مع حزب الله.

ويشن حزب الله هجمات نوعية على شمال “إسرائيل” منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. وتصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة.

وزعم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال لقاء مع جالانت يوم الثلاثاء أن “استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها”.

وأضاف أوستن أن “مثل هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان، وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء”.

فيما زعم غالانت، في الاجتماع نفسه، إن “إسرائيل” تعمل على “التوصل إلى اتفاق” لكنه أضاف أنها “عازمة على إرساء الأمن” في الشمال وتغيير “الواقع على الأرض”.

وأضاف: “يجب علينا أيضًا مناقشة الاستعداد لكل سيناريو محتمل”.

**تعزيز القوات الإسرائيلية في الشمال**

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إرسال المزيد من القوات إلى منطقة الحدود الشمالية.

وقال نتنياهو في مقابلة تلفزيونية إن الحرب في غزة تدخل مرحلة جديدة أقل حدة، مما يسمح للجيش بتحويل المزيد من الاهتمام إلى لبنان، مضيفا “سنتمكن من نقل جزء من قواتنا إلى الشمال”.

وقام هرتزل هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بزيارة الحدود الشمالية مع لبنان وأجرى “تقييمًا للوضع” مع القادة المحليين، وفقًا لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.

تدربت القوات الإسرائيلية في الشمال على ما وصفه الجيش بـ”السيناريوهات المتطرفة” بما في ذلك “القتال في التضاريس المعقدة والجبلية، وتفعيل النيران وحرب المدن”، وقال الجيش إن التدريبات أجريت “في إطار زيادة الاستعداد في الساحة الشمالية”.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن طائراته المقاتلة قصفت هيكلا عسكريا لحزب الله واستهدفت عدة مواقع أخرى في جنوب لبنان.

وخاطب إسحق هرتزوج، الرئيس الإسرائيلي، زعماء المجتمع المحلي في شمال “إسرائيل” خلال زيارته للمنطقة التي استمرت يومين.

وزعم أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يتفاجأ إذا “خرج الوضع عن السيطرة” واتهم حزب الله في لبنان بالانتهاكات المتكررة للمعاهدات والاتفاقيات الدولية.

وقال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إن الحزب لا يريد صراعًا أوسع ولكنه مستعد للحرب.

وأضاف: “لقد أعددنا أنفسنا لأصعب الأيام، وإذا فرضت الحرب فإن المقاومة ستقاتل بلا قيود أو قواعد أو حدود”.

**وقف إطلاق النار في غزة للتهدئة**

أبرزت وسائل الإعلام العبرية أن تراجع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قد يكون كافياً لإنهاء الهجمات على الحدود الشمالية والتي وضعت الأطراف على أعتاب صراع شامل.

وقال مسؤولان أمريكي وإسرائيلي لموقع “تايمز أوف إسرائيل” إن واشنطن و”إسرائيل” تأملان في أن يؤدي تقليص وشيك للقتال المكثف في غزة إلى منح حزب الله “مخرجًا” للتراجع عن الهجمات الحدودية شبه اليومية التي دفعت المنطقة إلى صراع أكبر.

وبحسب الموقع، ركزت الولايات المتحدة بشكل كبير على منع التوترات على الحدود الشمالية ل”إسرائيل” من الانزلاق إلى حرب شاملة، وعملت على التوسط في اتفاق دبلوماسي طويل الأمد، بينما علقت آمالها على وقف إطلاق النار في غزة الذي يؤدي إلى استعادة الهدوء على الحدود الشمالية.

ومع ذلك، ظل التوصل إلى هدنة في غزة بعيد المنال، مما دفع واشنطن وتل أبيب إلى البدء في مناقشة استراتيجيات بديلة لتخفيف حدة التوتر.

وقال المسؤولان إن إدارة بايدن تخشى تصعيدًا إقليميًا كبيرًا إذا استمر المسار الحالي للقتال بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني.

وقد نوقشت هذه الاستراتيجيات خلال اجتماعات وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن.

وتحدث عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي الزائر للصحفيين عن “الانتقال إلى ‘المرحلة ج’ في غزة وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك تجاه لبنان ومناطق أخرى”.

وقال المسؤول الإسرائيلي: “حتى الآن، كان الفهم السائد هو أن الطريق إلى الهدوء في لبنان يمر عبر غزة، لكن ربما يكون العكس”.

وقال المسؤول الأمريكي إن إدارة بايدن ستواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار حتى في الوقت الذي تدرس فيه استراتيجيات بديلة لتخفيف حدة التوتر بين “إسرائيل” وحزب الله.

وأضاف أنه “من دون وقف إطلاق النار، سيكون من المستحيل على الأرجح المضي قدمًا في بقية أجندتنا الإقليمية”، مشيرًا إلى الجهود المبذولة للتوسط في اتفاق تطبيع بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية وإنشاء مسار لدولة فلسطينية مستقبلية.