معمر عرابي: الإسرائيليون أمام معضلة استرتيجية و خيارين أحلاهما مر في شمال فلسطين المحتلة.. ما بين الضرورة والرغبة

الخيارات أمام الاحتلال محدودة مع “الوحش الكاسر” في جنوب لبنان

 الإسرائيليون أمام معضلة استراتيجية في شمال فلسطين المحتلة ولا خيار أمامهم سوى التعامل معها

منظومة الردع الإسرائيلية تآكلت في شمال فلسطين المحتلة والجيش الذي لا يقهر ، تم قهره

الكيان أمام واقع جيوسياسي جديد لا يستطيع التعايش معه على المدى الطويل في شمال فلسطين المحتلة

رغم صعوبة الخيارات، قد يصاب الاحتلال بالجنون ويشن حربا على لبنان

الاسرائيليون والامريكيون يطلبون من حزب الله الخروج من جنوب لبنان وكأنهم يطلبون من السمكة أن لا تسبح في البحر

الاكثر تعقيدا للإسرائيليين هي جبهة لبنان والساحات المساندة.. هم في ورطة استراتيجية

حزب الله فرض قواعد اشتباك جديدة متدحرجة ومتماثلة في شمال فلسطين المحتلة

نحذّر من خدعة إسرائيلية، لأنه “اذا اردت الحرب يجب أن تتحدث كثيرا عن السلام”، وفق ما قال جنرال صيني في كتابه فنون الحرب

الحرب الضروس في غزة لكن الحرب الصامتة تجري في الضفة بما فيها القدس المحتلة

التهجير القسري ماثل في الضفة الآن والحرب الحقيقية جارية فيها

الاحتلال لا يريد كيانا فلسطينيا وطنيا، بل يريد كيانا عميلا مثل مليشيات سعد حداد وأنطوان لحد في لبنان سابقا

الحرب الآن على السلطة كما المقاومة، وكابينت الاحتلال أعلن وفاة أوسلو 

المسار الإخباري :  قال الزميل معمر عرابي إن الخيارات أمام الاحتلال محدودة مع لبنان، وهناك أصوات داخله تقول إنه لا يوجد خيارات سوى الذهاب الى الحرب لان منظومة الردع تأكلت والجيش الذي لا يقهر، تم قهره، فماذا هم فاعلون مع ما يسمونه الوحش الكاسر في الشمال على ابواب الجليل ويقصدون بذلك حزب الله.

وأضاف عرابي في لقاء على قناة الميادين: اليوم بات الإسرائيليون يعرفون قدرات حزب الله، وبات عليهم التعامل مع المعضلة الاستراتيجية في الشمال لانهم تعودوا على الحروب السريعة والخاطفة والتفوق العسكري والجوي مع الجيوش العربية.

وتابع: هناك تيار داخل الكيان يطالب بالذهاب للحرب للحفاظ على صورة الكيان الاستراتيجية التي استمرت على مدار اكثر من 70 عاما، وهناك اسباب عديدة بان لا يذهبوا الى الحرب، كونهم يعلمون قدرات حزب الله وترسانته العسكرية التي أكبر بكثير من المقاومة الباسلة في غزة والتي تعتبر لديها اسحلة بدائية ولم يستطيع الاحتلال التعامل مع هذه المقاومة ، لذلك الحرب مع حزب الله سيترتب عليها تكاليف منها تدمير حزب الله البنية التحتية، وتل ابيب وغيرها من مدن فلسطين المحتلة ستكون بلا كهرباء ولا مياه ولا بنية تحتية ولا محلات.. الخ.

وقال عرابي: هذا المشهد معقد.. هم بين خيارين أحلاهما مرّ “خيار الضرورة نحو الحرب، وخيار الرغبة في عدم الذهاب للحرب”.

وتسائل: كيف ستتعامل اسرائيل مع الواقع الجيوسياسي في الشمال، ماذا ستقول لـ 250 الف مستوطن خرجوا من مستوطنات الشمال؟!..  مضيفا: حزب الله فرض واقع جديد، إن لم يكن هناك حرب، فإن الكيان سيتعامل مع واقع جيوسياسي جديد لا يستطيع التعايش معه على المدى الطويل.

ورأى عرابي أن هناك صعوبة لدى الكيان في الذهاب نحو الحرب بسبب وحل غزة والواقع الاقتصادي والانقسام الداخلي والواقع الدولي، لكن ماذا سيقول لجمهوره وللعالم ان لم يذهب للحرب؟! ، هناك اسئلة استراتيجية يجب ان يجيب عليها حينها، إنه أمام معضلة استراتيجية صعبة.

وقال عرابي: الاسرائيلي يدرك أن خيارته محدودة مع لبنان، لذلك كل الحديث عن تسويات مع لبنان، فشل، لأن الاسرائيليين والامريكيين يطلبون من حزب الله بالخروج من جنوب لبنان وكأنهم يطلبون من السمكة أن لا تسبح في البحر .

واستحضر عرابي ما قال جنرال صيني في كتابه فنون الحرب “اذا اردت الحرب يجب ان تتحدث كثيرا عن السلام”. وقد حذّر عرابي من خدعة إسرائيلية، بقوله إنه رغم صعوبة الخيارات امام الاسرائيلي والهزيمة الاستراتيجية التي يعيشها، قد يصاب بالجنون ويشن حربا على لبنان.

وأكد أن الاكثر تعقيدا للإسرائيليين هي جبهة لبنان والساحات المساندة ، فهم في ورطة استراتيجية وقد فرض حزب الله قواعد اشتباك جديدة متدحرجة ومتماثلة، وهم يعرفون ان شمال فلسطين قد سقط ويتخيلون ان المقاومة اللبنانية باتت على ابواب الجليل.

أما فيما يتعلق بما يحدث في الضفة، أوضح عرابي أن “ما يحدث في الضفة ليس بمعزل عن غزة، وقلنا منذ اليوم الأول ان الحرب الضروس في غزة لكن الحرب الصامتة تجري في الضفة ، والمعركة الحقيقية ستكون في الضفة بما فيها القدس المحتلة، والدماء ستكون في الضفة بما فيها القدس، حيث كابينت الاحتلال قبل أيام بإعلان وفاة أوسلو والاتفاقيات مع السلطة التي وقعها قبل اكثر من 30 عاما، حيث أعاد احتلال مناطق الضفة من خلال الولاية القانونية ولم يبقي للسلطة شيء.

وأضاف: يجب أن لا نميز بين المقاومة والسلطة من حيث الاستهداف الاسرائيلي، فالسلطة ايضا مستهدفة ككل الشعب الفلسطيني، لان الاسرائيلي هو من يعطل عودة السلطة لغزة ولا يريد اي كينونة فلسطينية ، لذلك يجب أن لا تراهن السلطة على اي مفاوضات مستقبلية مع الاسرائيلي الذي يريد تدمير غزة وتهويد الضفة.

وأكد عرابي أن التهجير القسري ماثل في الضفة الغربية الآن والحرب الحقيقية جارية في الضفة والدليل ما نشهده في جنين ونابلس وطولكرم… الاسرائيلي لا يريد إلا تهويد الضفة وقتل اي مشروع وطني، بل يريدون كيان عميل مثل سعد حداد وانطوان لحد.

المصدر: وطن للأنباء