مرضى وجرحى من غزة إلى الإمارات بتنسيق مع إسرائيل

ذكرت مصادر في منظمة أطباء لحقوق الإنسان لـ”العربي الجديد”، أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي أبدت نية للسماح لجرحى ومرضى من قطاع غزة، بمغادرة القطاع وصولاً إلى مطار رامون في إيلات، ومن هناك التوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل الحصول على العلاج، وذلك بعد مرور تسعة أشهر على الحرب وحرمانهم حقهم بالعلاج، الأمر الذي تسبب بوفاة أو مفاقمة وضع آلاف الغزيين، المحتاجين لعلاج عاجل.

وفي حين تحدّثت المصادر عن احتمال إقلاع طائرة تحمل 250 مريضاً وجريحاً من القطاع إلى الإمارات خلال الأسبوع المقبل، تجنبت الجزم بالأمر، ذلك أن إسرائيل سبق أن أخّرت أو ألغت تنفيذ التزامات من هذا النوع في تجارب سابقة. وفي حين يدور الحديث مبدئياً عن دفعة أولى من 250 مريضاً وجريحاً، في حال سُمح لهم فعلاً بالمغادرة، أكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، منير البرش لـ”العربي الجديد”، أنّ من يحتاجون للعلاج هم 100 ضعف هذا الرقم على الأقل، مشيراً إلى وجود 25 ألف تحويلة مطلوب سفرها إلى الخارج، مبينًا أن عدد من غادر القطاع من المرضى والجرحى منذ بداية الحرب بلغ 5 آلاف فقط.

وأوضح البرش أن 10 آلاف مريض وجريح على الأقل يحتاجون إلى علاج عاجل بسبب أوضاعهم الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياتهم، مع وجود 15 ألف غزي بحالة متوسطة. وذكر أن نحو 500 من سكان غزة قد فارقوا الحياة منذ بداية الحرب الحالية، لعدم تلقيهم العلاجات المناسبة للأمراض السرطانية التي عانوا منها. وأفاد حتى ساعة كتابة هذه السطور صباح اليوم الأربعاء، بأنه لم يبلّغ بنية السماح لمرضى ومصابين بالسفر إلى الإمارات.

وكانت منظمة أطباء لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية أخرى، قد تقدّمت بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو/ حزيران الماضي، يطالب بالسماح للمرضى والجرحى الذين يواجهون خطراً على حياتهم وليسوا ضالعين في الحرب، بالخروج من القطاع من أجل الحصول على العلاج اللازم.

لماذا الإمارات؟

وفي رد مسؤول في المنظمة على سؤال “العربي الجديد” بشأن اختيار الإمارات تحديداً وجهة للمرضى، قال إن لا جواب لديه، وربما يتعلق الأمر بوجود تنسيق إماراتي إسرائيلي بالأساس، مضيفاً أن الاحتلال لم يسمح منذ سيطرته على معبر رفح مع مصر بخروج الفلسطينيين للعلاج باستثناء 27 طفلاً مصاباً بالسرطان، بعد تدخل منظمة الصحة العالمية. وقبل ذلك سُمح لعدد قليل نسبياً من جرحى ومرضى غزة بمغادرة القطاع، ومنهم من تلقى العلاج في تركيا وقطر ومصر وغيرها من الدول، ولكن قبل السيطرة على المعبر في السابع من مايو/ أيار الماضي.

وكانت منظمة أطباء لحقوق الإنسان، من أكثر الجهات الفاعلة في قطاع غزة ما قبل الحرب وعلى مدار نحو 17 عاماً، بحيث تنتدب أطباء لإجراء عمليات جراحية وتدريب الطواقم الطبية المحلية، وتنقل مساعدات وأدوية، “إلا أن إسرائيل باتت تضيّق علينا وتمنعنا من أخذ أي دور لتقديم المساعدة في غزة، كما باتت ترفض التعاون مع الصليب الأحمر ووكالة أونروا”، بحسب ما يقوله مسؤول في المنظمة.

وستتولى منظّمة الصحة العالمية، متابعة المرضى وتصنيفهم وفق أولويات أهمها احتياجاتهم العاجلة، رغم أن كل الحالات طارئة فعلياً، وتنسيق طلبات سفر كل واحد منهم مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحتى تمويل نقلهم من القطاع إلى مطار رامون في إيلات. وفيما قُدّمت حتى اليوم طلبات عاجلة لإخراج 95 مريضاً ومصاباً من القطاع، وافق الاحتلال حتى الآن على خروج 78 منهم، ورفض 10 ويراجع تفاصيل سبعة آخرين.