لبيد ودرعي في محادثات مفاجئة بعد عشر سنوات من القطيعة: تعاون محتمل حول منع اقتحام المسجد الأقصى

*القدس – المسار الإخباري:* في خطوة غير متوقعة، أجرى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، ورئيس حزب “شاس”، أرييه درعي، محادثات هي الأولى من نوعها بينهما منذ عشر سنوات، بهدف التعاون حول مشروع قانون يستند إلى فتوى الحاخام السفاردي الأكبر لإسرائيل، عوفاديا يوسف، التي تحظر على اليهود اقتحام أو زيارة المسجد الأقصى.

بحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، يهدف التعاون إلى تمرير بيان تصريحي في الكنيست ينص على منع اليهود من اقتحام باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة. يأتي هذا التعاون بعد فترة طويلة من التوتر بين لبيد ودرعي، وسط توترات متزايدة بين إيتمار بن غفير والأحزاب الحريدية في الائتلاف الحكومي، وذلك بسبب الاقتحامات المتكررة التي يقودها بن غفير لباحات المسجد الأقصى.

الاتفاق بين لبيد ودرعي يتضمن دعم الأخير لمشروع قانون يقدمه حزب “ييش عتيد”، على أن يتم التصويت عليه بعد العطلة الصيفية للكنيست، بما يتوافق مع الفتوى السابقة للزعيم الروحي لحركة “شاس”، الحاخام عوفاديا يوسف.

يأتي هذا التطور وسط استياء متزايد من الأحزاب الحريدية تجاه اقتحامات بن غفير، حيث هدد رئيس حزب “ديغل هتوراه”، موشيه غفني، بالانسحاب من الحكومة احتجاجًا على هذه التصرفات. في المقابل، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تهدئة التوترات بالقول إن “ما حدث هذا الصباح في الحرم القدسي يشكّل استثناء للوضع القائم”، مؤكدًا أن سياسة إسرائيل في ما يتعلق بالحرم القدسي لم تتغير.

اقتحامات بن غفير للمسجد الأقصى في ذكرى “خراب الهيكل” أثارت ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية غاضبة، حيث نددت وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة بهذه الاقتحامات، معتبرين أنها تشكل استفزازًا خطيرًا قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

في هذا السياق، يزداد المشهد تعقيدًا في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة والتوترات الإقليمية المتصاعدة، مما يعكس تحديات كبيرة أمام الحكومة الإسرائيلية الحالية والمجتمع الدولي في معالجة هذا الملف الحساس.