نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا لستيفن وولت، أستاذ كرسي روبرت ورينية بيلفر للعلاقات الدولية بجامعة هارفارد تحت عنوان “التدهور الخطير في استراتيجية إسرائيل” قال فيه: “إسرائيل في وضع خطير، مواطنوها منقسمون على أنفسهم وبعمق ولن يتحسن هذا الوضع على الأرجح. وهي عالقة في حرب لا تستطيع الانتصار بها في غزة. وتبدو على جيشها علامات الإجهاد. ولا تزال الحرب الواسعة مع حزب الله أو إيران ممكنة. ويعاني اقتصاد إسرائيل من ضائقة شديدة. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن 60,000 شركة تجارية قد تغلق أبوابها هذا العام”.
وأضاف وولت أن سلوك إسرائيل الأخير قد أضر بصورتها العالمية وقد أصبحت دولة منبوذة بطرق لم يكن أحد يتخيلها من قبل.
وأشار إلى أن إسرائيل حظيت بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بتعاطف كبير ومناسب حول العالم وتم القبول بأن إسرائيل لها حق الرد وبقوة. ولكن بعد 10 أشهر من حربها الإبادية ضد الفلسطينيين في غزة، وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، ضيعت التعاطف الأولي معها. وقد طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهم ارتكارب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأصدرت محكمة العدل الدولية حكما أوليا وصف أفعال إسرائيل بأنها إبادية في الطبيعة والقصد.
سلوك إسرائيل الأخير أضر بصورتها العالمية، وأصبحت دولة منبوذة بطرق لم يكن أحد يتخيلها من قبل.
وطالما اعتبرت المحكمة احتلال إسرائيل واستعمارها للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ويقول وولت إن إن المدافعين عن الصهيونية الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال هم وحدهم القادرون على النظر إلى ما يحدث في غزة دون أن يشعروا بالانزعاج الشديد، إن لم يكن الرعب. مضيفا أن الدعم في الولايات المتحدة لأفعال إسرائيل يتراجع بشكل كبير، وأن الشباب الأمريكي، بمن فيهم عدد كبير من الشباب اليهود يعارضون الرد المتراخي لإدارة بايدن على أفعال إسرائيل.
وما عليك إلا قراءة تغريدة كتبها عيران إيتسيون، النائب السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي وستحصل على حس بما جلبته إسرائيل على نفسها من ضرر. ثم اقرأ ما كتبه المؤرخ عومير بارتوف، وأحد الباحثين العالميين الرواد في الإبادة الجماعية، عن زيارته الأخيرة لإسرائيل، لكي تفهم عمق المشكلة.
وعلق وولت قائلا إن من السهل تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية، وهو بالتأكيد يستحق النقد الذي كيل ضده في الداخل والخارج. ولكن إلقاء اللوم كله على نتنياهو يتجاهل مشكلة أعمق وهي: التآكل التدريجي في التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي على مدى السنوات الخمسين الماضية. فما حققته إسرائيل من إنجازات وما أظهرته من براعة تكتيكية خلال العقدين الأولين من عمرها تميل إلى إخفاء -وخاصة بين كبار السن- دور الخيارات الاستراتيجية الرئيسية التي اتخذتها إسرائيل منذ عام 1967 في تقويض أمنها.
فقد تميز الإستراتيجيون الأوائل والجيل الأول من قادة إسرائيل بالبراعة الإستراتيجية وحاولوا القيام بالمستحيل: إقامة دولة يهودية في قلب العالم العربي، مع أن السكان اليهود في فلسطين كان عددهم ضئيلا في بداية القرن العشرين، وكانوا أقلية واضحة مع إعلان إسرائيل عام 1948.
ونجح المؤسسون من خلال واقعيتهم القاسية والاستفادة من الفرص المواتية في بناء قوى شبه عسكرية وبعد ذلك بنوا جيشا متميزا، بحسب قول الكاتب. مضيفا أنهم عملوا بجد واجتهاد لكسب دعم القوى العالمية المهيمنة.
من الجدير بالذكر، على سبيل المثال، أن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة أيّدا قرار الأمم المتحدة الصادر في عام 1947 لتقسيم فلسطين واعترفا بالدولة بعد إعلانها بوقت قصير. وتميز ديفيد بن غوريون ورفاقه بالاستعداد الدائم لقبول ترتيبات لم تكن تخدم هدفهم طويل الأمد، وإن بشكل مؤقت، طالما أن هذه الترتيبات تقربهم لهدفهم النهائي.
ساهمت الدبلوماسية الذكية وقدر صغير من الخداع في تطوير ترسانة سرية من الأسلحة النووية، وإخفاء الحقائق القاسية التي أدت إلى قيام إسرائيل
وبعد إنشاء الدولة، عملت الحكومة الجديدة بجد على إقامة علاقات دولية عبر “هسبارا” أو الدعاية، وأقامت تحالفات عملية مع فرنسا وجنوب أفريقيا وعدد آخر من الدول. والأهم من كل هذا، أنها أقامت “علاقة خاصة” مع الولايات المتحدة، قامت أساسا على التأثير والقوة المتزايدة لـ”اللوبي الإسرائيلي”. وفهم قادة إسرائيل الأوائل أن دولة صغيرة محاطة بدول معادية بحاجة لأن تحسب أفعالها بحذر وتذهب إلى أبعد مدى من أجل الحصول على الدعم الدولي.
وساهمت الدبلوماسية الذكية وقدر صغير من الخداع في تطوير ترسانة سرية من الأسلحة النووية، وإخفاء الحقائق القاسية التي أدت إلى قيام إسرائيل، والتي لم تصبح معروفة على نطاق واسع حتى ظهور الأبحاث الرائدة التي قام بها بيني موريس وإيلان بابي وأفي شلايم وسيمحا فلابان، وغيرهم من “المؤرخين الجدد” في ثمانينات القرن العشرين.
وأشار وولت إلى أنه لا توجد حكومة مثالية، فقد ارتكب قادة إسرائيل الأوائل أخطاء في بعض الأحيان. وارتكب رئيس الوزراء بن غوريون خطأ عندما تواطأ مع بريطانيا وفرنسا لمهاجمة مصر في “أزمة السويس” عام 1956، ثم قال إن إسرائيل قد لا تسحب قواتها. لكنه تخلى عن عن هذا الموقف سريعا عندما أوضحت له إدارة أيزنهاور أنها لن تتسامح مع مثل هذا التوسع غير المبرر.
وبالمجمل، كانت الحنكة الاستراتيجية للدولة الصهيونية في أيامها الأولى مثيرة للإعجاب، وخاصة عند مقارنتها بخصومها. وكانت النقطة المحورية هي انتصارها في حرب 1967، ولم تكن معجزة كما بدت في ذلك الوقت، فقد توقعت المخابرات الأمريكية نتيجتها وأن إسرائيل ستتنصر بسهولة. إلا أن سرعة ومدى هذا الانتصار فاجأ الكثيرين وساعد على تعزيز حس من الغطرسة وهو ما قوض أحكام إسرائيل الإستراتيجية منذ ذلك الوقت.
ولعل أهم خطأ، كما لاحظ الباحثون الإسرائيليون العقلانيون، ارتكبه قادة إسرائيل، هو قرار احتلال الضفة الغربية وغزة واستعمارهما كجزء من خطة “إسرائيل الكبرى”. ففي الوقت الذي حاول فيه بن غوريون تقليل عدد السكان داخل إسرائيل، إلا أن الاحتفاظ بغزة والضفة الغربية عنى السيطرة على سكان فلسطينيين في نمو مطرد، عددهم مثل عدد السكان اليهود في إسرائيل.
أهم خطأ ارتكبه قادة إسرائيل هو احتلال الضفة الغربية وغزة كجزء من خطة “إسرائيل الكبرى”.. ولا يمكن لإسرائيل البقاء دولة يهودية إلا من خلال قمع حقوق الفلسطينيين وإقامة نظام فصل عنصري
وأدى هذا الاحتلال إلى خلق توتر لا يمكن تجنبه بين طابع الدولة اليهودي ونظامها الديمقراطي. ولا يمكن لإسرائيل البقاء دولة يهودية إلا من خلال قمع حقوق الفلسطينيين وإقامة نظام فصل عنصري، في عصر بات فيه هذا النظام السياسي لعنة على أعداد متزايدة من الناس في مختلف أنحاء العالم.
صحيح أن إسرائيل تستطيع التعامل مع هذه المشكلة من خلال المزيد من التطهير العرقي و/أو الإبادة الجماعية، ولكن كلا منهما يشكل جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن لأي صديق حقيقي لإسرائيل أن يؤيده والذي تبعه العمل على إقامة إسرائيل الكبرى.
الخطأ الثاني حدث عندما لم يلتفت قادة إسرائيل، وهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية، إلى الإشارات الواردة من الرئيس المصري أنور السادات وأنه مستعد للسلام مقابل استعادة شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في 1967. إلا أن العسكريين الإسرائيليين افترضوا أن مصر في وضع ضعيف لكي تواجه إسرائيل. وكانت النتيجة هي حرب أكتوبر (يوم كيبور) عام 1973. واستطاعت إسرائيل تجاوز الأزمة بعد المفاجأة ولكن ليس في المفاوضات التي أدت لانسحاب إسرائيل من سيناء.
وتوجت العملية بزيارة السادات التاريخية إلى القدس، ثم مفاوضات كامب ديفيد. وللأسف، فقد فوّت مناحيم بيغن الذي كان مكرسا لحلم إسرائيل الكبرى فرصة لمعالجة القضية الفلسطينية مرة وللأبد، وفق رأي الكاتب.
وتبع هذا الخطأ قرار اجتياح لبنان في عام 1982، كصورة عن تآكل الرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية. وكان هذا القرار من بنات أفكار وزير الدفاع أرييل شارون، الذي أقنع بيغن بأن العملية ستخرج منظمة التحرير من لبنان وتؤدي إلى إقامة حكومة موالية لإسرائيل في بيروت، وتعطي إسرائيل اليد المطلقة في الضفة وغزة.
ورغم نجاح الغزو، على المدى القصير، إلا أنه قاد لاحتلال جنوب لبنان وظهور حزب الله كحركة مقاومة قوية أجبرت إسرائيل على الإنسحاب عام 2000.
لم تمنح إسرائيل الفلسطينيين أو منظمة التحرير التي وقعت على اتفاقية أوسلو أي فرصة لدولة قابلة للحياة
ولم تعرقل الحرب أحلام الفلسطينيين بالمقاومة، رغم خروج منظمة التحرير من لبنان. فقد قاد خروجها إلى الانتفاضة الأولى وهي علامة على رفض الفلسطينين الخروج من وطنهم أو الخضوع للاستعباد الإسرائيلي.
ورغم اعتراف الإسرائيليين من أصحاب النظر أن الموضوع الفلسطيني لن يختفي، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تصرفت بطرق جعلته يزداد سوءا.
ولم تمنح إسرائيل الفلسطينيين أو منظمة التحرير التي وقعت على اتفاقية أوسلو عام 1993 أي فرصة لدولة قابلة للحياة. وأقرب تنازل كان ما قدمه إيهود باراك في كامب ديفيد، وهو دولة فلسطينية منزوعة السلاح بتحكم إسرائيلي في المجال الجوي والمصادر المائية. وقال شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق: “لو كنت فلسطينيا، لرفضت كامب ديفيد”. وكان تحقيق السلام مع الفلسطينيين يقتضي من إسرائيل وقف التوسع الاستيطاني في المناطق المحتلة والعمل مع الفلسطينيين لإنشاء حكومة فاعلة، إلا أن الحكومات الإسرائيلية خاصة شارون ونتنياهو فعلت العكس.
ورفض هؤلاء وقف الاستيطان وعملوا جهدهم على غرس الشقاق بين الفلسطينيين، حتى لو عنى دعم حماس وإن بشكل تكتيكي، وعرقلوا جهود الولايات المتحدة لحل الدولتين. وقد أدت السياسات إلى مواجهات مدمرة وغير حاسمة، من الرصاص المسكوب في 2008- 2009، والرصاص المصبوب في 2014، ووصلت ذروتها باختراق حماس الجدار الأمني في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في ضربة تعتبر الأسوأ التي تلقتها إسرائيل ومنذ عقود.
ويضيف الكاتب مثالا أخيرا عن قصر النظر الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل بمعارضة الجهود الدولية الرامية إلى التفاوض على محددات للبرنامج النووي الإيراني. فإسرائيل، ولأسباب استراتيجية يراها الكاتب وجيهة، تريد أن تظل الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ، ولا تريد أن ترى إيران، خصمها الإقليمي الأبرز تمتلك القنبلة.
إسرائيل، ولأسباب استراتيجية تريد أن تظل الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، ولا تريد أن ترى إيران -خصمها الإقليمي الأبرز- تمتلك القنبلة
وعلى هذا، كان ينبغي لنتنياهو وغيره من الزعماء الإسرائيليين أن يشعروا بالسعادة والارتياح عندما أقنعت الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى في العالم، إيران بالتوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015. والسبب، كما يقول هو أن الاتفاقية وضعت شروطا على عمليات تخصيب اليورانيوم إلى جانب التفتيش الدولي الصارم للمنشآت النووية وغير ذلك من الشروط التي كانت ستؤخر البرنامج النووي الإيراني لعقد او يزيد.
ودعم عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الاتفاقية، لكن نتنياهو وإيباك والجماعات المتشددة في الولايات المتحدة رفضتها، ولعبت دورا مهما في خروج دونالد ترامب منها عام 2018.
ويعتقد الكاتب أن التفسير للتآكل الإستراتيجي الإسرائيلي هو الشعور بالغطرسة والإفلات من العقاب النابع من حماية الولايات المتحدة والامتثال لرغبات إسرائيل. فإذا كانت أقوى دولة في العالم تدعمك بغض النظر عما تفعله، تتضاءل حتما حاجتك للتفكير مليا في أفعالك.
علاوة على ذلك، فميل إسرائيل لتقديم نفسها كضحية فقط، وإلقاء اللوم على كل معارضة لسياساتها باعتبارها معاداة السامية لا يساعد، لأنه يجعل من الصعب على القادة الإسرائيليين وجمهورهم إدراك كيف قد تؤدي أفعالهم إلى إثارة العداء الذي يواجهونه.
ويضيف وولت أن حكم نتنياهو كأطول رئيس وزراء في إسرائيل، يشكل جزءا آخر من المشكلة، وخاصة أن أفعاله مدفوعة في جزء كبير منها بالمصلحة الذاتية (أي الرغبة في تجنب السجن بتهمة الفساد)، وليس فقط بالمخاوف بشأن ما هو الأفضل لبلاده.
أضف إلى ذلك النفوذ المتزايد لليمين الديني، الذي تم تلخيص آرائه المسيحية حول السياسة الخارجية مؤخرا في مقال مرعب بصحيفة “هآرتس”، وهو بمثابة وصفة للكارثة. فعندما تبدأ أي دولة في اتخاذ قرارات استراتيجية تستند إلى نبوءات نهاية العالم وتوقع التدخل الإلهي فما عليك إلا الخوف.
التفسير للتآكل الإستراتيجي الإسرائيلي هو الشعور بالغطرسة والإفلات من العقاب النابع من حماية الولايات المتحدة والامتثال لرغبات إسرائيل
ويتساءل الكاتب عن أهمية هذا التحليل؟ لأن الولايات المتحدة كشفت من خلال ردها على هجمات 11 سبتمبر، أن الدول التي لا تفكر بعقلانية حول خياراتها الإستراتيجية، يمكنها أن تتسبب بالضرر لنفسها وللآخرين.
ومن هنا، تهدد تصرفات إسرائيل منظور بقائها على المدى البعيد، وأي شخص يريد أن يكون لها مستقبل مشرق، فعليه القلق من تآكل أحكامها الإستراتيجية.
وقد ألحق سلوكها الانتقامي ضررا عظيما بالأبرياء الفلسطينيين على مدى عقود، ولا يزال حتى اليوم بدون أي فرصة لوقف مقاومتهم. ويعتقد الكاتب أن ارتباط الولايات المتحدة بشريك متقلب وغير عقلاني مثل إسرائيل، يمثل مشكلة لها، لأن سلوكه يأكل الوقت والمصادر ويقتضي الانتباه المتزايد، ويظهر الولايات المتحدة كعاجزة ومنافقة. وربما أدى إلى موجة أخرى من الإرهاب المعادي للولايات المتحدة وبالضرر الواضح الذي تحمله.
ولسوء الحظ، فالكيفية التي يمكن من خلالها إصلاح الوضع غير واضحة. وأفضل شيء يفعله أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة هو الضغط على الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وحملهم على استخدام جرعة كبيرة من الحب القاسي تجاه الدولة اليهودية حتى تبدأ في إعادة النظر بمسارها الحالي.
وبطبيعة الحال، فإن هذا يتطلب أيضا من جماعات الضغط مثل إيباك إعادة النظر بدورها الذي قاد إسرائيل إلى مأزقها الحالي. ولسوء الحظ، لا توجد أي علامة على حدوث ذلك في أي وقت قريب. وبدلا من ذلك، تعمل إسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة على مضاعفة جهودهم، وهذه وصفة لمشاكل لا نهاية لها، إن لم تكن وصفة كارثة.