القدس.. متدينون يهود يشتبكون مع الشرطة قرب مكتب للتجنيد

وإيقاف 5 منهم خلال احتجاج على أوامر استدعاء لتجنيد "حريديم" بالجيش

احتج متدينون يهود “حريديم”، الأربعاء، على استدعاء الجيش الإسرائيلي عددا منهم للخدمة العسكرية، واشتبكوا مع الشرطة قرب مكتب للتجنيد في القدس الغربية.

وأظهرت مقاطع مصورة عددا من المتدينين وهم يغلقون شوارع في محيط المكتب، ويشتبكون مع الشرطة التي حاولت فض احتجاجهم.

ويظهر أحد المقاطع متدينا يهوديا وهو ينظر إلى أفراد الشرطة ويقول: “نازيون”.

ووصل عشرات من “الحريديم” إلى مكان قريب من مكتب التجنيد، وحاولوا اقتحامه.

وقالت الشرطة، في بيان، إنه “تم القبض على 5 مشتبه فيهم بتهمة السلوك غير المنضبط والاعتداء على ضباط الشرطة، وجرى نقلهم إلى مركز الشرطة للتحقيق معهم”.

وفي وقت سابق، أفادت الشرطة بأنه “منذ ساعات الصباح الأولى، تعمل الشرطة بقوات متزايدة للحفاظ على القانون والنظام بالقرب من مكتب التجنيد في القدس”.

وأضافت عبر بيان: “في مرحلة ما، بدأ عشرات من مثيري الشغب تعطيل النظام أثناء إغلاق الشوارع المجاورة، باستخدام سياج شبكي حديدي مصمم لترسيم الحدائق في الأماكن العامة”.

و”جرى شتم الشرطة بعبارة ’نازيين’ وغيرها، مع محاولات لاقتحام سياج الشرطة باتجاه مكتب التجنيد ومحاولات إغلاق شارع يافا”، حسب البيان.

وأردفت الشرطة: “بعد أن أعلن ضابط شرطة للمشاركين في المظاهرة أنها احتجاج غير قانوني بسبب أفعالهم، بدأ الضباط بدفعهم إلى جانب الشارع”.

وشهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة احتجاجات من جانب “الحريديم” على محاولة الجيش تجنيدهم.

وشرع الجيش، خلال يوليو/ تموز الماضي، في إرسال أوامر استدعاء إلى “الحريديم” لأداء الخدمة العسكرية.

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فإنه من بين عدة آلاف وصلتهم استدعاءات للتجنيد، لم يستجب سوى عشرات فقط.

ومنذ أشهر، يعاني الجيش الإسرائيلي عجزا في عدد أفراده وسط حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعملياته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع “حزب الله” اللبناني منذ 8 من الشهر نفسه.

ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من عدد سكان إسرائيل البالغ 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.

وتطالب الأحزاب غير الدينية بفرض التجنيد على المتدينين من أجل “تقاسم الأعباء” الناتجة عن الحرب.

ويفرض القانون الإسرائيلي الخدمة العسكرية على الذكور والإناث البالغين من العمر 18 عاما.

وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية “إلزام الحريديم بالتجنيد” في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.