الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت احرونوت 1/10/2024 

المعضلة الإسرائيلية: هل نخرج الى هجوم وقائي على منشآت النووي في ايران

بقلم: نداف ايال

قراران دراماتيكيان يوشكان على ان يتخذا في الفترة القريبة القادمة من قيادتين في المنطقة. الأولى هي القيادة الإيرانية. فالزعيم الأعلى علي خامينئي سيتعين عليه ان يقرر كيف، اذا كان على الاطلاق، سترد ايران على الاحداث في لبنان، تصفية نصرالله وفي واقع الامر أيضا اغتيال إسماعيل هنية. على طاولته ثلاث إمكانيات: هجوم مكثف على إسرائيل، الامر الذي جربه الإيرانيون وفشل في شهر نيسان. حدث مركز وأليم بقدر ما يمكن – موضوع يحاوله الإيرانيون منذ نصف سنة، بلا نجاح. او صبر استراتيجي؛ صبر يحاول أن يبني من جديد إمكانية ضرب إسرائيل مع حزب الله الذي يعاد ترميمه. 

القرار الثاني هو للزعامة في إسرائيل. اكثر من أي نقطة أخرى في الزمن، في العقد الأخير، فان هجوما وقائيا على منشآت النووي الإيرانية يوجد على طاولة أصحاب القرار. الرافعتان الكبيرتان اللتان بنتهما طهران لاجل ردع إسرائيل، حزب الله وحماس ضررتا بشدة. قدرتها على أن ترد على هجوم إسرائيلي محدودة الان: لكن هذا يمكن أن يتغير الى ما هو أسوأ. فالتوقيت السياسي الذي يصعب فيه على البيت الأبيض فرض فيتو هو اعتبار إضافي. الصدمة الإقليمية من انقلاب الميل – الكفيلة بان يكون تاريخية – تضيف فقط لاولئك الذين يدعون بان الفرصة الذهبية حلت. 

هل يمكن لإسرائيل ان تدمر أجهزة الطرد المركزي كلها او محاولات مجموعة السلاح (الصغيرة، المحدودة) للايرانيين؟ الجواب هو لا. هيا نفترض ان سلاح الجو يمكنه، في اخطار صفر، ان يدمر 40 في المئة. فهل هذا كاف؟ في العالم العادي، عالم 6 أكتوبر الجواب هو لا. في واقعنا، كثيرون سيدعون وأنا اخمن بان هذا ما يدعى به أيضا في هيئة الأركان، لا حاجة لفاعلية عالية. في المرة الماضية عندما نظر في الموضوع كان هناك من قال شيئا ما ذا معنى: لا حاجة لتدمير كل قدرة. يكفي ان يرتفع سعر برميل النفط الى 200 دولار للبرميل كي يفهم العالم. ماذا سيفهم؟ ان هذه لم تعد مشكلتنا. 

امام هذا المفهوم توجد اعتبارات كبرى، ثقيلة الوزن. هجوم في ايران يمكنه أن يمنح شرعية دولية للنظام للتقدم الى قنبلة (هم على أي حال في الطريق، سيقول المؤيدون للهجوم). وهو سيجعل الحرب إقليمية بشكل كامل ومطلق. المواجهة مع ايران، مباشرة، يمكنها أن تستغرق سنوات. للايرانيين يوجد صبر، وحماس وحزب الله ضعيفان لكنهما لا يزالان موجودين ويشكلان تهديدا عسكريا. توجد اعتبارات فنية مختلفة. يوجد سؤال حول الروس الذين حسب منشورات اجنبية هم ذوو قدرة على الاغلاق باليات الدفاع الجوي خاصتهم على طائرات سلاح الجو في أرجاء الشرق الأوسط، واذا أرادوا محاولة اسقاطها. الدفاع الجوي الإيراني ذو مغزى. ايران يمكنها أن ترد على قوات أمريكية او دول عربية صديقة. اذا لم ينسق الهجوم مع كل هؤلاء فان المعاني يمكنها أن تكون جسيمة على إسرائيل. بعد الهجوم سيكون سهلا على الإيرانيين ترميم القدرات والتقدم مرة أخرى.

الجدال في إسرائيل يمكن أن يحسم من خلال قرار إيراني. اذا ارتكبت طهران خطأ وهاجمت إسرائيل، فانها تفتح ثغرة لمعسكر الهجوم لتحقيق أهدافه. من يدري، ربما بمساعدة أمريكية، قبل أو بعد الانتخابات. نحن نوجد في لحظة دراماتيكية تحتاج الى يد مستقرة جدا على الدفة.

——————————————–

يديعوت احرونوت 1/10/2024

الاقدام على الأرض، والرأس في طهران

بقلم: يوسي يهوشع

بينما توجد إسرائيل على مسافة خطوة من المناورة البرية في جنوب لبنان وحزب الله يوجد في نقطة درك أسفل لم يشهد لها مثيل في كل سنوات وجوده، يعود ويطرح السؤال كيف سيقررون في ايران الرد على سلسلة الضربات التي وقعت عليهم في الأسبوعين الأخيرين في الساعات المختلفة وعلى رأسها بالطبع تصفية عزيز نظام آيات الله في لبنان، حسن نصرالله. 

حتى الان، اللغة التي صدرت عن طهران بثت رسالتين متضاربتين بعض الشيء: من جهة التزام بالوقوف الى جانب حزب الله والثأر على الاهانات من انتاج إسرائيل وبالمقابل انعدام الدافعية للانزلاق الى حرب إقليمية من شأنها أن تحدث نتائج بعيدة الأثر من ناحية نظام متطرف وليس محبوبا مثل ذاك الإيراني. 

يحتمل ألا يكون الإيرانيون يعرفون حقا كيف يسووا بين الارادات المختلفة. معقول ان في طهران يخشون من تعريض البنى التحتية المدنية للخطر ما من شأنه أن يحصل اذا ما ضربوا لا سمح الله في إسرائيل منشآت استراتيجية. مهما يكن من أمر، فقبل أسبوعين وقعت مسيرة مشوقة: حزب الله تحول من ذخر إيراني في مشروع خنق إسرائيل الى عبء يحاولون الابتعاد عنه. 

مع ذلك فان انقلاب الجرة في الثقة الذاتية لدى إسرائيل يصل مطارح إشكالية. صحيح أنه يوجد مجال للبحث في مسألة هي كانت مبالغة في تقدير قوة حزب الله لكن تماما لا يجب الاستخفاف بالقدرات وبالوسائل التي لا تزال متبقية لديه. حملة برية، في الجيش يدعون بانها واجبة الواقع ستشكل تحديا دراماتيكيا للقوات البرية التي ستصطدم بجيش مجرب في ساحته البيتية.

كما أنه في كل ما يتعلق بنار الصواريخ واطلاق المُسيرات توجد لحزب الله القوة بالحاق اضرار جدية.

في حزب الله تسود في هذه اللحظة فوضى حقيقية واحساس جنون الاضطهاد الأصعب منها جميعا: جنون الاضطهاد مبرر. يوجد فقدان تام للثقة بكل شيء – من الأجهزة وحتى البشر. في المنظمة يسألون أسئلة قاسية جدا وينتظرون التوجيه الإيراني. او بثلاث كلمات: لا وضوحا في بيروت.

ومع ذلك واضح تماما ان في مرحلة ما ستبلور المنظمة هيئة اركان جديدة بدلا من تلك التي صفيت وسينشأ جهاز جديد لاتخاذ القرارات يجتهد لان يتخذ وسائل تحفظ اكثر نجاحا. عندها قد يأتي أيضا الامر باطلاق رشقات ثقيلة. 

وعليه، ففي الجيش الإسرائيلي يستغلون نافذة الفرص لمواصلة معالجة المستويات الوسطى في حزب الله: “رئيس منظومة الصواريخ الوسطى” الذي صفي مثلا، المسؤول عن الصواريخ التي تصل الى مدى 200 كيلو متر أي تغطية معظم الدولة بالنار. اخراج مثل هذا الضابط من المعادلة يمس اكثر بالمعرفة التنظيمية لحزب الله التي تعرضت لضربة شديدة مع تصفية قادة مثل علي كركي، إبراهيم عقيل وسيد محسن. 

“البدائل لهؤلاء الأشخاص لا يوجدون بسهولة”، يقولون في الجيش الإسرائيلي. “ففي رؤوسهم كانت معركة كثيرة يفترض أن توضع تحت تصرف المنظمة عند الحرب. بالمقابل، فان كل أنواع الأفكار الخيالية التي تنطلق لدينا التي لم تستوعب بعد ثمن عدم الاكتراث والغرور، فيما يتعلق بالتفكيك المطلق لحزب الله لا تتوافق مع الواقع. 

محافل رفيعة المستوى في شعبة الاستخبارات تذكر بان حزب الله هو ليس فقط نصرالله وعدة جنود آخرين. فهذه منظمة جهادية متجذرة وراسخة جدا في كل لبنان، اجتازت كل سنواتها في القتال بالسلاح الخفيف، نار القناصة والعبوات المعدة محلية. والتخفيض الدراماتيكي في مكانتها الإقليمية وان كان قاسيا ومفاجئا، لكن للمتزمتين المتدينين يوجد ميل للنهوض من الحطام، نفض الغبار والقتال بكل ما يتوفر حتى قطرة الدم الأخيرة. 

وعليه فمن المهم ان نفهم بان الحرب ضد حزب الله ليس لعبة مبلغها الصفر: تصفية القدرات الاستراتيجية للمنظمة والتي وصلت حسب تقدير الاستخبارات لدرجة التهديد الوجودي، هي هدف هام جدا. غير أنه لاجل تحقيقه لا حاجة للمخاطرة بالمقاتلين حتى تصفية المخرب الأخير بل المناورة بشكل مركز، حاد وناجع. 

هذا لن يكون عملا بنمط ثقافة يوم الاحد: فالمقاتلون الذين سيطأون هذه الأرض اللعينة من شأنهم أن يصطدموا بالعبوات، السيارات المفخخة وتهديد مضادات الدروع. لا شك انه ستدفع اثمان باهظة. لكن في الأسبوعين الاخيرين نتعلم ما الذي يقدر عليه الجيش الإسرائيلي في الحرب التي خطط لها بالذات. 

هل هذا صحيح؟ مرغوب فيه الا نقفز الى الاستنتاجات: حزب الله ربما يتعرق مثل نائب الأمين العام في خطابه الفزع أمس، لكن مشكوك أن يكون هو والايرانيون قالوا الكلمة الأخيرة. 

لهذا السبب أيضا تثور أهمية مناورة برية محدودة آخذة في الاقتراب وفقا لتقارير أمريكية وتلميحات إسرائيلية واضحة. 

الإنجازات اعادت الحمرة الى وجنات رجال الاستخبارات الذين يظهرون كيف أن الاعداد والاستعداد لسنوات طويلة عمليات منذ حرب لبنان الثانية، نجحت في خلق مصادر مختلفة، متنوعة وحتى عاصفة بهدف الوصول بالضبط الى هذه اللحظة التي تفقد فيها منظمة شريرة كحزب الله الرأس، بكل معنى الكلمة. لكن هناك أيضا يعرفون لماذا نحتاج الى عملية برية لاجل إعادة السكان الى بيوتهم. 

ان المعلومات الاستخبارية التي وفرتها الوحدات الخاصة التي أرسلت الى هناك، كما أفادت امس “وول ستريت جورنال” هي مجرد الاستعداد لاجل فهم حجم العملية اللازمة. باقي المهمة سيقوم بها المقاتلون الاخرون. “محظور تكرار أخطاء الجولات في غزة”، يقول مصدر في قيادة المنطقة الشمالية حيث يدفعون باتجاه الحملة البرية “هناك امتنعنا عن تدمير بنى تحتية لحماس خوفا من ادخال المقاتلين. وهكذا تركنا لمصيرهم سكان النقب الغربي”.

——————————————–

معاريف 1/10/2024

مركب وباعث على التحدي

بقلم: افي اشكنازي

بعد سنة باسبوع أقل يبدو أن هذا سيحصل. الجيش الإسرائيلي، بعد نحو 20 سنة يخطط للعودة الى لبنان. اقدام المقاتلين ستطأ مرة أخرى الأرض اللعينة. هؤلاء الجنود لم يكونوا ولدوا بعد عندما خرج اباؤهم بعد 18 سنة من لبنان، في ربيع 2000. عندما قاتل اباؤهم في المرة الأخيرة في لبنان، في صيف 2006 كانوا أبناء بضعة اشهر فقط. وها هو، نحن نجد انفسنا مرة أخرى نتحرك الى داخل قصة لبنان هذه. 

التقدير هو أن الحملة ستكون مركبة وباعثة على التحدي. 

تعالوا لا نتشوش. صحيح ان الجيش ضرب حزب الله بشدة، نزع منه قدرات، ضرب له القيادة والمنظومات. لكن منظمة الإرهاب بقيت مع قدرات كثيرة ومع مقاتلين جاهزة للمناورة. رجال حزب الله ليسوا حماس. هم اكثر خبرة، اكثر تصميما ومع قدرات تسليحية اكثر بكثير من حماس.

 الجيش الإسرائيلي مستعد جدا ويعد أربع افضل الفرق لديه للمهمة: فرقة الكوماندو 98، فرقة المدرعات الثقيلة 36 التي هي آلة حرب شديدة القوة، فرقة الاحتياط 146 وفرقة الجليل 91. 

سلاح الجو وذراع البحرية يفترض أن يقدما غلاف ناري للقوات المناورة. هذا سيكون قتالا بحجوم نارية لم نشهدها حتى الان.

الجيش مصمم على أداء المهمة: إعادة سكان الشمال الى بيوتهم بأمان وإعادة الاقليم الذي ترك لمصيره على مدى سنة لإسرائيل وإعادة لقب “الدولة الأقوى” في المنطقة لدولة إسرائيل.

اول أمس نقل سلاح الجو رسالة تحذير لإيران ولسوريا. الرسالة واضحة: اجلسوا بصمت، شاهدوا من بعيد ولا تتدخلوا.

سلاح الجو هاجم في أربع جبهات، أباد 40 مخرب من حماس في غزة. هاجم عشرات الأهداف في البقاع وفي بيروت في لبنان، وهاجم حسب منشورات اجنبية في سوريا قرب قصر الأسد. ونعم، طار سلاح الجو 1800 كيلو متر وهاجم في اليمن.

سلاح الجو يشرف على ما يجري في ايران. الكثير من المقدرات تستثمر في اتجاه الشرق. وكذا للساحة القريبة في الضفة، والفكرة هي ان الجميع سيحاولون مساعدة مساعدة حزب الله. 

رأس السنة هو رمز للتجدد ولبداية جديدة. إسرائيل تعمل على تغيير الواقع الذي فرض عليها في السنة الماضية. التحدي لا يزال امامنا. بانتظارنا أيام مركبة أخرى. 

——————————————–

هآرتس 1/10/2024

بين “النصر المطلق” والحرب الخالدة

بقلم: عاموس هرئيلِ المحلل العسكري لصحيفة هآرتس

اسرائيل دخلت الى مرحلة جديدة في الحرب، قبل اسبوع من انقضاء سنة على اندلاع الحرب. أمس بدأ الجيش الاسرائيلي في ما وصف بـ “عملية برية مركزة” في جنوب لبنان. العملية العسكرية ستتركز على الاقل في المرحلة الاولى على البنى التحتية العسكرية التي اقامها حزب الله قرب الجدار، استعدادا للهجوم ضد مستوطنات ومواقع على الحدود الشمالية. بعد سلسلة الضربات التي تلقاها حزب الله في الاسابيع الاخيرة فانه من المرجح الافتراض أن حجم النيران التي بامكانه اطلاقها على اسرائيل تقلص بدرجة واضحة. مع ذلك فان بداية المرحلة البرية سيرافقها احتكاك عن قرب مع رجال حزب الله الذين بقوا في جنوب لبنان، وهي من شأنها أن تؤدي الى خسائر.

هجوم اسرائيل على حزب الله الذي ذروته كانت اغتيال رئيس الحزب، حسن نصر الله، سيكون بلا شك حدث تأسيسي في الشرق الاوسط. اسرائيل اضرت بشكل كبير بالقوة العسكرية لحزب الله واضعفت مكانته الاقليمية ووضعت علامة استفهام كبيرة ايضا على استراتيجية اسياده في ايران وعلى قدرتها الفعلية على تحقيق اهدافها الطموحة. بعد هجوم حماس في 7 تشرين الاول اعتقد رؤساء المحور الراديكالي الاقليمي بأن ضعف اسرائيل يسمح بتسريع “خطة التدمير” التي بدأت ايران في نسجها، ولكن الظروف الآن تتغير بسرعة. الآن طهران وتوابعها هم الموجودون في موقع الدفاع.

الزعيم الايراني الاعلى، علي خامنئي، يبدو أنه لم يقدر بأنه في جيل الـ 85 سيضطر الى أن يكون قائد في فترة الحرب. هو لا يقلق فقط من وضع رعاياه في ارجاء المنطقة، بل هو يقلق ايضا على مصير المشروع النووي الايراني، وربما حتى على استقرار حكمه. بعد سنة مترددة في الجبهة الشمالية اخذت اسرائيل زمام المبادرة في المواجهة وعرضت قدرة تكنولوجية وعملياتية تثير الانطباع. ربما أن الامر المقلق اكثر من ناحية ايران يتعلق بالاختراق الامني الذي انكشف في صفوف حزب الله. حسب تقارير اخرى (من بينها التقرير حول اغتيال اسماعيل هنية في طهران)، فان هذا الاختراق انزلق ايضا الى صفوفهم. بأثر رجعي يتبين أن رئيس حماس، يحيى السنوار، كان على حق عندما قرر عدم اشراك ايران وحزب الله في الهجوم في 7 تشرين الاول. ربما أن نقل السر الى الساحة الشمالية سيوقظ الاستخبارات الاسرائيلية من سباتها العميق في الجنوب.

في غزة، رغم النجاح العسكري الواضح امام حماس، إلا أن اسرائيل لم تتمكن من ترجمة هذه الانجازات الى تغير استراتيجي بعيد المدى. منذ فترة طويلة توصي المنظومة الامنية بالقيام بترتيبات جديدة في القطاع، بالاندماج مع تدخل دولي، واوصت بتحديد سلطة فلسطينية بديلة تشمل تمثيل للسلطة الفلسطينية. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عارض ذلك بشدة. عدد من اعتباراته كانت كما يبدو ايديولوجية، لكنه تأثر ايضا من معارضة شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف، الذين هم ايضا اهتموا بافشال أي تقدم نحو صفقة تبادل اخرى. في غزة، بصورة آخذة بالوضوح، نتنياهو لا يسعى الى النصر المطلق كما تبجح، بل هو يريد أن تكون الحرب خالدة.

إن خلق وضع جديد في لبنان مرهون بقوة انجازات اسرائيل العسكرية، اضافة الى الخطوات السياسية البديلة التي يجب البدء بها. هنا توجد صعوبة امام الادارة الامريكية التي في الحقيقة بررت معظم هجمات اسرائيل وسارعت الى تقديم المساعدة الدفاعية، لكنها غاضبة من خطوات نتنياهو. الامريكيون يغضبون من نتنياهو بسبب الاحباط المتعمد لجهود التوصل الى وقف لاطلاق النار، ولأن اسرائيل اهتمت بابلاغهم بشكل متأخر عن هجماتها. الآن هم يحذرون رئيس الحكومة من العملية البرية ويخشون من أنها ستؤدي الى تورط طويل في جنوب لبنان، وحتى حرب اقليمية. نتنياهو، كما تعود تقريبا منذ بداية الحرب بصعوبة يحسب حسابهم. والسؤال هو متى سيقوم بشد الحبل اكثر.

العملية البرية في لبنان تنطوي ايضا على خطر وقوع اصابات وتورط غير متوقع في السيطرة على الارض والتدهور الى عملية اوسع لحماية القوات التي ستدخل وتواجه المقاومة. وتدمير منشآت حزب الله في قرى جنوب لبنان يمكن أن يكون حبة مهدئة لسكان الشمال المخلين في اسرائيل، الذين سيترددون في العودة الى بيوتهم حتى بعد عمليات القصف في بيروت وفي البقاع. بالنسبة لهم الخطر الذي يجب علاجه يوجد وراء الجدار.

حنين غدار، الخبيرة اللبنانية في شؤون حزب الله في معهد واشنطن لابحاث الشرق الاوسط، كتبت في هذا الاسبوع بأن ايران ستحتاج الى سنوات من اجل اعادة بناء قدرة حزب الله العسكرية. وذكرت بأن حسن نصر الله كان رجل الاتصال الرئيسي للحزب مع ايران، وبالنسبة للكثير من الشيعة في لبنان كان شخصية رئيسية تقوم بالحماية والاعالة. ومن سيستبدلع سيضطر الى مواجهة فترة بائسة في الحزب. حزب الله عمل على تقديم الدعم العسكري واللوجستي للمليشيات المؤيدة لايران في ارجاء الشرق الاوسط. الآن ستفعل ذلك “قوة القدس” في حرس الثورة، التي سيحاول قادتها ايضا المساعدة في اعادة ترميم قدرات حزب الله في لبنان.

غدار تتوقع أن تجد ايران صعوبة في قيادة عملية هجومية حقيقية من لبنان ضد اسرائيل، ازاء ما حدث. وهي تعتقد أن الوضع الذي نشأ سيمكن المجتمع الدولي من المساعدة في ابراز قيادة بديلة للشيعة في لبنان وللدولة نفسها. العالم، حسب قولها، ستسنح له فرصة للاستثمار في مستقبل لبنان بعد وقف اطلاق النار. الولايات المتحدة يمكنها التأثير على التطورات بواسطة برنامج مساعداتها للجيش اللبناني، ودعم تشكيل حكومة تمثيلية حقيقية، غير مرهونة في يد حزب الله.

الادارة الامريكية في الحقيقة تنشغل في الاعداد للانتخابات الرئاسية، لكن خطورة الوضع في الشرق الاوسط يجب أن يحثها على اتخاذ خط ناجع اكثر واظهار مقاربة متشددة اكثر تجاه ايران وحزب الله. امير تيفون نشر في “هآرتس” بأن الولايات المتحدة حذرت ايران من أنه اذا حاولت مهاجمة اسرائيل، السيناريو المعقول ازاء الضربة التي تلقاها محور ايران، فان رد اسرائيل سيكون اكثر شدة من الرد في منتصف نيسان. 

اسرائيل والولايات المتحدة يجب عليهما الاخذ في الحسبان ايضا ردود لايران من نوع آخر مثل تجاوز خط تخصيب اليورانيوم الى مستوى 90 في المئة، وهي خطوة كبيرة وعلنية الى الامام في اطار المشروع النووي الذي ترددت طهران في اتخاذها حتى الآن. مع ذلك، ايران تشعر الآن بأنها محمية بشكل اقل من مهاجمة المنشآت النووية. تهديد حزب الله، على شكل امكانية توجيه ضربة اخرى اذا تمت مهاجمة ايران، ضعف بشكل كبير. ايضا منظومات الدفاع الجوية الايرانية قابلة للاختراق بشكل كبير.

نقاط ضعف ايران واضحة جدا، الامر الذي يمكن أن يشجع تصريحات وتقديرات في صالح مهاجمة اسرائيل للمنشآت النووية، التي سمعت في السابق في الاستوديوهات، وربما تنزلق ايضا الى محيط نتنياهو. من سيدفع بهذا الاتجاه، بدون خطوات ايرانية واضحة للدفع قدما بانتاج القنبلة، يخاطر بازمة مباشرة مع الادارة الامريكية وبحرب اقليمية.

الامر المقلق جدا في الاسبوع الاخير هو حالة النشوة التي سيطرت على محللين وجنرالات في الاحتياط. يمكن تفهم الحاجة الى الاحتفال بالانجازات بعد 7 تشرين الاول، لكن من الجدير عدم الخطأ في التفكير بامبراطورية اسرائيلية عظيمة القدرات التي ستملي طلباتها على كل الشرق الاوسط. من الافضل التركيز على تحسين الواقع في جنوب لبنان بصورة تمكن من عودة سكان المنطقة الشمالية الى بيوتهم، وفي نفس الوقت عدم نسيان المخطوفين في غزة الذين تم ابعادهم عن أي حوار جماهيري.

فشل اخلاقي

في موضوع غزة يظهر مرة اخرى خطاب متزايد حول ما يسمى “خطة الجنرالات”، وهي الفكرة التي طرحها الجنرال احتياط غيورا آيلاند، والتي اساسها دفع مئات آلاف الفلسطينيين الذين بقوا في شمال القطاع نحو الجنوب، الى ما وراء ممر نيتساريم، ووقف ادخال الغذاء والمياه لمن يصممون على البقاء هناك. آيلاند يعتقد أنه بذلك يمكن زيادة الضغط على قيادة حماس في جنوب القطاع، وفي نفس الوقت العمل بشكل ناجع اكثر ضد مسلحي حماس الذين يعملون في شمال القطاع. وقد اوصى ايضا الجيش بالسيطرة على توزيع المساعدات الانسانية واخذها من يد المنظمات الدولية.

يوجد لهذه الخطة دعم متزايد، وحتى متحمس، في المستوى السياسي وقيادة المنطقة الجنوبية. من بين المؤيدين لتنفيذها مستوطنون ايضا الذين يعتبرون ذلك مدخل لاعادة اقامة المستوطنات في شمال القطاع، خلافا لتصريحات نتنياهو السابقة. ايضا في الجيش يمكن ايجاد ضباط لهم اجندة ايديولوجية وعلاقات سياسية متشعبة يعملون على تنفيذها. صوت رئيس الاركان هرتسي هليفي لم يسمع بعد حول ذلك. رغم أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي الى تعقيد دولي وتعريض حياة المخطوفين للخطر. 

إن الدفع قدما بهذه الافكار من وراء الكواليس يندمج بشكل جيد مع تعزز نفوذ الضباط المسيحانيين في مناصب رفيعة في الفرق التي تعمل في القطاع. في حواسيب احدى الفرق تظهر نافذة مخصصة لنقل المساعدات الانسانية للسكان وبجانبها عنوان “نقل المؤن للعدو”. عندما تكون هذه هي الروح السائدة فلا غرابة أن قادة في الميدان لا يسارعون الى السماح بنقل المساعدات كما هو مطلوب. أو أن قادة كبار من بينهم يفسرون أنه لا يوجد أي معنى لأوامر فتح النار، لأن أي فلسطيني يدخل الى منطقة تحظر الحركة فيها يعتبر مخرب بالتأكيد ويستحق الموت. هيئة الاركان فشلت بشكل منهجي في فرض سلوك قيمي والمطالبة بالانضباط العملياتي للقوات في القطاع. الآن عندما انتقل كل التركيز الى الشمال فان الوضع يزداد خطورة. 

في هذه الاثناء حصلت فرقة احتياط على بلاغ بحسبه سيتم تمديد خدمتها لبضعة اسابيع، حتى شهر تشرين الثاني. ايضا في اوساط الجنود في الجيش النظامي، الذي بعض وحداته تقاتل في القتال منذ اليوم الاول للحرب، يمكن تشخيص علامات استفهام. البعض منهم تذكروا برنامج “ارض رائعة” عن النصر المطلق، الذي تم بثه في شهر شباط: نتنياهو يلتقي مع جنود في القطاع ويشرح لهم بأنه في نهاية “العمل الممتاز” الذي قاموا به في جنوب القطاع، يجب عليهم العودة مرة اخرى الى الشمال لأنه لم يكلف نفسه عناء اقامة هناك سلطة بديلة لحماس. وبعد ذلك سيعودون مرة اخرى الى الجنوب وهكذا دواليك.

في الشمال وفي الجنوب الجيش الاسرائيلي يضرب بقوة حزب الله وحماس، ولكن عندما تسنح فرصة استراتيجية للتغيير فان اسرائيل تتجاهلها أو تختار حلول مشكوك فيها. خطوات نتنياهو محسوبة اكثر على الصعيد السياسي: ضم جدعون ساعر للحكومة مع الذيل بين الارجل يعزز الائتلاف ويصعب القدرة على الابتزاز من قبل ايتمار بن غفير. يوجد لنتنياهو، بشكل حتى قبل بضعة اشهر ظهر أنه غير معقول، جميع النوايا للبقاء في الحكم لسنتين قادمتين، حتى موعد الانتخابات المخطط لها في الاصل. في الطريق الى هناك يمكن أن يتمسك نتنياهو بخطة الحرب الخالدة، حتى لو كانت الانجازات الاخيرة ستتآكل، والاقتصاد سيستمر في التحطم والمخطوفين سيبقون في غزة ليموتوا في الانفاق.

——————————————–

هآرتس 1/10/2024

رفض نتنياهو لاعطاء افق سياسي للفلسطينيين يحكم على اسرائيل بصراع اقليمي أشد

بقلم: تامير باردو رئيس جهاز الموساد السابق

خطاب بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية في الاسبوع الماضي هو خطاب يرتبط بالواقع الامني بشكل أكبر مما يظهر، وهو لا يبشر بالخير. على خلفية الانجازات المدهشة للجيش الاسرائيلي واجهزة الاستخبارات في الساحة الدولية وعلى خلفية المعاني الكبيرة لهذه الانجازات، يبرز غياب رؤية استراتيجية يمكن ترجمتها الى تغيير ايجابي صارخ في المحيط القريب والبعيد. الاخطر من ذلك هو أنه في الوقت الذي فيه رئيس الحكومة في الخطاب كان دقيق في عرض الفرص، فانه في سياسته يضمن تفويتها.

كالعادة، استعان نتنياهو بوسائل مساعدة بصرية، خارطتان تمت الاشارة فيهما الى الخيارات التي توجد امام اسرائيل والمنطقة. الخارطة الاولى باللون الفاتح عرضت ما اطلق عليه “خطة النعمة”، التي اساسها التعاون بين الدول التي تعمل على التقدم والاستقرار، ومن بينها بالطبع اسرائيل. الخارطة الثانية باللون القاتم عرضت ايران ووكلاءها، جميع الذين يسعون الى الشر من حولنا. هم يشكلون “خطة اللعنة”. عرض الواقع صحيح، لكن الاستنتاج غير صحيح. خارطة الشرق الاوسط وبحق تعكس جاهزية معسكرين متعاديين، لكن في سياسته اختار نتنياهو، بشكل متعمد، الابتعاد عن الاندماج في معسكر “النعمة”، والحكم علينا بمواجهة مستمرة مع الذين “يلعنون”. 

المعسكر الاول برئاسة ايران يعمل بطرق عنيفة لتقويض الاستقرار واستغلال عدم الاستقرار لتوسيع دائرة نفوذ نظام آيات الله الظلامي. المعسكر الآخر الذي يشمل الدول التي وقعت على اتفاقات سلام مع اسرائيل، مصر والاردن، والدول التي وقعت على اتفاقات ابراهيم، والسعودية ودول اخرى في الخليج، هو معسكر موحد، سواء من الخوف من تهديد ايران، أو التزامه بالاستقرار الاقليمي الذي يعتبر أمر حيوي لحلم النمو الاقتصادي بروحية برنامج “رؤيا 2030” لولي العهد السعودي وبعض جيرانه.

منذ سنوات ومعسكر “النعمة” يطلب من اسرائيل الانضمام الى صفوفه، سواء في اطار تحالف اقليمي يهدف الى صد ايران ووكلائها، أو من اجل دمج القدرات الاقتصادية، التكنولوجية وغيرها، من اجل رفاه الجميع. هذا الاندماج يشمل ايضا تطبيع العلاقات مع السعودية ودول عربية واسلامية اخرى تنتظر قرارها. 

على الاقل خمس دول من دول التحالف الاقليمي، مصر والاردن واتحاد الامارات والمغرب والسعودية، تعادي حماس وحركة الاخوان المسلمين التي هي الأم. هذه الدول استجابت لدعوة واشنطن، الانضمام الى ما يسمى “مبادرة بايدن”، التي في اطارها يتم تنسيق النشاطات امام ايران، كما تجسد في ليلة هجوم ايران في نيسان الماضي، لكنها ايضا ستتحمل المسؤولية عن ادارة قطاع غزة، بما في ذلك وضع قوات برية. 

من اجل تحقق هذه النوايا فان دول  “خطة النعمة” تحتاج الى اجراء ثلاثة تغييرات على الصعيد الفلسطيني. التغيير الاول هو وقف القتال في الجنوب الذي سيمكن هذه الدول من نشر قواتها بالتنسيق مع القوات الاسرائيلية التي ستنسحب. التغيير الثاني، كي لا تظهر كقوة احتلال فانه يمكنها التدخل فقط كرد على دعوة الجهة المعترف بها في العالم كممثلة للشعب الفلسطيني، أي السلطة الفلسطينية. عندها يمكن الدخول الى القطاع بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية وكرد مؤقت، حتى لو كان لفترة طويلة، على عدم قدرتها على القيام بمهمة ادارة القطاع بقوتها الذاتية. التغيير الثالث المطلوب، من اجل تقليص خطر احتراق الاستثمارات بالمليارات في القطاع بواسطة جولة عنف اخرى،  هو التزام اسرائيل باعطاء افق سياسي حقيقي للفلسطينيين، حتى لو كان تطبيقه يحتاج الى سنوات كثيرة. حسب ادعاءاتها فان هذا الافق سيكون بديل يحمل الأمل لايديولوجيا اليأس والدمار والخراب لحماس، وكابح امام تجند الجيل الفلسطيني الشاب في صفوف التنظيمات الارهابية. 

اذا كانت هناك حاجة لاثبات آخر للمكانة الرئيسية للقضية الفلسطينية في نظر هذه الدول فقد حصلنا عليه في موازاة خطاب نتنياهو، عندما اعلن وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، في الامم المتحدة عن اقامة “تحالف دولي للدفع قدما بحل الدولتين”. وحسب قوله فان “تطبيق حل الدولتين هو الطريقة الافضل لتحطيم دائرة الصراع والمعاناة، وخلق واقع جديد فيه كل المنطقة، بما في ذلك اسرائيل، تحظى بالأمن والتعايش.

اذا عملت حكومة اسرائيل على اقناع الدول العربية المعتدلة (والجمهور في اسرائيل) بأنه لا توجد أي صلة بين اقامة علاقات مع هذه الدول وبين القضية الفلسطينية، فان الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع اسرائيل توصلوا الى الاستنتاج المعاكس. الدليل على ذلك هو تجميد مشاريع مشتركة مع دولة الامارات وتقليص الاتصالات بين الحكومتين، والمبادرة السعودية الجديدة. يتبين أن صدمة 7 تشرين الاول والحرب المستمرة منذ ذلك الحين اثبتت واظهرت لدول كثيرة في المنطقة وخارجها الضرر الذي يتسبب به النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وعدم الاستقرار الذي يتسبب به لمصالحها الحيوية. هكذا، رغم أن  الحديث يدور عن صراع أصيل لدينا، وأن اقامة حدود بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر حيوي لمستقبلنا كدولة يهودية وديمقراطية، حتى الآن عندنا لم يتم اتخاذ القرار، في حين أنه عندها انتقل الالتزام بحل الدولتين من مجرد اقوال الى موجه للسياسة. أو كما وصف ذلك بوضوح ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان: “لن تتم اقامة علاقات مع اسرائيل قبل التقدم في اقامة الدولة الفلسطينية”.

إن رفض رئيس الحكومة الاستجابة لهذه التوقعات يحرم اسرائيل من فرصة تاريخية للاندماج في تحالف اقليمي وتطبيع العلاقات مع السعودية ودول اخرى. وهو ايضا يمنع امكانية تحقيق الهدف السامي، اعادة المخطوفين الى بيوتهم، والخروج من القطاع واحباط استئناف تهديد حماس. اضافة الى ذلك فان رفض تنفيذ المطلوب من اجل الاندماج في “خطة النعمة” يحكم على اسرائيل مواجهة محور “اللعنة” بشروط أكثر قسوة. ضمن ذلك الاحتلال المتواصل والنازف للقطاع وتدهور الضفة الى وضع غزة واستجابة دول السلام، القريبة والبعيدة، للضغوط الداخلية والخارجية من اجل الابتعاد عن اسرائيل وزيادة عزلتها الدولية، وفرض العقوبات من قبل مؤسسات دولية، بما في ذلك المحاكم في لاهاي، ولا يقل عن ذلك خطورة هو امكانية العزلة في المواجهة مع ايران ووكلائها.

سواء كان رفض نتنياهو ينبع من الاعتماد على الشركاء المسيحيين في الائتلاف، أو أنه يعكس رؤية تفضل مخاطر عدم الاستقرار في ادارة النزاع، الذي تسبب به 7 تشرين الاول، على تحدي التقدم بحذر نحو حله، فان سياسته تشير الى خطة خطيرة. هذا بالذات في الوقت الذي فيه جهاز الامن، بانجازاته، قدم له شروط مثالية لتغيير الاتجاه وابداء مبادرة وتجند المنطقة معنا.

الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن الاخرى نهضت من اخفاقات 7 تشرين الاول، وهي تثبت ذلك في كل يوم. لقد حان الوقت لاستيقاظ المستوى السياسي وترك الاستراتيجية التي انزلت علينا اسوأ كارثة منذ قيام الدولة، وتبني نظرية امنية تقوم على الدمج بين القوة الامنية والتسويات السياسية، محلية واقليمية. 

——————————————–

إسرائيل اليوم 1/10/2024 

خيارات إسرائيل في المجال اللبناني والإيراني

بقلم: يوآف ليمور

انعقد الكابنت السياسي الأمني امس فيما كانت امامه مسألة مركزية واحدة: إمكانية مناورة برية للجيش الإسرائيلي في لبنان. 

بعد النجاحات العملياتية في الأسبوعين الأخيرين، يسعى الجيش لان يستغل الزخم وحقيقة أن حزب الله منهك، لتعميق الإنجاز في منطقة الحدود أيضا. وذلك بهدف ضرب البنى التحتية العملياتية التي أقامها حزب الله على طول الجدار، والتي كان يفترض به ان يستخدمها في خطته لاحتلال الجليل، واساسا انفاق الاقتراب والهجوم، وكذا بيوت ومجالات استخدمت لتخبئة وسائل قتالية ونشطاء. ازالتهم حيوية لاجل تقليص التهديد على البلدات والسماح بتحقيق هدف إعادة السكان الى بيوتهم بأمان. 

هذا وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” امس بانه في الأشهر الأخيرة نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات خاصة كثيرة استهدفت اعداد التربة للخطوة البرية، بما في ذلك اعمال داخل الانفاق في الجانب اللبناني. الجيش الإسرائيلي قلق اساسا من تهديد مضادات الدروع الامر الذي يستعد له حزب الله منذ حرب لبنان الثانية في 2006 بما في ذلك التسلح بالجملة بالمنصات وبالصواريخ. 

امام الجيش الإسرائيلي توجد ثلاث إمكانيات. الأولى المناورة قريبة من الجدار لاجل تدمير البنى التحتية. يدور الحديث عن خطوة مركزة ومحدودة بالمكان وبالزمان، يمكنها أن تنتهي في غضون بضعة أسابيع. الثانية، المناورة حتى الليطاني لاجل ضرب البنى التحتية على مسافة ابعد عن الحدود، والثالثة، المناورة شمال نهر الليطاني لاجل تعميق الضربة لحزب الله، لقدراته ولرجاله. 

يخيل أن القرارات ستنشأ وفقا لثلاثة مقاييس: مدى الضربة لمنظمة حزب الله، الثمن بحياة الجنود (والخوف من مخطوفين)، وإمكانية التورط الذي يؤدي الى بقاء طويل في لبنان. التفكير بهذه المقاييس كفيل بان يدل على ان إسرائيل ستفضل الامكانية الأولى التي تقيد الاعمال بمنطقة الجدار وتكون مركزة زمنيا. وهكذا تتمكن إسرائيل أيضا من حصر الضغط الدولي الذي سيمارس عليها كنتيجة للاجتياح المتوقع لاراضي لبنان والحفاظ على إحساس الإنجاز في ا لجانب الاسرائيلي واحساس الفشل في الجانب اللبناني. للحالة النفسية هذه وزن كبير، بما في ذلك في عملية اتخاذ القرارات. فالاسبوعان الاخيران كانا هامين جدا ليس فقط من ناحية الإنجاز – قطع حسن نصرالله ومعظم القيادة العسكرية لحزب الله، والضربة الشديدة لمنظومات اطلاق الصواريخ، الذخيرة والبنى التحتية لديه – بل وأيضا من ناحية الوعي الذي تثبت في الطرفين. 

حزب الله هو منظمة ملاحقة، مضروبة ومهانة، مشاكل القيادة والتحكم تجعل من الصعب عليه ان ينفذ حتى بعضا من خططه العملياتية. كبار مسؤوليه المتبقون على قيد الحياة ينشغلون بالنجاة وفي أحيان قريبة لا ينجحون في الاتصال وفي نقل الأوامر بشكل ناجع للنشطاء في الميدان – وهذا هو سبب قلة المقذوفات الى أراضي إسرائيل.

ان بقاءً طويلا للجيش الإسرائيلي في لبنان مع ما يرافقه من مصابين، من شأنه أن يغير الميل. وعليه فستفضل إسرائيل إنجازات محدودة على خيالات تطرح منذ الان من قبل بعض الوزراء، عن إبادة حزب الله. ومع ذلك معقول أن تسعى إسرائيل لان تحتفظ بنفسها بحرية عمل حتى بعد ان ينتهي القسم السري من الحرب، كي تتمكن من مهاجمة واحباط محاولات مستقبلية من حزب الله لتهريب وسائل قتالية الى لبنان وإعادة التموضع في مجال الجدار.

هجوم في ايران: لماذا نعم

النجاحات العملياتية المبهرة حيال حزب الله تفتح كوة لتغيير ذي مغزى في لبنان، وربما ايضا في سوريا. مثل هذا التغيير يستدعي مشاركة الدول السُنية المتصدرة (وعلى رأسها السعودية والامارات) والولايات المتحدة، فرنسا والطوائف غير الشيعية في لبنان.  كما أنه يستوجب أيضا قدرا معينا من التنسيق مع روسيا التي تبدي حتى الان عدم اهتمام مفاجيء بالاحداث الأخيرة في الشمال والتي تضرر فيها بعض من حلفائها. 

لكن هذه النجاحات من المتوقع لها أيضا أن تدفع قدما أيضا بنقاش إضافي. هل نستغل الفرصة ونهاجم ايران. سلسلة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين في الأيام الأخيرة كانت موجهة صراحة الى طهران، بدء بخطاب رئيس الوزراء نتنياهو في الأمم المتحدة، استمرارا لتوجهه المباشر امس الى الشعب الإيراني، وانتهاء بتصريحات رئيس الأركان هليفي أول امس بان من يعرف كيف يصل الى اليمن سيعرف كيف يصل أيضا الى مسافات مشابهة في أماكن أخرى في المنطقة. 

توجد بضعة أسباب تقرب إمكانية مثل هذ الهجوم في الوقت الحالي. أولا، ايران مضروبة ومشوشة، وفقدت ذخائر عديدة في المنطقة – وعلى رأسها أساس القدرة العملياتية لحزب الله، الذي كان يفترض به أن يكون السور الواقي الأساس لها ضد هجوم إسرائيلي على مواقع النووي. ثانيا، قدرة الرد المباشرة لإيران ضد إسرائيل محدودة، كما تبين في هجوم 14 نيسان، وإسرائيل يمكنها ان تحبط معظمه استنادا الى قدراتها الدفاعية وبمساعدة شركائها في المنطقة. 

ثالثا، القدرة الدفاعية لإيران محدودة في مواجهة القوة الجوية الهجومية لإسرائيل، التي تفرغت في معظمها بعد أن انتهى أساس المهمة في لبنان. رابعا، توجد ايران على مسافة خطوة من قدرة نووية مثبتة (إمكانية لتفجير قنبلة) تضع العالم امام حقيقة ناجزة، وخامسا لا يمكن أن نعرف ماذا سيكون مجال العمل الإسرائيلي بعد الانتخابات في الولايات المتحدة وتبعا لنتائجها. 

بالمقابل توجد عدة أسباب تبعد إمكانية مثل هذا الهجوم الان. أولا، الخوف من نشوى مبالغ فيها في الجانب الإسرائيلي ومحاولة بلع اكثر مما هو ممكن دفعة واحدة، فيما أن الساحة الأخرى لا تزال مفتوحة (وعلى رأسها المخطوفون في غزة). 

ثانيا، لان إسرائيل لا يمكنها أن تنفذ عملية كهذه وحدها، وسلوك إدارة بايدن حتى الان لا يلمح بانها ستمنحها ضوء اخضر او مساعدة فاعلة (وحتى سلبية) للهجوم. ثالثا، لان هذه ستكون رسالة بدء لحرب ابدية ضد ايران. ورابعا، لانه ليس واضحا على الاطلاق مدى الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن توقعه بالمشروع النووي الإيراني.

يخيل أن هذا البند هو الأكثر حرجا. فمنشآت النووي العراقية (1981) والسورية (2007) دمرتها إسرائيل تماما في هجوم واحد. اما ايران فقد تعلمت الدرس المزدوج ووزعت برنامجها النووي بحيث أن احتمال الهجوم سيزداد اذا تبين بانه يمكن بواسطته ان يتراجع المشروع الإيراني سنوات طويلة الى الوراء. اما في حالة الا يستطيع فسضطر إسرائيل لان تبحث عن طرق أخرى – خليط من الردع، الدبلوماسية والسوط الأمريكي المنشود – لاجل كبح الإيرانيين في الطريق الى القنبلة.

——————————————–

هآرتس 1/10/2024

وزير خارجية الاردن قال حقيقة من غير اللطيف سماعها بالنسبة لكثير من الاسرائيليين

بقلم: يوعنا غونين

خطاب سياسي يبعث على الأمل تم القاءه في يوم الجمعة في الامم المتحدة. هذا بالطبع لم يكن خطاب بنيامين نتنياهو – شخص قوته السامية هي في تصفية الدول والآمال – بل اقوال وزير خارجية الاردن، أيمن الصفدي، الذي تسلم الميكروفون بعد تصريحات ممثلي الدول العربية.

“رئيس حكومة اسرائيل جاء الى هنا اليوم وقال إن اسرائيل محاطة بمن يريدون تدميرها”، قال الصفدي. “نحن هنا اعضاء في لجنة تمثل 57 دولة عربية واسلامية، وأنا يمكنني القول لكم بشكل حازم: جميعنا مستعدون في هذه الاثناء لضمان أمن اسرائيل في سياق انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية”.

الصفدي اراد التذكير بأن نتنياهو وحكومته هم الذين يرفضون طرح أي حل سياسي، ويفضلون المراوحة في المكان في دائرة لانهائية من الدماء والثأر. “ما هي رواية اسرائيل باستثناء مواصلة القتال والقتل والتدمير؟”، تساءل الصفدي. “يجب أن تسألوا أي ممثل اسرائيلي عن خطتهم للسلام، ولن تسمعوا أي شيء… نحن سندمر غزة وسنشعل الضفة الغربية وسندمر لبنان. بعد ذلك ليس لديهم أي خطة. لدينا توجد خطة ولكن لا يوجد لنا شريك في اسرائيل للسلام”. 

ليس عبثا أن اختار الصفدي تكرار الاقوال المتغطرسة لاهود باراك بعد عقد مؤتمر كامب ديفيد، “لا يوجد شريك فلسطيني”. هذا التعبير اصبح الذريعة الأبدية لحكومات اسرائيل من اجل تعميق اضطهاد وقمع الشعب الفلسطيني، والتهرب من أي ظل لاحتمالية اجراء المفاوضات السياسية. 

هذه النظرية ترسخت في وعي الاسرائيليين، وقضت على كل امكانية، حتى لو تخيل مستقبل افضل، في ظل ظروف مظلمة تنمو النباتات السامة لليمين المتطرف وتزدهر. بعد ذلك نفس المقاربة أنبتت رعاية حماس، باعتبارها الذخر، على حساب السلطة الفلسطينية، والنتائج كانت كارثية. فالالتزام بحل الدولتين تحول من ضريبة كلامية الى موجه للسياسة. 

الصفدي قال حقيقة، التي من غير اللطيف سماعها بالنسبة لكثير من الاسرائيليين (احد الامور التي يكرهها الاسرائيليون هو أن العرب وبحق يريدون السلام). انظروا لحظة حولكم: هذه الدولة التي منذ عشرات السنين تحتل وتسلب، والتي تغرق الآن في حملة قتل وتدمير لانهائية، والتي ترفض اتفاق لوقف اطلاق النار حتى من اجل اعادة المخطوفين، والتي من يترأسها يختار الحرب الخالدة من اجل أن يبقى على الكرسي ومواطنيه يسيرون وراء جنونه – ألا تظهر لكم بأنها شريك مزيف.

الكهانية انتشرت في كل مكان، في المدارس ينشد الاولاد “لتحرق قريتكم”. وفي قناة الاخبار الرسمية يحتفلون بالموت من خلال رفع الانخاب المتوحشة. والمليشيات المسلحة تقتحم القرى من اجل ضرب سكانها وسرقة ممتلكاتهم. هناك ايضا مواطنون يعتقلون بسبب التعبير عن معارضة قتل الابرياء. ووزراء في الحكومة يحلمون بنشوة القاء قنبلة نووية والاستيطان في غزة وفي لبنان. غزة مدمرة وجائعة، عشرات الآلاف قتلوا ازاء هتافات فرح الجمهور، مئات الآلاف اصبحوا لاجئين، وفي كل مكان تم زرع فقط المزيد من الدمار والكراهية. 

بعد كل ذلك فانه ما زال لنتنياهو وجه يذهب به الى الامم المتحدة ويتحدث عن امور وهمية، دولة جميلة العائق الوحيد بينها وبين السلام العالمي هو نفس الشريك الغائب.

مع ذلك، اقوال ايمن الصفدي قدمت ليس فقط الاثبات، بل ايضا الأمل. فقد كانت بمثابة تذكير بأنه خلافا لكل الروايات التي يروونها لنا، توجد حلول اخرى على الطاولة منذ سنوات، وهي فقط تحتاج الى موافقتنا على الجلوس حولها. في اسرائيل الحالية كل من يتجرأ على قول ذلك يحصل على وابل من الاستهزاء والكراهية. حتى زعماء اليسار يفضلون التحدث عن احتلال جنوب لبنان بدلا من التحدث عن السلام. من حسن الحظ أن وزير خارجية الاردن تحدث لفترة قصيرة جدا في الميكروفون. 

——————————————–

هآرتس 1/10/2024، 

حماس وحزب الله والحريدي القومي الاسرائيلي، يستخدمون الله من اجل نزواتهم

بقلم: ب. ميخائيل

ثلاث هيئات، أو منظمات، أو قوائم، أو معسكرات – يصعب ايجاد وصف مناسب لها، تحيط باسرائيل من الجهات الثلاثة. الثلاثة متشابهة مثل قطرات البلغم، وكأنها من نفس الأب. الثلاثة ترتدي ملابس متشابهة، ترتدي عمائم متشابهة، تتمتم بشكل متشابه، تفرض على نسائها عادات “الحشمة” الغبية، وهي ايضا لها عادات طعام غير عادية بدرجة معينة. هم متشابهون الى درجة أن الحرف الاول في اسمائهم هو حرف “ح”. حماس، حزب الله والحريديون القوميون. الـ ح. ح. ح، هذا أمر غير مضحك تماما. نعم، الثلاثة من نفس الأب، اسمه “الاحتلال”. بابا احتلال. ولدوا في احضانه وازدهروا وتعلموا زرع الشر والموت. 

الأخ الاكبر هو الأخ حردل، أي الحريدي القومي، الذي ولد في العام 1967، بعد بضع ثوان على استكمال هزيمة الايام الستة، بعد ذلك نبتت بذوره الاولى. وخلال بضع سنوات نما وازدهر واصبح وحش جشع ومتوحش. في 1982 انضم الأخ حزب الله، وفي 1989 وصل الأخ حماس. ايضا هم اولاد “بابا احتلال”. للمفاجأة، قرب مهد الأخ الاصغر وقفت دولة اسرائيل وفركت يديها براحة. “هذا الصغير سيدمر من اجلي السلطة الفلسطينية”، همست في أذنها هي نفسها. وداعبت الطفل الصغير حديث الولادة بعروض عن العملة الاجنبية. اسرائيل هي بمثابة ايران بالنسبة للأخوين، الأخ حردل والأخ حماس. ومنذ ذلك الحين هؤلاء الاخوة الثلاثة المجتهدين يصنعون الموت في كل المنطقة. حردل، الأخ اليهودي المتعالي، يبدو أنه افضل من اخوته الذين هم بربريون متخلفون، وهو درة تاج الخالق والخلق. هو مخطيء. هو مثلهم بالضبط. هو مخادع اكثر بقليل. منافق ومدلل أكثر. هو يحظى بدعم دولة كاملة وجيشها. 

في كل الامور الاخرى الاخوة وبحق هم توائم متشابهة. ثلاثتهم يطمحون الى دولة شريعة هستيرية من البحر الى النهر (على الاقل)، ثلاثتهم يحبون العنف، ثلاثتهم ديماغوجيون محتالون. اذا كانت اقوال الابادة الجماعية والمواعظ للقتل الجماعي هي ذريعة للائحة اتهام جنائية (كما هو جدير ومطلوب) لكان ثلاثتهم، بما في ذلك مساعديهم ومن ينشرون بشارتهم، تم وضعهم في السجن منذ زمن.

ثلاثتهم بالطبع يتحدثون باسم الله. صوت واحد لكل آلهتهم: صوت السيادة والتعالي، التفوق والعنصرية، العنف والشر. صوت الوثنية، الاصولية والقومية، وضعوه في فم الهتهم، وهو المخدر الذي يتنفس اصطناعيا منذ سنوات – لم يعد يمكنه المعارضة. برعايته السلبية حقا يمكن فعل كل شيء. لأنه من يريد مناقشة الله  هو حقا متعصب ويبحث عن الانتقام. 

للدهشة: الله الذي اخترعوه لانفسهم هو بشكل عام غير عنصري. الاخوة الثلاثة هو يبيعهم الهراءات، سواء حماس السنية أو الحردل اليهودي أو حزب الله الشيعي. أنتم رائعون، مقدسون، محقون. اذهبوا واقتلوا، نكلوا، انهبوا، اشبعوا كل رغباتكم. بابا الذي يُحلل. 

هناك قاسم مشترك بين الاخوة الثلاثة: اللامبالاة المطلقة بكل بني البشر الذين حولهم. وكأنه تم تعيينهم وقرروا احداث الخراب والمعاناة والألم والفقر على جميع مستضيفيهم. شريطة أن يواصل هؤلاء دفع الضرائب، الخضوع لنزواتهم، ومواصلة سفك دمائهم من اجلهم. هكذا الامر في غزة وفي اسرائيل وفي لبنان. لأن هذا ما يقوله الله. 

مع ذلك، هناك دروس مهمة يمكن استخلاصها مما يحدث. الاول، نرى أنه لا مناص من اخراج الله خارج القانون. الكثير من الحقيرين الذين يركبون على ظهره. الثاني، انظروا الى غزة والى لبنان والى ايران وافغانستان. الى هناك يقودنا الحردل خاصتنا.

——————انتهت النشرة——————