بمشاركة 132 حزباً عالمياً: الجبهة الديمقراطية تحيي الذكرى السنوية لـ “طوفان الأقصى” بلقاء سياسي بمشاركة 132 حزبا

فهد سليمان: مقاومتنا متواصلة بغض النظر عن موازين القوى التي تصنع بالتراكم

القوى التي تناصر وتدعم شعب فلسطين، تراكم المزيد من عناصر القوة وهي حتماً إلى انتصار

ما قدمته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمر يقترب من الإعجاز، ونحن واثقون من النصر

المسار الاخباري : بمشاركة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق فهد سليمان وحضور (132) حزباً وحركة سياسية من (58) دولة على مستوى العالم، أحيت الجبهة الديمقراطية الذكرى السنوية الأولى لـ “طوفان الأقصى” بلقاء سياسي عالمي تحت عنوان “فلسطين تقاوم وتصمد .. فلسطين تنتصر” بتقنية (zoom)، تحول إلى لقاء تضامني عبرت فيه الأحزاب المشاركة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية ورفضها للعدون الإسرائيلي الأمريكي.

تحدث في اللقاء الرفيق فهد سليمان بكلمة شاملة قال فيها: لا يمكن النظر إلى معركة “طوفان الأقصى” إلا كونها نتيجة لتراكمات على مدار عشرات السنين من الاحتلال وممارسات ومخططات أوصلت الشعب الفلسطيني إلى قناعة راسخة بأن التعاطي الدولي وموازين القوى الحالية لن توصله إلى استعادة حقوقه الوطنية ولا بد من أسلوب آخر، بعد أن جربنا خيار المفاوضات لفترة زادت على ثلاثة عقود وكانت النتائج مآس وطنية على مختلف المستويات..

وأضاف: لم تكن معركة “7 أكتوبر” عاصفة في سماء صافية، بل جاءت نتيجة حتمية لوقائع على المستويات الدولية، لجهة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والإقليمية لناحية تسارع عمليات التطبيع والشراكات السياسية والأمنية ومحاولات دمج إسرائيل في المحيط، ومحلياً بوصول حكومة فاشية في إسرائيل ليس في جعبتها سوى مخططات الضم والحسم وممارسة سياسات الأبارتهايد والتطهير العرقي، ناهيك عن ممارسات الاحتلال اليومية بالاستيطان والاعتقالات والقتل وتسارع مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى إضافة إلى استمرار حصار قطاع غزة للعام السابع عشر..

وتابع: منذ اليوم الأول لحرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، حاولت الولايات المتحدة استثمارها لأهداف لها علاقة بتعزيز استراتيجيتها وموقعها على على رأس النظام الدولي أولاً وباحتواء القوى المنافسة في الإقليم وعلى المستوى الدولي. لذلك لم يساورنا أي وهم بحيادية الدور الأمريكي، بل نحن على يقين تام بأن الولايات المتحدة هي شريك كامل وهي من تقود العدوان بشكل مباشر على الشعبين اللبناني والفلسطيني، وأي حديث عن خلافات مع الحكومة الإسرائيلية فهو ليس سوى فقاعات لا تغير في مسار الحرب، لأن غرفة عمليات العدوان هي في واشنطن..

وقال أيضاً: رغم أن العدو الإسرائيلي خاض عدد واسع من الحروب مع جيوش عربية نظامية وانتصر في جميعها، لكنه فشل في تحقيق الأمر ذاته مع فصائل المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان. وسبب ذلك يعود إلى الإرادة التي تتحلى بها فصائل المقاومة والعزيمة والاستبسال في مواجهة العدوان، وهي رسالة إلى كل مقاوم وكل حر خائف ومتردد إن العدو الصهيوني أجبن من أن يواجه مقاوم يتسلح بحقه بأرضه وبتاريخه ومستقبله.

وأضاف الرفيق فهد يقول: إن ما قدمته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمر يقترب من الإعجاز ونحن واثقون من الانتصار، ليس نتيجة حالة الصمود فقط والالتحام مع الشعب، بل وبالقدرة على إيقاع الخسائر في صفوف العدو الذي يتجه مجبراً إلى حرب استنزاف باتت تؤرق جنرالاته، الذين وصلوا إلى استنتاجات بعدم القدرة على إمكانية فعل شيء في القطاع، إلا المزيد من القتل والتدمير والتهجير، وأن حرب الاستنزاف التي تتكرس شيئاً فشيئاً، خاصة بعد العدوان على لبنان، ستضع الكيان على سكة تفاقم أزمته البنيوية، ليس واضحاً متى سيخرج منها.

وتابع الرفيق سليمان: إن الحالة الفلسطينية، ورغم الخسائر الجسيمة التي لحقت بها، ما زالت تواصل المقاومة بوحدة رائعة في الميدان، تفتح أمامها، مع مواصلة الصمود، أفق التقدم نحو إنجاز الحقوق الوطنية، ومقاومتنا قادرة على الصمود أكثر، والاحتلال يعلم حقيقة أن المقاومة ضد الاحتلال تنطلق من الشعب والمجتمع، ولولا انخراط الشعب والمجتمع بأسره في المقاومة، لما كان بإمكان الأجنحة العسكرية أن تصمد طيلة هذه الفترة في المعارك المُكْلِفة بقطاع غزة.

وإذ أدان العدوان الإسرائيلي على لبنان فقد أكد ثقته بقدرة المقاومة على الصمود وعلى إفشال أهداف العدو، معتبراً أن معركتنا في فلسطين ولبنان واحدة وعلى نتيجتها سيتحدد مستقبل المنطقة. مشيراً إلى أن المؤشرات الميدانية تؤكد أن القوى التي تناصر وتدعم شعب فلسطين، تراكم المزيد من عناصر القوة وهي حتماً إلى انتصار، وأن الأطراف المقابلة تواجه المزيد من الصعوبات، ما يجعلنا أمام معركة يستطيع الشعب الفلسطيني وحلفاءه أن ينتصروا فيها.

وشكر الأمين العام فهد سليمان لكافة مكونات حركة التضامن العالمية مع شعبنا، داعياً جميع أحرار العالم إلى تصعيد تحركاتهم التضامنية الرافضة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي والضاغطة على الحكومات الغربية، مشيراً إلى أن شعوب العالم لن تكون بمنأى عن تداعيات ما يحدث في منطقتنا. قائلاً: أن أحرار العالم حين يتضامنون معنا ومع الشعب اللبناني إنما يتضامنون مع قيم العدالة والديمقراطية والحرية، وأن النضال ضد الامبريالية والحركة الصهيونية يجب أن يكون نضالاً عالمياً، نظراً لما تشكله الامبريالية والصهيونية من خطر حقيقي على كل العالم..

وعن الأوضاع الداخلية قال: أطلقنا في الجبهة الديمقراطية قبل أيام مبادرة وطنية لتشكيل “الهيئة الوطنية لإدارة قطاع غزة”، بهدف قطع الطريق على المشاريع والمحاولات الهادفة إلى فبركة تشكيلات تحت عناون “اليوم التالي”. ونحن نرى أن البديل الوطني هو الشراكة الوطنية وفي البدء فوراً بتنفيذ إعلان بكين بكافة مخرجاته من خلال التفعيل الفوري للإطار القيادي المؤقت كصيغة جماعية للمشاركة في صنع القرار، وتشكيل حكومة وفاق وطني من كفاءات مستقلة، واستعادة اللجنة التنفيذية لدورها المغيب، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، في الضفة الغربية، لرسم خطط المواجهة الشعبية الشاملة، وتوفير الغطاء السياسي لها، ومدها بعناصر الصمود والثبات..

وختم بالقول: إن نضالنا مستمر ومقاومتنا متواصلة بغض النظر عن موازين القوى التي تصنع بالتراكم، فنحن لسنا حركة حقوق مدنية أو ضد الأبارتهايد فقط، بل دولة معترف بها من الأمم المتحدة وشعب يناضل من أجل التحرر الوطني، نحن نناضل من أجل دولة مستقلة كاملة السيادة بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفقا للقرار 194. ومن يريد أن يتضامن مع فلسطين، فعليه أن يتضامن مع الأهداف التي حددها الشعب الفلسطيني..

بعد ذلك تعاقب على الكلام عدد واسع من قادة وممثلي الأحزاب السياسية العالمية والعربية في مداخلات شكرت الجبهة الديمقراطية على هذا اللقاء الهام، معبرة عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وعلى ضرورة بذل ما أمكن من جهود لوقفه ووضع العدو الصهيوني وداعميه أمام المحاسبة على الجرائم التي ما زالت ترتكب في فلسطين ولبنان.