حرب الإبادة في غزة تدخل يومها الـ379

تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها المكثف على قطاع غزة، حيث دخلت حرب الإبادة على القطاع يومها الـ379 بشكل متواصل. وفي تطور خطير، كثف الاحتلال هجماته على مخيم جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء وإلحاق دمار واسع في المنطقة، وسط أوضاع إنسانية كارثية.

حصار وقصف مكثف على مخيم جباليا:

تصاعدت وتيرة القصف بشكل كبير على مخيم جباليا، حيث فرضت قوات الاحتلال حصاراً خانقاً على المخيم لليوم الخامس عشر على التوالي، مستهدفة المنازل والمرافق العامة في المنطقة. وخلال الليلة الماضية، وصف شهود العيان القصف بأنه “الأعنف” منذ بدء الحرب، حيث تسببت الغارات في سقوط أكثر من 450 شهيداً خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل نقص حاد في الإمكانيات الطبية.

مجزرة بحق المدنيين في جباليا:

في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزل عائلة “الحواجري” في مخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل 33 مدنياً بينهم نساء وأطفال. وأفاد الدفاع المدني بأن منازل مجاورة تأثرت أيضاً، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا.

 

وفي حادثة أخرى، استهدف قصف إسرائيلي منزل عائلة “الصعيدي” في المخيم نفسه، مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 7 آخرين. كما شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على منطقة العلمي بمخيم جباليا، وسط محاولات يائسة من فرق الإنقاذ للوصول إلى المصابين تحت الأنقاض.

استهداف مناطق أخرى في القطاع:

لم يقتصر القصف على جباليا فقط، بل امتدت العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى في القطاع. ففي مخيم المغازي وسط القطاع، استهدفت غارة جوية منزلاً لعائلة “شناعة” بالقرب من المسجد الكبير، مما أدى إلى استشهاد مدنيين وإصابة آخرين.

تصعيد القصف المدفعي والعمليات الجوية:

مساء أمس، صعد جيش الاحتلال من عملياته في مخيم جباليا، حيث قام بتدمير عدة مبانٍ في المناطق الغربية من المخيم. وشهدت منطقة تل الزعتر أيضاً هجمات مكثفة، حيث بدأت آليات الاحتلال بمحاصرة المنطقة، ما دفع النازحين إلى مراكز الإيواء بحثاً عن الأمان.

وفي تطور خطير، أفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا النار على نازحين في مدرسة أبو حسين التي كانت تؤوي العائلات الهاربة من القصف. كما استهدفت طائرات الاحتلال مناطق تل الزعتر والشيخ زايد في جباليا، بينما تعرضت مستشفى كمال عدوان للقصف، مما أدى إلى وقوع إصابات وتهديد حياة المرضى والعاملين فيها.

أزمة إنسانية خانقة:

يواجه شمال قطاع غزة أوضاعاً إنسانية كارثية، في ظل استمرار الحصار والقصف المتواصل. انقطاع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة زاد من تعقيد الوضع، حيث بات من المستحيل توصيل المساعدات أو تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمدنيين المحاصرين.

فرق الدفاع المدني تمكنت من إنقاذ 7 مصابين من تحت الأنقاض في بيت لاهيا، بينما لا يزال شخص مفقوداً بعد تدمير منزل لعائلة “صالحة” في منطقة الشيماء.

دعوات لوقف المجازر:

من جانبها، دعت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه المجازر ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة. كما طالبت المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال لوقف عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في جباليا والمناطق المحاصرة الأخرى.

ختاماً، تبقى غزة تعيش تحت وطأة القصف والمجازر المتواصلة، بينما العالم يشاهد بصمت هذه الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، في وقت يزداد فيه الضغط على القطاع مع استمرار الحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية.