الجنرال غيورا آيلاند ينقلب على “خطة الجنرالات” ويدعو لوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى

المسار الإخباري :في خطوة مفاجئة، تراجع الجنرال المتقاعد في جيش الاحتلال غيورا آيلاند عن دعمه لخطة “الجنرالات”، التي دعا فيها سابقًا إلى تجويع الفلسطينيين في شمال قطاع غزة وإجبارهم على النزوح جنوبًا. في مقالته المنشورة اليوم في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، دعا آيلاند إلى وقف الحرب بشكل فوري، والتفاوض مع حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن استمرار القتال لن يؤدي إلا لمزيد من القتلى والإصابات بين الجنود الإسرائيليين والأسرى لدى المقاومة.

دوافع التراجع

وأشار آيلاند إلى أربعة أسباب رئيسية وراء موقفه الجديد. الأول هو تزايد اللامبالاة بين المستوطنين تجاه مقتل الجنود، حتى بات خبر مقتل جندي أمرًا عاديًا في المجتمع الإسرائيلي. السبب الثاني يتعلق بالعبء الكبير الذي يتحمله الجنود في الميدان، خصوصًا جنود الاحتياط، الذين يواجهون ضغوطًا اقتصادية خانقة ويحتاجون للعودة إلى أعمالهم المدنية لتأمين لقمة العيش.

من الناحية الاقتصادية، أكد آيلاند أن تكلفة يوم القتال الواحد تتجاوز نصف مليار شيكل، وهو عبء لا يمكن تحمله لفترة طويلة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. أما السبب الرابع والأخير، فهو هشاشة موقف الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، خصوصًا فيما يتعلق بجبهة غزة. استمرار الحرب، بحسب آيلاند، سيزيد من الانتقادات الدولية ضد الاحتلال ويعزز اتهاماته بارتكاب جرائم حرب، ما قد يؤدي إلى إجراءات قانونية دولية ضده.

العواقب القانونية والدولية

تناول آيلاند في مقالته الانتقادات القانونية التي ستواجهها “خطة الجنرالات”، حيث أن فرض حصار على شمال قطاع غزة يتطلب من الاحتلال توفير ممرات آمنة للمدنيين، وهي خطوة قد تُنتقد بشدة دوليًا بسبب الضرر المتوقع للسكان المدنيين. وأشار إلى أن استمرار تطبيق الخطة سيعرض الاحتلال لمزيد من الدعاوى القانونية الدولية، وقد يزيد من الضغط لإصدار أوامر اعتقال ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

من جانبه، نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورقة تحليلية أظهرت أن “خطة الجنرالات” لن تحقق أهدافها، محذرًا من العواقب الأمنية والسياسية المحتملة. وأكد المعهد أن الخطة تفتقر إلى حلول سياسية طويلة الأمد لاستقرار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الخطة قد تقود إلى احتلال كامل للقطاع وفرض حكومة عسكرية، مما سيزيد من التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها الاحتلال.

دعوة للحل السياس

في ختام مقالته، دعا آيلاند إلى إنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس، معتبراً أن التفاوض حول إعادة إعمار غزة قد يوفر فرصة لفرض شروط تتعلق بتقليص قدرات المقاومة العسكرية. وأضاف أن استمرار الحرب لن يؤدي إلى القضاء على حركة حماس أو تقليص قوتها، بل سيؤدي فقط إلى مزيد من الخسائر بين الجنود الإسرائيليين، بينما تظل المقاومة الفلسطينية قادرة على القتال في الميدان.

الرأي العام الإسرائيلي

تحظى تصريحات آيلاند بأهمية خاصة في ظل تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب، إذ يواجه الاحتلال انتقادات متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومع استمرار الخسائر البشرية بين الجنود الإسرائيليين، يزداد الضغط على القيادة السياسية والعسكرية لإيجاد مخرج من الحرب التي طال أمدها.

ختامًا، يبدو أن تراجع الجنرال آيلاند عن “خطة الجنرالات” يمثل علامة فارقة في مسار الحرب على غزة، ويفتح الباب أمام خيارات سياسية قد تغير المعادلة على الأرض.