شمال غزة يباد.. نقص المتخصصين بالجراحات “كابوس يومي

المسار الاخباري: قال مسؤول صحي فلسطيني، الإثنين، إن نقص الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من شهر، بات “كابوسا يوميا”، فيما تواصل الطواقم الموجودة تقديم خدماتها “وسط الخطر وغياب الإمكانيات”.

وأضاف مدير المستشفى (حكومي) حسام أبو صفية، للأناضول: “نقص الكوادر والتخصصات الجراحية اللازمة بات كابوساً يومياً، ونحاول إنقاذ الأرواح وسط ضغوط لا تُحتمل”.

وأوضح أبو صفية أن الطواقم الطبية “تواجه صعوبات كبيرة في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى والجرحى، حيث تفتقر إلى الكوادر المتخصصة في الجراحات المختلفة والإمدادات الطبية الحيوية، بسبب الحصار المطبق على شمال القطاع”.

وأضاف: “نعمل بنظام الأولويات والمفاضلة بين الحالات المصابة لإنقاذ الحياة وسط غياب الإمكانيات، حيث يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الوفود الطبية والمعدات منذ بدء العملية العسكرية على شمال قطاع غزة في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

وبين أن المستشفى “الذي أصبح محاصرًا تمامًا يتعرض لقصف من الطائرات المسيرة من نوع كواد كابتر والتي تطلق النار وتلقي قنابل صوتية في ساحاته، مثيرة حالة من الذعر بين المرضى وذويهم خاصة الأطفال والنساء”.

وحول القصف الإسرائيلي لمدخل الاستقبال والطوارئ في وقت سابق الإثنين، قال أبو صفية إنه أسفر عن “إصابة ثلاثة من العاملين في المستشفى، أحدهم إصابته خطيرة ونقل إلى العناية المركزة”.

وأشار إلى أنّ قصف مدخل قسم الطوارئ والاستقبال “زاد من صعوبة عمليات استقبال الكم الكبير من الإصابات التي تصل نتيجة القصف المستمر على شمال قطاع غزة”.

وطالب أبو صفية المجتمع الدولي والعالم أجمع “بالتدخل العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية في شمال قطاع غزة، والحرب الشرسة ضد المنظومة الصحية، وإنقاذ حياة المرضى والجرحى، وتزويد المستشفى بالمعدات والأدوية اللازمة قبل فوات الأوان”.

وحذر مدير مستشفى “كمال عدوان” من أن استمرار الوضع على هذا النحو “سيؤدي لفقدان المزيد من الأرواح بين المرضى والطواقم”.

وبين أبو صفية أن الطواقم الطبية “تموت بصمت” بسبب الخطر اليومي وتدهور الإمكانيات، لكنها تواصل تقديم الخدمات الضرورية للمرضى، في ظل النقص الشديد في الإمدادات والمستلزمات والكوادر الطبية.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”. بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل، وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

ورغم ذلك، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسة في المحافظة “كمال عدوان” و”الإندونيسي” و”العودة”، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين، وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستهلكات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.

كما تفاقم هذه الأوضاع، حالة العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على المحافظة بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عنها.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

(الأناضول)