كتب محمد الصفدي … الثابت والمتغير في استراتيجية ألحرب العدوانية الإسرائيلية

المسار الاخباري: اي صراع بين طرفين او اكثر يتضمن حملات اعلاميه وخطوات ميدانيه تتناسب مع طبيعة الصراع ومجرياته .

هناك ثوابت ومتغيرات في هذه الحرب التي ستدخل موسوعة غينتس بمقاييس عديده منها والتي تنطوي على مفاجات كثيره للجميع بلا استثناء . المقاومه ومحورها ورغم التباين في معادلة القوه والمقتدرات اظهرت ثباتا منقطع النظير في شعاراتها وغاياتها وبقيت متمسكة فيها رغم البطش الجنوني الصهيوني الامريكي المدعوم غربيا وعربيا . شعارات المقاومه بقيت على حالها ومواقفها الاساسيه بقيت كما كانت .

هذا الثبات يدل على التعافي ووضوح الرؤيه الاستراتيجيه والمبدا والعقيده والايمان بالعداله والحق .

من الناحيه الاخرى نرى ان اسرائيل تغير من مواقفها وخططها وتحليلاتها صبح مساء . هذا التغيير والتبديل ليس دليل تعافي بل انه دليل على التخبط والنكوص للخلف . مشكلتهم انهم اصيبوا بالنشوه والعنجهيه والخيلاء فظنوا ان العالم ملكم كيف لا وهم شعب الرب المختار ؟!

ضخموا انجازاتهم ورفعوا مستوى شعاراتهم واهدافهم الى عنان السماء واطلقوا الوعود وحددوا الجداول الزمنيه . ومع وقع المعارك في الميدان وحرب الاستنزاف ظهرت لهم محدودية قوتهم وذهلوا من المفاجات الكثيره في كل الساحات . خططهم تتعثر وتستطيل وتتباطا وتتمايل .

التغيير والتراجع للخلف يتساوق مع مؤشرات الضعف والتفكك الداخلي في المتراس الفاشي الحربجي المتعطش للدم الذي بناه نتنياهو دفاعا عن المدنيه في وجه البربريه !. اقالة قائد الجيش في ذروة الحرب وظهور الفضائح والتسريبات الامنيه الجنائيه والرشوات كلها مؤشرات على اتساع رقعة الثقب في سد الفاشيه العنصريه صاحبة شعار النصر والحسم الحتمي .

صمود المقاومه ومفاجاتها كالمسيرات المشاكسه المرعبه والصواريخ المتصاعده والتجدد وفشل تفسيخ الجبهات الداخليه كلها دلائل على بعد النظر وثبات النهج والطريق . شعارات نصر الله والسنوار وسليماني الراحلين تتحقق على للارض وتثبت واقعيتها وشعارات نتنياهو وغالنت وبايدن الافتراضيه المحقونه بالنرجسيه تتساقط كاوراق الخريف مع حلول الخريف الثاني للحرب وتحل محلها شعارات اقل طموحا .وان كان قادة المحور قد رحلوا بالاغتيال الذي حولهم الى ايقونات فهاهم قادة مجلس الحرب الصهيوامريكي يتساقطون بالفضائح والصراعات الداخليه والفشل المدوي .

معادلة الثبات والتغير في موقف الطرفين هي اكبر دليل على النهايه الاستشرافيه للحرب . الحرب الاستنزافيه مستمره والوقت ليس في صالح اسرائيل النازفه المشلوله المفتقده للامن والاستقرار . انتقال الصراع لساحات اخرى اقليميا ودوليا ساخنه بدا يظهر بأشكال مختلفه سواء من خلال ضربات الردع مع ايران او اليمن او من خلال رمزية مباريات كرة القدم في هولندا واوروبا . من لا يطفئ النار في ساحته الخلفيه ويغض البصر عنها سرعان ما سيجدها قد وصلت الى داخل بيته . هذا ما يحدث مع اوروبا والغرب والعرب العاربه الذين يتجاهلون مظلومية غزه ولبنان لانهم لم يتعلموا الدرس من العبث في ساحات سوريا وليبيا وتركيا والعراق ومصر الخ الخ .

(تحليل الصفدي)