
المسار الإخباري :تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في قصفها المكثف لليوم الـ471 على التوالي، رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس”. تسببت هذه الحرب التي دخلت عامها الثاني في تدمير واسع النطاق في قطاع غزة، وأسفرت عن آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط ظروف إنسانية كارثية.
تصاعد القصف والمجازر
منذ الإعلان عن الهدنة قبل أربعة أيام، استشهد أكثر من 120 مواطنًا وأصيب العشرات في سلسلة من الغارات والقصف المدفعي العشوائي على مختلف مناطق القطاع. وأفادت مصادر طبية بارتكاب ثلاث مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، ما أسفر عن استشهاد 23 مواطنًا وإصابة 83 آخرين.
في مدينة خان يونس جنوب القطاع، شنت طائرات الاحتلال غارة على بلدة الفخاري، مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين. كما أصيبت امرأة شرق عبسان برصاص الاحتلال أثناء توغل بري. وتسببت الغارات على شمال قطاع غزة في تدمير منازل المدنيين ونزوح أعداد كبيرة منهم.
كارثة إنسانية وغياب الدعم الدولي
تسببت الحرب المستمرة في نزوح أكثر من 90% من سكان قطاع غزة، مع تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء. وأصبح الوضع الإنساني كارثيًا مع نقص حاد في المواد الأساسية والخدمات الطبية.
رغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت بتهم “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”، لا يزال الاحتلال يتحدى المجتمع الدولي بمواصلة عدوانه على القطاع.
الهدنة وصفقة تبادل الأسرى
ورغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، فإن القصف المتواصل يعكس عدم التزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق. وشملت الصفقة تبادل أسرى بين الجانبين، حيث من المتوقع الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
الموقف الفلسطيني والدولي
تطالب القيادة الفلسطينية بضرورة وقف العدوان فورًا وتولي الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها الكاملة في القطاع. وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء العدوان ورفع الحصار عن القطاع.
مع استمرار العدوان وتصاعد الأوضاع المأساوية، يبقى السؤال حول مدى قدرة المجتمع الدولي على وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، وإعادة إعمار غزة وتحقيق العدالة للضحايا