
المسار الإخباري :منذ اللحظة الأولى، كان الهاجس الأساسي للطاقم التفاوضي لدولة الاحتلال هو تحديد هوية الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة وعددهم، وسط جهود استخباراتية مكثفة لجمع أي معلومة حول مصيرهم.
لم يتوقف الاحتلال عند حدود المفاوضات، بل استغل كل أذرعه الإلكترونية والتجسسية، محاولاً تتبع تفاصيل العلاج الذي تلقاه بعض الأسرى المصابين في مشافي القطاع، وتحليل رسائلهم المصورة التي بثتها المقاومة.
لكن اليوم، يبدو أن الاحتلال يواجه مأزقًا مختلفًا.
فبعد فشله في تحريرهم بالقوة، وتولي وحدة استشهادية مسؤولية حمايتهم، وجد نفسه مضطرًا للاستمرار في المفاوضات. غير أن التطورات تشير إلى أنه يسير في هذا المسار فقط للحصول على مخرج سياسي، مستخدمًا ضغوط ترامب كغطاء للتراجع عن استراتيجيته العسكرية العقيمة.
المرحلة الحالية حساسة وخطيرة، إذ يسعى الاحتلال لاستعادة الأسرى الأحياء، لكنه لا يقدم أي ضمانات لعدم الغدر بعد ذلك. في المقابل، يستمر في تصعيده الاستيطاني بالضفة، مستغلًا تركيز العالم على غزة لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.