أهم الاخبارعربي

الصهاينة العرب.. أكثر من تطبيع : وكما قال بايدن (ليس شرطا أن تكون يهوديا حتى تكون صهيونيا)

رام الله – المسار : صدق الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حين قال ” ليس شرطا ان تكون يهوديا حتى تكون صهيونيا”، وهذه الجملة وإن كان يقصد بها نفسه، فأنها اليوم تنطبق على المئات بل الآلاف من الصهاينة ومنهم العرب والمسلمين.

وكما كان متوقعا، فقد فتحت اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، وتحديدا من دول الخليج كالإمارات والبحرين، بظهور غثاء من الأسماء التي خصصت جل وقتها وجهدها للدفاع عن الصهيونية، وكيانها الذي يحتل فلسطين، في تماه منقطع النظير مع أفكار اليمين المتطرف اللاهوتي الدموي.

ومن بين الأسماء التي لا يكل الاعلام العبري عن استضافتها، متصهين عربي يفتخر بذلك اللقب يدعى لؤي الشريف هو يطلق على نفسه باحث سعودي من أصول مصرية، لكنه يقيم ويعمل في دولة الامارات، ويحمل الجنسية البحرينية، لم يشتهر فقط بدعمه الصريح للاحتلال الإسرائيلي، وتبني رؤيته وسرديته، ويروج بقوة للتطبيع، بل ينكر على الفلسطينيين حقهم بالأرض.

وقبل أيام خرج المتصهين لؤي الشريف في لقاء مع قناة I24 الإسرائيلية ليؤكد على أحقية الشعب اليهودي في أرض فلسطين، قائلا “ان المسلم الحقيقي المتعلم يجب ان يعترف ان أبسط حق للشعب اليهودي ان هذه ارضه التاريخية وأرضه التي لا ينكرها احد” في إشارة الى فلسطين، مضيفا “من المخجل ان تجد مسلم ينازع اولاد داوود على أرض إسرائيل”.

ونصب المتصهين “الشريف” الذي يفتخر بهذا اللقب/ نفسه شيخا ومفتيا في الاعلام العبري ليقول ” ان المسلم الحقيقي لا يجد تعارض بالقول ان هذه ارض إسرائيل وارض الشعب اليهودي التاريخية وارض يهود “. منتقدا العرب والمسلمين قائلا “نحن كمسلمي وعرب لدينا اراضي من اقصى الشرق الى الغرب، وقد ضاقت علينا الدنيا حتى ننازع الشعب اليهودي في ارضه التاريخية، فهذا مخجل ومحزن” لتبدو علامات الدهشة على وجه الصحفي الإسرائيلي تسفي يحزقيلي، الذي ظهر كأنه غير مصدق لما يسمع.

هذا واحد من عشرات بل مئات النماذج التي ظهرت على الاعلام منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، وقد بات غير مستغربا اهتمام وسائل الاعلام العبرية وتوفيرها المساحات لمثل هذه الأبواق الناطقة بالعربية، لتبني السردية الصهيونية، ضد الفلسطينيين، وهم وان كانوا يظهرون بمسميات فضفاضة “كناشط او اكاديمي، او باحث” وما الى ذلك، الا انهم في حقيقة الأمر يعبرون عن موقف الأنظمة الرسمية التي ترعاهم، فالإمارات التي منعت خروج أي مظاهرة في شوارعها ضد حرب الإبادة على غزة، ومنعت ظهور أي اماراتي على الاعلام لإدانة إسرائيل ودعم الفلسطينيين، وشنت حملات اعتقالات واسعة ضد كل من كان يكتب دعما لغزة، توفر كل الدعم لهذا المتصهين وتمنحه الضوء الأخضر للاستمرار بدوره.

هذه الجزئية في الحقيقة تبدو غير مستغربة، ضمن هرولة أنظمة التطبيع ومواقفها الرسمية، فأنظمة التطبيع وتحديدا الامارات، وخلال عام ونصف من حرب الإبادة في غزة، نجدها وقف ودعمت إسرائيل كما لم تفعل أي دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة، ففي ظل إدانة العالم لإسرائيل ومقاطعتها على جرائمها في غزة، كان الجسر الجوي الإماراتي متواصل الى إسرائيل وبتزايد في وقت قطعت كل شركات الطيران العالمية رحلاتها الى تل أبيب.

لقد خلقت اتفاقيات التطبيع ظاهرة “الطفيليات المتصهينة” من العرب، وهي تكبر بالمناسبة كونها تحظى بالدعم السياسي والمالي والإعلامي، من أنظمة عربية، وهذا الوجه “لؤي الشريف” ما هو الا واحدا يتكاثر أمثاله في دول التطبيع، حيث ينصب جل تركيزهم على مهاجمة القضية الفلسطينية وشعبها ومقاومتها، وكيل المديح والثناء للإسرائيلي في محاولة لصناعة رأي عام في الخليج مؤيد لإسرائيل، من خلال تقديمها بصورة حضارية تسامحية، وابرازها كدولة لها حق في أرض فلسطين، ومسالمة للعرب والمسلمين.

وعن ظاهرة الصهاينة العرب، قالت الناشطة السعودية المقيمة في لندن أميرة الشريف والتي تنشط في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير عبر منصّة “إكس” والتي توظفها لكشف المطبعين العرب وحقيقتهم وارتباطاتهم وكيفية عملهم،  “كما قلت مرارا، إذا أردت معرفة الوجه الحقيقي للصهاينة العرب، ابحث عن “سابير ليفي” المسؤولة عن جميع الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية على السوشيال ميديا وتضخّم الحسابات الصهيونية. وهي صديقة لؤي الشريف منذ سنوات”.

وتضيف “عبّرت سابير ليفي عن سعادتها بلؤي الشريف، حيث نشرت له فيديو يتحدّث بالعبرية مع التلفزيون الإسرائيلي من المنامة، معبّرا عن حبه للغة العبرية ببحث بسيط في حسابات (إسرائيل بالعربية) باسم لؤي، تجد فيديوهات للترويج له.كذلك، تجده يترجم ويقرأ النشيد الوطني الصهيوني بفخر، وبطريقة تتفوق على أيّ صهيوني يهودي. كان ذلك في لقائه مع حسن كعبية، المتحدث باسم الخارجية الصهيونية. اللافت أنّ سابير ليفي ذكرت في الفيديو أنها تعرفت عليه منذ 4 أعوام، وكذلك في صورة سابقة لها معه، رغم أنه أكّد مرارا حرصه على عدم الظهور مع وجوه إسرائيليّة قبل تحقّق السلام، ليتّضح زيف ادّعاءاته وأنّ مسألة كونه “داعية للسلام” ليست إلّا واجهة تغطّي خلفها شبكة تطبيعيّة.”

تقود الامارات رأس حربة التطبيع مع إسرائيل، ولذلك يظهر الاحتضان الاماراتي للؤي الشريف. وفي جولة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر في صور مع الجالية اليهودية في الإمارات وحسن كعبية، المتحدث باسم الخارجية الصهيونية، ويتردّد على قنصلية إسرائيل في دبي،  كما ينشر صور له من داخل “إسرائيل” ويظهر في مقطع فيديو وهو يشعل شمعدان (حانوكياه) في عيد حانوكا اليهودي من الإمارات.