
بقلم: ب. ميخائيل
فكرة ترامب بخصوص الترانسفير في غزة هي فكرة لم يصدقها أي أحد، باستثناء الاغبياء والفاشيين. الاغبياء، الذين يمثلهم بني غانتس، لأنهم اعتبروها فكرة اصيلة وابداعية. والفاشيين لأن الترانسفير هو جزء من مبادئهم .
ذات يوم جاء الى البنتاغون شخص وطلب الالتقاء مع قائد الاسطول. قال إن لديه فكرة عن كيفية تدمير اسطول غواصات هتلر. تم توجيهه الى مكتب الادميرال المناسب، وهناك كشف هناك عن فكرته. نحن نحتاج فقط الى غلي كل مياه المحيط الاطلسي، حسب قوانين الفيزياء فان كل الغواصات ستطفو، وعندما تكون على سطح المياه سيكون بالامكان تدميرها بسهولة وكأنها بطات في حقل الرماية. فكرة بسيطة وسهلة.
“جميل جدا”، قال الادميرال. “كيف بالضبط سنقوم بغلي كل مياه المحيط؟”.
“هذه مشكلتكم وليست مشكلتي”، قال هذا الشخص. “أنا فقط قلت لكم الفكرة”.
هذه بالضبط هي كل خطة وحكمة دونالد ترامب: “أن يأخذ أحد ما من غزة الـ 2 مليون شخص وأن يعطيني الارض. أنا آمل اقامة لاس فيغاس اخرى”.
كل العالم بدأ في تحريك العيون وتحريك الاصابع باستغراب. هناك مجموعتان في الجمهور قفزتا فرحا وهما مجموعة الاغبياء ومجموعة الفاشيين. الاغبياء يمثلهم كالعادة تقريبا بني غانتس. فقد انفعل من التفكير الاصيل والابداعي لترامب. “الاصيل؟” “الابداعي؟”. كل الائتلاف، وقسم ممن يعتبرون انفسهم معارضة، تقريبا نصف الشعب، جوقة الحاخامات، جميع المزروعين وفتيان المهمات في وسائل الاعلام – جميعهم أملوا منذ سنوات كثيرة قدوم الترانسفير. ترامب هو فقط السارق الاخير لهذه “الفكرة ” الحقيرة. في الواقع يجب أن تكون غانتس كي تدرك الاصالة والابداع الموجودة في هذا الشخص التافه في البيت الابيض.
انفعال الفاشيين غير مفاجيء. فالتطهير العرقي هو من مبادئهم. ولكن في الانفعال المفرط للفاشيين المتدينين توجد درجة مدهشة ومكشوفة من النفاق والسخرية. هؤلاء يقسمون كل يوم بأنهم يعملون من اجل تحقق الوعد الالهي، تطهير وتقديس كل شبر من ارض الميعاد، استعادة وتأسيس السيادة اليهودية النقية في كل جزء من ارث الاجداد.
ها قد جاء احد الاغيار، الامريكي، رجل عقارات متورط بمخالفات جنائية، واقترح بسخاء أن يأخذ لنفسه شريحة ضخمة من “ارث الآباء” من اجل اقامة عليها فيلات استجمام، وبيعها لمن يدفع أكثر. وهم، للدهشة، يستقبلونه بالرقص والغناء، وتقريبا يركبونه على حمار ابيض. فجأة الله يسمح. فجأة “ارث الآباء” غير مقدس. هو فقط مكان مسموح اعطاءه لشخص جشع غير يهودي، ومستعد لطرد العرب من هنا. هذا من اجل تعليمنا بأن العنصرية بالنسبة لهم هي صفة مقدسة اكثر من الوعد الالهي لأبونا ابراهيم.
لشديد الخجل يجب علينا التذكر، وربما من الافضل أن ننسى، بأنه هكذا بالضبط، حسب اسلوب ترامب، فقد مهدت الصهيونية لنفسها الارض التي تسيطر عليها: جاءت الى هنا من وراء البحار بعد أن تم طردها أو قتلها في ارض ولادتها. طردت بالدم والنار معظم السكان الاصليين وسلبت بسرعة وسهولة كل ممتلكاتهم وأعلنت عن الاستقلال. ثمن هذه المناورة، بالمناسبة، نحن ندفعه حتى الآن.
لا يوجد لدي أي شك بأنه اذا تم عرض على المقاول من البيت الابيض قطعة ارض لرفييرا اخرى غير شمال القطاع، لنفترض اسدود، فهو سيطالب ايضا بطرد اليهود من هناك. في عالمه الاجتماعي، كما يقولون، الجيران اليهود فقط يخفضون اسعار العقارات.