
المسار الإخباري :حذرت صحيفة “الغارديان” البريطانية من أن استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، في ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار، يشكل ضربة مدمرة لمليوني مدني يواجهون المجاعة وانعدام الخدمات الأساسية.
وأكدت الصحيفة أن الاحتلال، باعتباره قوة محتلة، ملزم قانونيًا بالسماح بإدخال الإغاثة بموجب اتفاقية جنيف، وأن حرمان غزة من المساعدات جريمة حرب، مشيرة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يواجه بالفعل مذكرة اعتقال دولية بتهم التجويع كأسلوب حرب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
المجاعة ورقة مساومة بغطاء أمريكي
اتهمت الصحيفة الولايات المتحدة بدعم سياسة الاحتلال في استخدام المجاعة كورقة ضغط على المقاومة الفلسطينية، موضحة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبنى نهجًا داعمًا بالكامل لنتنياهو، ما يشجع الاحتلال على مواصلة انتهاك القوانين الدولية.
لا استراتيجية واضحة.. والكارثة تقترب
أبرزت الصحيفة أن الفلسطينيين في غزة على حافة الهاوية، حيث ينفد الطعام، والمستشفيات عاجزة عن العمل، والمياه النظيفة أصبحت نادرة، مؤكدة أن استمرار الحصار سيؤدي إلى تحويل الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة.
ونقلت الصحيفة عن سكوت أتران، الباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في باريس، أن الاحتلال يفتقر إلى استراتيجية سياسية واضحة تجاه مستقبل غزة، بل إنه يواصل إثارة الغضب الفلسطيني وتأجيج الصراع.
سياسة التهجير والاستيطان تتصدر الأولويات
كشفت الصحيفة أن إدارة ترامب ترى أن الأولوية هي إخلاء غزة بالكامل من الفلسطينيين، تمهيدًا للاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يتماشى مع زيارة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى واشنطن، حيث هدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا انسحبت قوات الاحتلال من غزة.
كما لفتت إلى أن الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال رفضتا خطة عربية لإعادة إعمار غزة، في خطوة تعكس محاولات إلغاء حق تقرير المصير للفلسطينيين.
واشنطن تتواصل مع حماس سراً
في تحول مفاجئ، كشفت “الغارديان” أن الإدارة الأمريكية أجرت محادثات سرية مع حركة حماس، في خطوة تعكس اعترافًا غير معلن بها كـ شريك تفاوضي واقعي، رغم التصريحات الأمريكية العلنية الرافضة للحوار معها.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن استمرار الاحتلال في سياساته القمعية ضد الفلسطينيين، بدعم أمريكي، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، مما يجعل الحل السياسي أكثر صعوبة مع مرور الوقت.