دوليعربي

النيابة العامة الفرنسية تطالب بسجن “مؤثرة” جزائرية.. ومحاميها يصف تصريحاتها بـ”مجرد كلمات عشوائية في سياق محادثات نسائية”

المسار الاخباري : في ظل توترات دبلوماسية متزايدة بين الجزائر وباريس، طالبَ ممثل النيابة العامة بـ “حكم بالسجن لمدة عام، مع تعليق التنفيذ، مع فرض خدمة عامة إجبارية لمدة 240 ساعة، بالإضافة إلى حظر إلكتروني لمدة ستة أشهر”، بحق “المؤثرة” الجزائرية- الفرنسية صوفيا بنليمان (54 عاماً)، التي مَثلت، هذا الثلاثاء، أمام المحكمة الجنائية في مدينة ليون الفرنسية، بتهمة نشر محتويات تحريضية ضد فرنسا على وسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2022، بما في ذلك “التهديد بالقتل”.

ومن المفترض أن يصدر الحكم النهائي في هذه القضية في 15 أبريل/نيسان.

قال ممثل النيابة العامة أمام محكمة الجنح: “يسمح لك القانون الفرنسي بالتعبير عن رأيك بحرية تامة، لكن هناك حدوداً”، مشيرًا إلى “تصريحات خطيرة للغاية، مليئة بالكراهية، ولا مكان لها في الديمقراطية”.

أثناء الجلسة، حيث ظهرت مرتدية قميصًا بألوان علم الجزائر، دافعت عن نفسها قائلة إن ذلك كان “أسلوبًا في التعبير، وطريقة كلام”. وأضافت: “لم أكن أبدًا أنوي التسبّب في فعل شيء”، واختصرت قولها بـ “الكلمات تجاوزت أفكاري”.

وقال محاميها، فريدريك لايارد، “إنه يُنسب إليها قوة فكرية وأيديولوجية وتأثير ليست هي صاحبتها”، موضحًا أن “الكلمات كانت مجرد كلمات عشوائية في سياق محادثات نسائية”. وأضاف: “وبدون السياق السياسي في ذلك الوقت، لما كانت قد وجدت نفسها أمام محكمة الجنح”.

وكان فريدريك لايارد قد نفى، في يناير/كانون الثاني الماضي، ارتكاب موكلته لأي جريمة جنائية، مشيرًا إلى أن كلماتها “ربما أُخرجت من سياقها، أو لم تُترجم بشكل صحيح”.

صوفيا بنليمان متهمة بتوجيه “تهديدات بالقتل” عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد معارضي الحكومة الجزائرية. وكان قد تم اعتقالها في بداية شهر يناير/كانون الثاني، إلى جانب ثلاثة “مؤثرين” جزائريين في فرنسا، بسبب نشرهم محتوى يحضّ على الكراهية ضد فرنسا، وتحريضهم على أعمال عنف. منذ ذلك الحين، وُضعت تحت الرقابة القضائية.

يتابعها على “تيك توك” و”فيسبوك” نحو 350 ألف شخص. ونشرت مقاطع منذ عام 2023، من بينها مقطع تظهر فيه وهي تهاجم امرأة أخرى مباشرة بعبارات مهينة مثل: “تبًا لك ولفرنسا ( فرنسا)، و“أتمنى أن تُقتلي، أتمنى أن يتم قتلك”.

وكانت هذه اللاعبة السابقة لكرة القدم قد أثارت الجدل سابقًا في عام 2001، عندما حُكم عليها بالسجن لمدة سبعة أشهر مع وقف التنفيذ، ومنعت من دخول الملاعب لمدة ثلاث سنوات، وذلك بسبب اقتحامها ملعب “ستاد دو فرانس” وهي تحمل العلم الجزائري خلال مباراة ودية بين فرنسا والجزائر. وعلى الرغم من معارضتها الشديدة للحكومة الجزائرية قبل سنوات، إلا أن خطابها تغيّر تمامًا مؤخرًا، وهي الآن تعلن دعمها للحكومة الحالية.

للتذكير، بالإضافة إلى صوفيا بنليمان، وجّهت اتهامات مماثلة إلى “مؤثرين” جزائريين آخرين: يوسف زوزو، الذي اتُهم بالتحريض على تنفيذ هجمات في فرنسا وأعمال عنف في الجزائر عبر “تيك توك”، فقد حُكم عليه، في أواخر فبراير/شباط، في بريست بالسجن 18 شهرًا مع النفاذ، بالإضافة إلى منعه من دخول الأراضي الفرنسية لمدة عشر سنوات.

وكذلك دوالمن، الذي حُكم عليه، في مارس/آذار الجاري، في مدينة مونبلييه بالسجن خمسة أشهر مع وقف التنفيذ، بعد نشره مقطع فيديو على “تيك توك” يدعو فيه إلى “تأديب” أحد معارضي النظام الجزائري. وبسبب هذا الفيديو، طُرد من فرنسا في يناير/كانون الثاني، لكن السلطات الجزائرية أعادته إلى باريس، وهو ما اعتبرته الحكومة الفرنسية إهانة، وساهم في زيادة حدة التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

أما عماد تينتين، المتهم بالتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية في فرنسا عبر “تيك توك”، فقد تأجلت محاكمته إلى 23 مايو/أيار المقبل، لإجراء تدقيق لغوي على ترجمة تصريحاته.