
المسار الاخباري : بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، عن تحديد السبت المقبل موعداً لانطلاق محادثات مباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الثلاثاء، أنها ستكون بالفعل غير مباشرة. ولا تقتصر الخلافات بين الطرفين حول طبيعة المحادثات، بل على مضمونها أيضاً. ففي حين يريد الطرف الأمريكي أن يتم طرح قضايا أخرى كالنفوذ الإيراني في المنطقة وبرنامج إيران الباليستي للنقاش، يرفض الطرف الإيراني، على أساس أن هذه القضايا تشكل خطوطا حمر، مفضلا حصر النقاش بالبرنامج النووي.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة من المسؤولين الإيرانيين أن تهديدات ترامب بضرب إيران تأتي كوسيلة ضغط لإجبار طهران على قبول تنازلات في هذه القضايا.
وقال مسؤول إيراني كبير: “يريد ترامب اتفاقا جديدا: إنهاء نفوذ إيران في المنطقة، وتفكيك برنامجها النووي، ووقف أنشطتها الصاروخية. هذه أمور غير مقبولة لطهران. لا يمكن تفكيك برنامجنا النووي” . وأكد مسؤول آخر أن “دفاعنا غير قابل للتفاوض”.
ومساء الإثنين، فاجأ ترامب الحضور (لا سيما نتنياهو) بإعلان المحادثات المباشرة مع إيران. وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث”. وأضاف: “أعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”.
ولم يبد نتنياهو متفاجئًا بكشف ترامب عن المفاوضات المباشرة، لكنه فوجئ داخل الاجتماع المغلق، قبيل اللقاء التلفزيوني، بالمسار الدبلوماسي الذي يستبدل الخيار العسكري المشتهى من قبله، وفق تأكيدات مصادر إسرائيلية أمس الثلاثاء.
وأمس كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة إكس أن محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى ستُعقد في عُمان، مضيفاً أنها “فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب الولايات المتحدة”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أمس الثلاثاء، إن المحادثات ستجرى بقيادة عراقجي والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، وبوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي. كما نقلت وكالة إرنا الإيرانية عن عراقجي قوله: “إذا جاء الجانب الأمريكي إلى عمان بإرادة حقيقية فسنحقق نتائج”، مشدداً على أن “هدفنا الأساسي في هذه المفاوضات هو تحصيل حقوق الشعب الإيراني ورفع العقوبات”.
وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الإثنين: “إيران لا يمكن أن تملك سلاحاً نووياً، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوماً سيئاً للغاية لإيران”.
وذكرت مصادر إيرانية وإقليمية أن طهران ترغب في رؤية مبادرات ملموسة من الولايات المتحدة قبل أي محادثات مباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين.
ورغم عدم الاتساق بين الموقفين الإيراني والأمريكي حول طبيعة محادثات عمان ومضمونها، إلا أنها ستجرى بالفعل على عكس ما أراده نتنياهو الذي يفضل أن تصطدم الولايات المتحدة بإيران، وتدمّر مشروعها النووي، بدلًا من فتح مفاوضات مباشرة قد تنتهي برفع العقوبات وتعزيز الاقتصاد الإيراني.
نتنياهو، الذي أقنع ترامب في 2016 بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وجد نفسه اليوم أمام رغبة أمريكية بالعودة لاتفاق جديد معها، بخلاف الرغبة الإسرائيلية التي تخشى من بلوغ اتفاق يخدم إيران أكثر مما يخدم أطماعها.
ورسم نتنياهو صورة أكثر صرامة للموقف الأمريكي مما أظهره ترامب، إذ قال في كلمة تلفزيونية في ختام زيارته لواشنطن إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي بأن الاتفاق مع إيران يجب أن يكون “على الطراز الليبي”، موضحاً: “بأن يتم الدخول (إلى إيران) وتفجير المنشآت وتفكيك كافة المعدات تحت إشراف وتنفيذ أمريكي”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأوضح أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق فيبقى الخيار العسكري، مؤكداً أنه ناقش ذلك بالتفصيل مع ترامب.
المصدر … وكالات