أهم الاخبارانتهاكات الاحتلالتقارير ودراسات

عقيدة التدمير” تتصاعد.. الاحتلال يمعن في تدمير مخيمات الضفة لدفع الفلسطينيين إلى النزوح

المسار الإخباري :واصل جيش الاحتلال تصعيد عدوانه ضد مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية، عبر سياسة تدمير ممنهجة تستهدف اقتلاع السكان وإعادة رسم الخريطة الديمغرافية للمنطقة، في مشهد يعكس “عقيدة التدمير” التي طبقها الاحتلال في قطاع غزة وبدأ توسيعها في الضفة.

ففي مخيم بلاطة شرق نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بأعداد كبيرة فجر التاسع من أبريل/نيسان الجاري، وداهمت عشرات المنازل على مدار 24 ساعة متواصلة، مخلفة خرابًا واسعًا داخل البيوت بعد طرد سكانها قسرًا

شهادات من الأهالي كشفت حجم الانتهاكات، إذ تحدث المواطن عامر أبو حمادة عن اقتحام جنود الاحتلال لمنزله وتحطيم محتوياته وطرد أفراد أسرته بالقوة، فيما أُصيبت طفلته ووالده المسن جراء اعتداء الجنود عليهم.

كما أكد المواطن أبو جمال أن الجنود دمروا منازل حي الجماسين داخل المخيم بشكل شبه كامل، واعتدوا على السكان بالضرب وجمعوهم في شقة واحدة، قبل أن يشرعوا بعمليات تدمير ممنهجة للبنية السكنية.

خطة لاقتلاع المخيمات

وتتزامن هذه العمليات مع عدوان متواصل منذ أشهر على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث تم تدمير أكثر من 500 منزل في جنين ونزوح جميع سكانه البالغ عددهم 21 ألف لاجئ، بينما شُردت 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس ودُمّرت مئات المنازل والبنية التحتية.

مدير عام المخيمات السابق في منظمة التحرير ياسر أبو كشك كشف أن الاحتلال يهدف من خلال هذه العمليات إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في المخيمات وقطع صلتها بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ما يعني ضرب حق العودة والقضاء على قضية اللاجئين.

وأشار إلى أن الاحتلال يخطط لتحويل المخيمات إلى أحياء تابعة للبلديات الإسرائيلية، وبالتالي إنهاء عمل أونروا فعليًا، مستغلًا صمت العالم حيال الجرائم المرتكبة في غزة.

أهداف متعددة وراء التدمير

من جانبه، رأى الباحث السياسي سليمان بشارات أن الاحتلال يسعى عبر هذه السياسات إلى:

خلق حالة خوف وردع بين الفلسطينيين عبر العقاب الجماعي.

ضرب رمزية المخيمات باعتبارها عنوانًا للمقاومة وحق العودة.

تفكيك الكثافة السكانية الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني.

إعادة رسم الخريطة الجغرافية والديمغرافية لتسهيل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية.

وأكد بشارات أن الاحتلال يعتبر مخيمات الشمال نموذجًا أوليًا سيسعى لتكراره في بقية مخيمات الضفة، ضمن خطة تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني المقاوم وإحكام قبضته على الأرض.