
المسار الإخباري :في ظل تصاعد المجاعة والانهيار الإنساني في قطاع غزة، كشفت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية أن ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” ليس سوى أداة سياسية تستخدمها إسرائيل والولايات المتحدة لتجميل صورتها وتبرير سياسات الحصار والتجويع، بدلاً من تقديم حل حقيقي لأزمة مليوني إنسان مهدد بالموت جوعًا.
وأوضحت المجلة أن المؤسسة، التي بدأ تمويلها في مايو/أيار الماضي، جاءت كمحاولة مكشوفة للالتفاف على المنظمات الأممية، وفرض نموذج إغاثي منحاز يخدم مصالح الاحتلال، لا المتضررين.
وقالت المجلة إن هذه المؤسسة وُلدت مشلولة؛ إذ استقال مديرها التنفيذي قبل بدء التوزيع، وانسحبت شركة بوسطن الاستشارية لاحقًا، في ظل غياب الشفافية والعدالة، بينما رفضت منظمات الأمم المتحدة التعاون معها.
وبدلًا من إيصال الغذاء للمحتاجين، جرى توزيع رمزي في رفح، المدينة التي صارت أنقاضًا، حيث تعرض المدنيون لإطلاق نار مباشر أثناء انتظارهم للمعونات، في تكرار لنموذج “رصيف المساعدات” الأمريكي الذي تحوّل إلى منصة عسكرية قُتل فيها العشرات.
وتلفت المجلة إلى أن هذه المؤسسة ترتبط بسياسة واضحة لتغيير ديمغرافية القطاع؛ حيث تهدف إلى دفع الفلسطينيين جنوبًا عبر “مناطق توزيع” محسوبة، بما يسهل تنفيذ خطة تهجير جماعي، مغلّفة تحت غطاء إنساني كاذب.
وأكدت المجلة أن إسرائيل، بمباركة واشنطن، تحوّل المساعدات إلى وسيلة للسيطرة والتحكم، لا للإغاثة، وسط منع الصحفيين والمراقبين من دخول المناطق المستهدفة، ما يعزز الإفلات من المحاسبة.
وتنتهي المجلة إلى أن ما يجري ليس مجرد فشل إنساني، بل تواطؤ متكامل مع جريمة مستمرة ضد شعب أعزل، في وقت تتخلى فيه القوى الكبرى عن مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.