
يريد الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، التأكّد من مدى فاعلية استهداف منشأة “فوردو” الإيرانية شديدة التحصين، وتبعاتها على الحرب بين طهران وتل أبيب، وإذا ما كانت ستجرّ الولايات المتحدة إلى حرب طويلة مع الجمهورية الإسلامية.
جاء ذلك بحسب ما أورده موقع “أكسيوس” الأميركيّ، الخميس، والذي أشار إلى أن السؤال الرئيسيّ الذي طرحه الرئيس الأميركيّ، على مستشاريه خلال الأيام الأخيرة، هو، أنه إذا ما انضمّت الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل، وألقت قنابلها العملاقة من قنابلها الخارقة للتحصينات، “فهل ستدمّر حقًا أكثر منشآت إيران النووية تحصينًا؟”.
وفي حال قرّر ترامب خوض الحرب، فمن شبه المؤكد أنها ستستهدف تدمير منشأة التخصيب “فوردو”، الواقعة في جبل جنوب طهران، وهي الهدف الأول على قائمة أهداف إسرائيل؛ لكن إسرائيل لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات، التي يبلغ وزنها 15 طنًا اللازمة لتدميرها جوًّا، ولا قاذفات الشبح B-2، اللازمة لحملها، في حين تمتلك الولايات المتحدة كلتاهما.
وتخشى إسرائيل من أن بقاء منشأة فوردو بعد الحرب، ستضمن “نجاة” البرنامج النووي الإيراني أيضًا.
وذكر التقرير، أن “شكوك ترامب بشأن نجاح هذه العملية، تُعدّ أحد أسباب تردّده في إصدار الأمر بشنّ هجوم”.
وقال ترامب في تصريحات أدلى بها، الأربعاء، ردًا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنه ينبغي “تدمير فوردو”: “نحن الوحيدون القادرون على ذلك، لكن هذا لا يعني أنني سأفعل. الجميع يسألني عن ذلك، لكنني لم أتخذ قرارًا بعد”.
ووفق تقرير “أكسيوس”، فقد سأل ترامب مستشاريه العسكريين، تحديدًا عمّا إذا كانت القنبلة الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم MOP، ستدمّر فوردو بالفعل، بحسب ما ذكر مسؤول أميركي وصفه التقرير برفيع المستوى.
وأبلغ مسؤولو البنتاغون ترامب بثقتهم في ذلك، “غير أنه ليس من الواضح، ما إذا كان ترامب مقتنعًا تمامًا”.
ولم تُستخدم قنابل MOP في القتال أيدا، على الرغم من خضوعها لسلسلة من الاختبارات أثناء تطويرها، وفق ما نقل التقرير عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.
وقال مسؤول أميركيّ وصفه التقرير برفيع المستوى، ولم يسمّه، إنّ “القنبلة الخارقة للتحصينات ستنجح؛ الأمر لا يتعلق بالقدرة، لدينا القدرة. لكن هناك خطة كاملة لهجوم محتمل، فالأمر ليس ببساطة إلقاء قنبلة وإعلان نصر”.
وأضاف: “هدفنا النهائيّ بسيط: ألّا تكون هناك أسلحة نووية”، لافتا إلى أنه “قد يكون لدى الإسرائيليين هدف مختلف، وسنكون مستعدين -إذا كان ذلك ضمن الحدود المعقولة- لتنفيذ ضربة دقيقة، ربما إذا لزم الأمر، وإذا وجد الرئيس (ترامب) أنها معقولة وفعّالة”.
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين، يعتقدون أن ترامب سيقرّر في النهاية، شنّ ضربة أميركية، لكنهم يرون في الوقت ذاته، أن إسرائيل يمكن أن تُلحق أضرارًا جسيمة بفوردو، “حتّى لو أُجبرت على التحرّك بمفردها”.
“محاولة تجنّب إطالة أمد الصراع”
في السياق، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر مطلعة، أن “ترامب قلق للغاية من الانجرار إلى صراع خارجي، كان قد تعهد في السابق بتجنّبه”.
وذكرت المصادر ذاتها أن “محاولة تجنّب إطالة أمد الصراع بين إسرائيل وإيران، أصبحت ضرورة قصوى بالنسبة لـترامب”.
وأضافت أن “إدارة ترمب تتلقى باستمرار رسائل من الحلفاء، تحثّ على عدم الانخراط في الهجوم على إيران”.