المسار الإخباري : – أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، البدء بإرسال أوامر استدعاء لتجنيد 54 ألفًا من اليهود الحريديم خلال شهر يوليو الجاري، في خطوة فجّرت مجددًا واحدة من أكثر القضايا الخلافية داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأوضح الجيش أن أوامر المثول ستُرسل على دفعات، وتشمل جميع الفئات، بمن فيهم الحريديم والعلمانيين، تنفيذًا لقرار المحكمة العليا الصادر في يونيو 2024، الذي ألغى الإعفاءات السابقة للحريديم من الخدمة العسكرية.
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تأجيل سفره إلى واشنطن لعدة ساعات، في محاولة لاحتواء الأزمة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ويحاول نتنياهو تمرير مسودة قانون يمنح إعفاءً جزئيًا للحريديم، لكنه يواجه ضغوطًا من أطراف متباينة داخل الائتلاف؛ فبينما يهدد الحريديم بإسقاط الحكومة إن لم يُقر القانون هذا الأسبوع، يضغط جناح اليمين العلماني الرافض لأي تنازل في هذا الملف.
ويرى محللون أن نتنياهو يسعى لكسب الوقت حتى دخول الكنيست في عطلته الصيفية، دون حسم الصيغة النهائية للقانون، حفاظًا على توازن دقيق بين شركائه في الحكم.
وبحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي باسل مسلماني، فإن نتنياهو يتعمد المماطلة، لأنه يعلم أن تمرير قانون يرضي الحريديم قد يؤدي إلى فقدان الدعم اليميني، بينما عدم تمريره يهدد بخروج الحريديم من الائتلاف.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه إسرائيل خسائر فادحة على جبهة غزة، إذ أعلن الجيش مقتل 882 جنديًا وإصابة أكثر من 6,000 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023، ما يعزز الضغط باتجاه توسيع قاعدة التجنيد لتعويض النزيف العسكري المستمر.
