
المسار …
أفصح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، عن رغبته في التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة خلال ظهوره العلني الوحيد المشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، داعمًا بذلك خطة الرئيس الأميركي لتهجير أهل غزة، الفكرة التي تلاشت من آفاق الحوار في الأشهر التي تلت تصريح ترمب يوم 4 شباط الماضي، عن رغبته في السيطرة على غزة وإخراج أهلها ، وتحويلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”.
وقال نتنياهو، بعد وقت قصير من تسليمه ترمب رسالته التي رشحه فيها رسميًا لجائزة نوبل للسلام: “كان لدى الرئيس ترمب رؤية رائعة. إنها تُسمى حرية الاختيار. إذا أراد الناس (الفلسطينيون) البقاء، فبإمكانهم ذلك، ولكن إذا أرادوا المغادرة، فيجب أن يتمكنوا من المغادرة. لا ينبغي أن تكون (غزة) سجنًا. يجب أن يكون مكانًا مفتوحًا، ويمنح الناس حرية الاختيار”.
وأضاف نتنياهو: “نعمل مع الولايات المتحدة عن كثب لإيجاد دول تسعى لتحقيق ما تقوله دائمًا إنها تريد منح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل. نقترب من إيجاد عدة دول، وهذا سيمنح الفلسطينيين حرية الاختيار”.
وعقد ترمب اجتماعًا قبل عشاء خاص مع نتنياهو وسط جهود حثيثة للتوصل أخيرًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وقال : “لقد كان لدينا تعاون رائع مع جميع الدول المحيطة” دون الإفصاح عن من هي هذه الدول.
وأعرب ترامب عن ثقته في أنّ حركة حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وردّا على سؤال عمّا إذا كانت الحرب في غزة ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين إسرائيل وحماس للتوصّل إلى هدنة، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض “إنّهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا”.
وردّا على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال الرئيس الأميركي “لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض ، كارولاين ليفيت، قد استبقت اللقاء بين ترمب ونتنياهو بالقول إنّ “الأولوية القصوى في الشرق الأوسط للرئيس هي إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الرهائن”.
وأضافت أنّ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيسافر إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وعندما سُئل الرئيس الأميركي ترمب عما إذا كان حل الدولتين ممكنًا، ترك المجال لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للإجابة.
وقال نتنياهو في ردٍ أدلى به مراتٍ لا تُحصى على مر السنين: “أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بجميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن دون أي صلاحيات تُهددنا”.
وأضاف رئيس وزراء إسرائيل المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب: “هذا يعني أن بعض الصلاحيات، مثل الأمن العام، ستبقى دائمًا في أيدينا”، مؤكدا : “لن يوافق أحد في إسرائيل على أي شيء آخر، لأننا لا ننتحر”.
وأضاف: “نريد الحياة. نعتز بالحياة لأنفسنا ولجيراننا، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق سلام بيننا وبين الشرق الأوسط بأكمله بقيادة الرئيس ترمب”. بالعمل معًا، أعتقد أننا نستطيع إرساء سلام شامل يشمل جميع جيراننا.
وزعم نتنياهو أنه كان للفلسطينيين دولة قبل هجوم 7 تشرين الأول 2023 في غزة قائلا: “دولة حماس في غزة. انظروا ماذا فعلوا بها. لم يبنوها، بل بنوها في مخابئ، في أنفاق إرهابية، وبعد ذلك ذبحوا شعبنا”. ويقول إن دولة فلسطينية “أخرى” ستكون بالمثل “منصة لتدمير إسرائيل”.
وقال نتنياهو: “سنعمل على تحقيق سلام مع جيراننا الفلسطينيين – أولئك الذين لا يريدون تدميرنا. وسنعمل على تحقيق سلام يبقى فيه أمننا، وسيادتنا الأمنية، في أيدينا دائمًا… الآن سيقول الناس: إنها ليست دولة كاملة، إنها ليست دولة… لا يهمنا”.
يشار إلى أن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قالت الاثنين، إن إسرائيل تخطط لإقامة ما تسميه “مدينة إنسانية” على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ضمن مخططاتها لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.
وذكرت الهيئة أن هذه المدينة ستقام بين محوري “فيلادلفيا” و “موراج” جنوب القطاع، بزعم الفصل بين المدنيين وعناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأشارت إلى أن هذه الخطة تهدف لتجميع مئات آلاف الفلسطينيين في منطقة معزولة و خاضعة للفحص الأمني، في إطار سياسة التهجير الإسرائيلية المستمرة.
وتحاول إسرائيل استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل أي تهدئة مرتقبة، لتوسيع رقعة التدمير وإبادة المدن، خاصة في شمال وشرق محافظة الشمال، وشرق مدينة غزة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع، حيث تسعى إسرائيل لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، لاستنفاد أي فرصة لعودة الفلسطينيين إليها كما فعلت في مخيم جباليا الذي دمرته بشكل شبه كامل خلال النصف الثاني من عام 2024.