
المسار الإخباري :في ظل استمرار الحرب المفتوحة على قطاع غزة، تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل للأسرى بين دولة الاحتلال وحركة “حماس”، وسط تقارير تتحدث عن تقدم جزئي في المفاوضات.
وقالت مصادر مطلعة إن دولة الاحتلال أبدت مرونة نسبية، خصوصًا في ملف الانسحاب العسكري من قطاع غزة، كتمهيد لإبرام صفقة محتملة. ويواصل “الكابينت” المصغر التباحث حول إعادة الانتشار وبنود تتعلق ببقاء القوات في بعض المناطق.
وفي الوقت ذاته، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على القطاع، حيث شن غارات مكثفة استهدفت منازل سكنية في مدينة غزة وخانيونس، ما أدى إلى دمار هائل وموجات نزوح جديدة. وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، إن قواته باتت تسيطر على نحو 75% من مساحة القطاع، معتبرًا أن الجيش “يقترب من مرحلة حاسمة” في عملياته.
وتحاول قيادة الاحتلال ربط أي اتفاق مرتقب بإنجازات ميدانية، في مسعى لتبرير الكلفة البشرية الباهظة والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، رغم الاتهامات الدولية المتزايدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 94 خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إضافة إلى 252 إصابة، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ استئناف الحرب في 18 مارس إلى 7,750 شهيدًا، فيما بلغ إجمالي الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 نحو 58,573 شهيدًا و139,607 إصابة. وتواجه الطواقم الطبية وضعًا إنسانيًا كارثيًا مع انهيار المنظومة الصحية، وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
في تطور جديد، استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة “أبو حلو” التابعة لوكالة الأونروا في مخيم البريج، والتي تأوي مئات العائلات النازحة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم نساء وأطفال.
كما شهدت مناطق أخرى في غزة غارات عنيفة، طالت بلدة المصدر وسط القطاع، ومحيط دوار التوام شمال غرب المدينة، إلى جانب قصف مدفعي مكثف على منطقة جباليا النزلة.
وفي خانيونس، واصل جيش الاحتلال نسف المنازل السكنية وسط المدينة بالتزامن مع ضربات جوية متفرقة، مما خلف دمارًا واسعًا.
وتبقى الأنظار شاخصة نحو الدوحة، في ظل مؤشرات تشير إلى تفوق فرص التوصل إلى اتفاق على احتمال فشل المحادثات، رغم بقاء فجوات كبيرة حول تفاصيل نهاية الحرب.