المسار الإخباري :في تقريرين متزامنين صدرَا اليوم الإثنين، حذّرت كل من منظمة بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل من أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يرقى إلى إبادة جماعية متعمدة وممنهجة، مؤكدتين أن خطر هذه الإبادة لا يقتصر على القطاع وقد يمتد إلى مناطق أخرى يعيش فيها الفلسطينيون تحت السيطرة الإسرائيلية.
إبادة جماعية واسعة النطاق
بتسيلم، مركز حقوق الإنسان الإسرائيلي، أكد أن الهجوم الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، يمثل تحولا جذريا في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وبيّن أن هذا التحول يشمل:
قتل جماعي وخلق ظروف معيشية قاتلة.
تدمير شامل للبنية التحتية والنسيج المجتمعي الفلسطيني.
الاعتقالات الجماعية وتحويل السجون إلى معسكرات تعذيب.
التهجير القسري واعتبار التطهير العرقي هدفًا معلنًا للحرب.
استهداف الهوية الفلسطينية ومؤسسات اللاجئين مثل الأونروا.
وأشار التقرير إلى أن هذه الممارسات تأتي في سياق أيديولوجي وسياسي يستند إلى أكثر من 70 عامًا من الحكم العسكري والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين، مضيفًا أن سياسة الاحتلال والاستيطان وسياسات الهندسة الديمغرافية مهدت الطريق لهذه الحملة الإبادية.
“المرض والمجاعة سيستمران لسنوات”
من جانبها، أصدرت منظمة أطباء لحقوق الإنسان ورقة موقف مفصلة وثّقت فيها ما وصفته بـ”تفكيك منهجي ومدروس لنظام الرعاية الصحية في غزة”، مشيرة إلى:
قصف 33 من أصل 36 مستشفى وعيادة.
مقتل أو اعتقال أكثر من 1800 عامل صحي.
منع الوقود والمياه والدواء عن المرافق الطبية.
حرمان 92% من الأطفال (6 أشهر – سنتين) من التغذية الكافية.
استشهاد 85 طفلًا على الأقل جوعًا.
وأكدت أن حتى وقف العمليات العسكرية لن يُوقف الموت، لأن آثار المجاعة والأمراض المزمنة ستستمر في الفتك بالمدنيين لسنوات مقبلة، مضيفة أن “ما يحدث ليس ضررًا جانبيًا بل سياسة متعمدة لخلق ظروف حياة لا تطاق ونفي مقومات البقاء”.
دعوة للتحرك الدولي
المنظمتان طالبتا بتحرك عاجل من المجتمع الدولي، يشمل:
وقفًا فوريًا لإطلاق النار.
حماية وإعادة بناء النظام الصحي في غزة.
ضمان حرية وصول المساعدات الإنسانية.
محاسبة إسرائيل بموجب القانون الدولي على جريمة الإبادة الجماعية.
تأتي هذه التقارير الحقوقية في نفس يوم انطلاق مؤتمر أممي في نيويورك يسعى لإعادة إحياء مسار “حل الدولتين”، ما يسلّط الضوء على الفجوة العميقة بين الجهود الدبلوماسية الدولية وبين الواقع الميداني القاتم في غزة، حيث تؤكد الأرقام أن الموت لم يعد يأتي من القصف فقط، بل من الجوع والمرض أيضًا.