غوتيريس في مؤتمر حل الدولتين: الصراع ليس قدراً محتوماً ويمكن حله بإرادة سياسية

Loai Loai
6 Min Read

المسار : قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين إن “حل الدولتين يظل الإطارَ الوحيدَ المتجذّرَ في القانون الدولي، والذي أقرّته هذه الجمعية، ويدعمه المجتمع الدولي”، مشدداً على أنه “السبيلُ الوحيدُ الموثوقُ لتحقيق سلامٍ عادلٍ ودائمٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الشرطُ الأساسيُّ للسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي من أجل التسوية السلمية لحل الدولتين، والذي يُعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية. ويُعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية ويستمر لعدة أيام، على أن يُستكمل في مرحلته الثانية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، والمقررة في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول المقبل، أو في العاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما أفاد به دبلوماسي فرنسي.

وأضاف غوتيريس “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس قدَراً محتوماً، بل يمكن إنهاؤه، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية وقيادة شجاعة ويتطلب الحقيقة، والحقيقة هي أننا نقف على حافة الانهيار. وحلّ الدولتين أصبح أبعد من أي وقت مضى”. ورأى الأمين العام أن “مؤتمر اليوم يمثل فرصة نادرة لا غنى عنها، علينا أن نضمن ألا يصبح مجرد محفل آخر في الخطابة ذات النوايا الحسنة، بل يمكنه، ويجب أن يكون نقطة تحول حاسمة، نقطة تُحفز تقدماً لا رجعة فيه نحو إنهاء الاحتلال، وتحقيق طموحنا المشترك في حل دولتين قابل للتطبيق”.

وبشأن ما يجري في غزة والضفة، قال غوتيريس: “لا شيء يبرر تدمير غزة الذي جرى أمام أعين العالم، بما فيه تجويع السكان، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتجزئة الأرض الفلسطينية المحتلة، كما التوسع الاستيطاني المتواصل، وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وهدم المنازل والتهجير القسري للسكان، والتغييرات الديموغرافية على الأرض، وغياب أي أفق سياسي ذي مصداقية، ناهيك عن الدعم لضمّ الضفة الغربية المحتلة الذي جاء في إعلان الكنيست الذي صُوِّت عليه الأسبوع الماضي”.

وشدد على أن الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة غير قانوني، والإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد غير مقبولة، ويجب أن تتوقف جميعها. ولفت إلى أن كل هذه “ليست بأحداث معزولة، بل هي جزء من واقع منهجي يُفكك دعائم السلام في الشرق الأوسط”.

بن فرحان: أمن المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني

أما وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، فقال إن المؤتمر “يشكل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وتجسيد رؤية عادلة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط”، مشيداً بإعلان الرئيس الفرنسي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى في سبتمبر/ أيلول، ووصف ذلك بالخطوة التاريخية التي تعكس تنامي الدعم الدولي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.

كما شدد على أن “المملكة العربية السعودية تؤمن بأن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4-6-1967، وعاصمتها القدس الشرقية”. وحول غزة، شدد بن فرحان “على أن هذه الكارثة الإنسانية، بسبب الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة، ينبغي أن تتوقف فوراً لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بما ينسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني”.

وأشار إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ووصفها بأنها “أساس جامع لأي حل عادل وشامل”، داعياً جميع الدول الحاضرة للانضمام للوثيقة الختامية للمؤتمر التي تشكل خريطة طريق مشتركة نحو تنفيذ حل الدولتين.

فرنسا: ينبغي أن يكون المؤتمر نقطة تحول لتطبيع حل الدولتين

ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو إنه “وبعد مرور ثمانين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة لا يمكننا قبول استهداف المدنيين والنساء والأطفال عندما يتوجهون إلى مواقع توزيع المساعدات”، واصفاً ذلك بالأمر غير المقبول. وشدد على ضرورة أن يكون المؤتمر بمثابة نقطة تحول لتطبيق حل الدولتين. وشدد على ضرورة إنهاء الحرب، والانطلاق للعمل على إنهاء ما أسماه “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” في الوقت الذي تعرّض فيه هذه الحرب “أمن المنطقة واستقرارها للخطر”. وتحدث عن تنفيذ حل الدولتين، وشدد على عدد من النقاط الأساسية بالنسبة لبلاده بما فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتطبيع الإقليمي مع إسرائيل، وإصلاح إدارة الحكم الفلسطيني، ونزع سلاح حماس، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.

سفير فلسطين: هناك طريق يؤدي إلى سلام مشترك لمنطقتنا

أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فرأى أن المؤتمر يشكل وعداً لإنهاء الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني “وأن ما يدور في غزة هو آخر أشكاله وأكثرها وحشية”. كما تحدث مصطفى عن “رسالة للشعب الإسرائيلي بأن هناك درب أهل للسلام والتكامل الإقليمي، يتحقق ذلك عبر نيلنا لاستقلالنا وليس عبر تدميرنا، عبر تحقيق تمتعنا بحقوقنا وليس بحرماننا”.

وشدد مصطفى على ضرورة وقف الحرب على غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية، ووقف المذابح والتجويع الذي ترتكبه إسرائيل. كما أكد ضرورة توحيد غزة والضفة والقدس الشرقية المحتلة، وأن تكون جميعها خالية من الحصار والمستوطنات والتشريد. وطلب بنشر قوات إقليمية ودولية لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، ورأى أن ذلك لن يكون بديلاً لقوات أمنية فلسطينية، بل داعماً لها. وطلب بأن تكف حماس عن سيطرتها على غزة، وأن تسلم سلاحها للسلطة.

يشار إلى أن عدداً من الدوائر المستديرة ستعقد خلال جلسات اليوم بخصوص تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. كما ستقدم أكثر من 120 دولة إحاطتها ورؤيتها لحل الدولتين بدءاً من يوم غد أمام الجمعية العامة، مع حضور أكثر من أربعين وزير خارجية المؤتمر.

Share This Article