المسار الإخباري :في حادثة أثارت موجة من التساؤلات، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الزعيم النقابي الأمريكي البارز كريس سمولز واعتدت عليه جسديًا، أثناء مشاركته في مهمة إنسانية ضمن سفينة “حنظلة” المتجهة إلى قطاع غزة. ورغم توثيق الواقعة بالفيديو والصور، فقد قابل الإعلام الأمريكي الحدث بصمتٍ تام.
وكان سمولز، المعروف بدوره في تأسيس اتحاد عمّالي داخل شركة أمازون عام 2022، ضمن 21 ناشطًا اعتقلهم الجيش الإسرائيلي بعد اقتحام السفينة المحمّلة بالمساعدات للفلسطينيين المحاصرين. وكشف “ائتلاف أسطول الحرية” أن سمولز تعرّض للضرب والخنق والركل من قبل سبعة جنود، ما أدى إلى إصاباته واضحة في العنق والظهر.
الغريب أن وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، التي كانت قد خصصت تغطية واسعة لمسيرة سمولز النقابية، تجاهلت تمامًا خبر اعتقاله واعتداء الاحتلال عليه، فيما اكتفت بعض المنصات اليسارية الصغيرة بنشر تفاصيل الحادث.
هذا التجاهل الإعلامي أثار انتقادات حادة، خاصة من نقابيين وأكاديميين أمريكيين. وأصدرت جمعية أعضاء هيئة التدريس في كاليفورنيا بيانًا طالبت فيه بالإفراج الفوري عن سمولز وجميع المحتجزين، كما دعت لوقف المجاعة في غزة وإنهاء الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
في المقابل، لا يزال رئيس اتحاد Teamsters، شون أوبراين، الذي يمثل الاتحاد الذي أصبح اتحاد أمازون جزءًا منه، يلتزم الصمت، منشغلًا بالترويج لحوار مع شخصية يمينية مثيرة للجدل بدلًا من إدانة ما حدث.
وتتزايد الدعوات لفتح تحقيقات مستقلة في الحادثة، وسط تصاعد المطالبات بكشف تواطؤ الإعلام الأمريكي في تجاهل الانتهاكات ضد نشطاء حقوق الإنسان المؤيدين لفلسطين.
