مراقب جوي في مطار “شارل ديغول” لطياري “العال” الإسرائيلية خلال الإقلاع: فلسطين حرة

Loai Loai
4 Min Read

المسار : في سلوك وُصف بـ”غير المسبوق”، خاطب مراقب للحركة الجوية في مطار شارل ديغول في العاصمة باريس، مساء أمس الاثنين، عبر نظام الاتصال اللاسلكي، طياري شركة “العال” الإسرائيلية الذين كانوا في مرحلة الإقلاع بقوله: “فلسطين حُرّة”. وسارع الطياران إلى إبلاغ إدارة الشركة عن “الحادث غير المألوف”، كما وصفه موقع “واينت” العبري، اليوم الثلاثاء.

وأصدرت “العال” بياناً الثلاثاء، قالت فيه: “تنظر شركة “العال” بخطورة إلى الحادث الذي وقع مساء أمس، والذي توجّه خلاله مراقب حركة طيران فرنسي إلى طيّار الشركة بطريقة غير مهنية وغير لائقة”، مضيفة: “نحن نتابع القضية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، وبدورها تتابع الأمر مع السلطات الفرنسية”. وشددت الشركة على أنها “ستواصل تسيير رحلاتها حول العالم حاملة بفخر علم إسرائيل على ذيل طائراتها، مع الالتزام بأقصى درجات المهنية، وبأمن وسلامة الركاب والطواقم”.

أزمة تأشيرات حراس الأمن الإسرائيليين

ويأتي ذلك إثر تطورات طاولت قضية تأشيرات العمل لموظفي الأمن الإسرائيليين في باريس، إذ توقفت سلطات الأخيرة خلال الشهور الست الماضية عن تجديد تأشيرات حراس الأمن الإسرائيليين العاملين في رحلات “العال” بباريس، والذين وُظفوا في إطار برنامج “إيتان” عبر السفارة الإسرائيلية في باريس (برنامج ينضوي في إطاره موظفون إسرائيليون يدعمون البعثات في الخارج). ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن القرار مرتبط بـ”التوتر القائم بين إسرائيل وفرنسا على خلفية الحرب في غزة”.

وكانت تأشيرات العمل التي مُنحت لهؤلاء الحراس تسمح لهم بالإقامة والعمل بشكل قانوني في فرنسا. لكن بعد وقف تجديدها، وجد بعض هؤلاء أنفسهم في وضع غير قانوني داخل البلاد. وبقي بعضهم، بحسب الموقع، في فرنسا دون تأشيرات، بينما اضطر آخرون إلى استخراج تأشيرات دبلوماسية عبر السفارة الإسرائيلية، تمنحهم وضعاً مؤقتاً يتيح لهم البقاء. هؤلاء الحراس ليسوا موظفين رسميين في شركة “العال”، وتبتعثهم إسرائيل لمرافقة الشركة في غالبية المطارات حول العالم، وتحصل طائرات “العال” على قسم خاص في كل مطار تهبط فيه، ومفتشين وحراساً خاصين بالشركة وظيفتهم تفتيش المسافرين على متنها، وبطبيعة الحال إخضاعهم لتحقيق إذا تطلب الأمر.

وفي السياق، لفتت حارسة أمن في الشركة إلى أنه “خلال الأشهر الست الماضية، لم يحصل أي موظف انتهت صلاحيّة تأشيرته على تجديد. لم يسبق أن حدث أمر كهذا، وعلى ما يبدو ثمة محاولة لإنهاء عمل حرّاس “العال” في فرنسا”. وقالت الخارجية الإسرائيلية إن “القضية قيد المعالجة من جانب السفارة بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية”، في حين لم تعلّق السفارة الفرنسية في تل أبيب على الأمر. أمّا “العال” فأحالت من جانبها الموضوع إلى وزارة الخارجية وجهاز “الشاباك” الإسرائيلي.

ويندرج التوتر المتصاعد بين الجانبين ضمن سلسلة من الحوادث جرت مؤخراً. ففي الأسبوع الماضي خرّب ناشطون مؤيدون لفلسطين مكاتب “العال” في باريس، ورشوها بالطلاء الأحمر ووصفوا الشركة بأنها “شريكة بالإبادة الجماعية”. وفي يونيو/حزيران الماضي، حجب ناشطون الجناح الإسرائيلي في معرض “الصالون الجوّي” للأسلحة في باريس، عبر تغطيته بأقمشة سوداء.

إلى ذلك، كُشف أوّل من أمس الأحد أن شركة النقل الفرنسية “إليزيه”، المتخصصة في نقل الحقائب في المطارات والخدمات الأرضية، ترفض التعامل مع شركة “العال” وأي شركة طيران إسرائيلية أخرى. وقال اتحاد العمال الفرنسي في بيان وجهه إلى إدارة “إليزيه”: “أحياناً لا نجد الكلمات لوصف هذا الجنون”، وطالب بمنح الموظفين حرية الاختيار فيما إذا كانوا يريدون التعامل مع أمتعة الرحلات القادمة من إسرائيل أو المتجهة إليها. وقال ممثل عن الاتحاد: “سندعم هؤلاء الموظفين. وإذا فُرض عليهم أي التزام، سننظر في اتخاذ إجراءات احتجاجية”.

 

Loading

Share This Article