المسار : ينص اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس الاثنين، على تطبيق هدنة تستمر 60 يوماً وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع على مراحل، وانسحاب قوات الاحتلال من أجزاء من غزة وإجراء مناقشات حول إنهاء الصراع. ومن المتوقع أن ترد تل أبيب على الاقتراح بحلول نهاية الأسبوع.
وأعلن متحدث باسم قطر التي تتوسط في المحادثات، اليوم الثلاثاء، أنّ الاتفاق مطابق تقريباً لاقتراح طرحته واشنطن في وقت سابق هذا العام ورفضته حماس في يوليو/ تموز الفائت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، إنّ مقترح وقف إطلاق النار في غزة يتضمن مساراً لاتفاق شامل، لافتاً إلى أن رد حركة حماس على المقترح الجديد لتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة “إيجابي ويكاد يتطابق مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً بنسبة 98%”.
وأوضح الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية الدورية في مبنى وزارة الخارجية في الدوحة، قائلاً: “لا نزال في انتظار الرد الإسرائيلي على موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار”، وتابع: “لا مدى زمنياً للرد، ولكن سمعنا أن إسرائيل تبحث الأمر ونتمنى رداً سريعاً وإيجابياً”. وأشار إلى أن قطر ومصر تلقتا رد حركة حماس على المقترح المقدم لوقف إطلاق النار في غزة، موضحاً أنه يتضمن “مساراً للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، إضافة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يجري خلالها تبادل عدد من الأسرى والرهائن وأيضاً إعادة تموضع إسرائيلية في إطار هذا الاتفاق تترافق مع دخول مكثف للمساعدات”.
وبشأن موقف الولايات المتحدة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت اليوم الثلاثاء، إنّ واشنطن تواصل مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والذي قبلته الحركة الفلسطينية. وأضافت المتحدثة في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: “لا أعتقد أن قبول حماس بهذا المقترح مصادفة كونه جاء بعدما نشر رئيس الولايات المتحدة بياناً قوياً للغاية حول هذا الصراع على منصة تروث سوشال أمس”.
وفي ما يلي التفاصيل الرئيسية لمقترح وقف إطلاق النار، كما أوجزها لـ”رويترز” قيادي بارز في حماس ومصدران أمنيان مصريان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما:
ستتم إعادة 10 من المحتجزين الإسرائيليين في غزة إلى جانب رفات 18 آخرين على مدار 60 يوماً. وتقول إسرائيل إنه من بين 50 محتجزاً لدى حماس وحلفائها، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 150 أسيراً فلسطينياً حكمت عليهم بالسجن المؤبد، و50 فلسطينياً حكمت عليهم بالسجن لأكثر من 15 عاماً.
ومقابل كل جثة تعيدها حماس، ستعيد إسرائيل جثث 10 مقاتلين فلسطينيين.
ستسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى غزة بمشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
سيبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لكنه سينسحب إلى منطقة بعرض كيلومتر واحد تقريباً على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع تشمل أيضاً منطقتي بيت لاهيا والشجاعية.
بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ستبدأ حماس وإسرائيل مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار.
وفي وقت سابق، كشف قيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ملامح من المقترح المعدل المطروح لوقف إطلاق النار في غزة، الذي تسلمته حركة حماس في القاهرة وأطلعت بدورها عليه باقي فصائل المقاومة خلال اجتماعات جرت في العاصمة المصرية أخيراً. وقال قياديٌ بالجبهة الشعبية، شريطة عدم ذكر اسمه لـ”العربي الجديد”، إن المقترح يتضمن اتفاقاً جزئياً على أساس المقترح السابق للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ويقضي بهدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها إطلاق سراح 10 من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، ونحو 19 من الجثامين، في مقابل إدخال كميات كبيرة يجري الاتفاق عليها من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها عبر الآلية الأمميّة.
ولفت القيادي بالجبهة الشعبية إلى أن قادة الفصائل الفلسطينية أبدوا اتفاقاً مع موقف حركة حماس بضرورة التمسك بانسحاب جيش الاحتلال من محور موراج، ومدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لافتاً إلى أن المقترح المطروح في الوقت الحالي يتجنب الخلافات الكبرى حول ترتيبات اليوم التالي.
ومساء اليوم الثلاثاء، نقل موقع والاه العبري عن “مصدر أمني”، زعمه أن “هناك إجماعاً في المجتمع الإسرائيلي على صفقة شاملة، وليس صفقة جزئية” للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. وأضاف: “نبتعد عن خيار الصفقة الجزئية، ولذلك نستعد لتنفيذ توجيهات الكابينت الأمني باحتلال مدينة غزة”.
وجاء ذلك بالتزامن مع بيان يكتنفه الغموض بشأن موقف دولة الاحتلال الإسرائيلي إزاء آخر مقترح بشأن غزة، بعدما قال “مسؤول سياسي رفيع المستوى” في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في تلميح لإمكانية رفض إسرائيل للمقترح، من دون أن يؤكد ذلك تماماً، فيما سارعت عائلات المحتجزين إلى التعبير عن غضبها داعية نتنياهو إلى عدم إفشال الاتفاق مجدداً.
(رويترز+وكالات)