إعداد: لؤي صوالحة
المسار : شهد مقر اتحاد لجان العمل النسائي في نابلس انعقاد ورشة عمل وطنية رفيعة المستوى نظمتها مؤسسة مفتاح، جمعت نخبة من مؤسسات وفعاليات العمل الوطني في المحافظة، في إطار سعيها لتعزيز قدرات المجتمع المحلي على مواجهة التحديات الوطنية، وتعميق فهم السياسات الوطنية والاستراتيجيات المجتمعية.
افتتحت الورشة بكلمة تعريفية لممثل مؤسسة مفتاح، الذي ركز على أهمية توحيد الجهود الوطنية بين المؤسسات المحلية لتحقيق أثر ملموس في المجتمع الفلسطيني، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي يواجهها الشعب الفلسطيني على صعيد الأرض والهوية والمقاومة الشعبية. وأكد على أن الورشة ليست مجرد نشاط أكاديمي، بل منصة عملية لتبادل الخبرات، وصياغة رؤية استراتيجية مشتركة لتعزيز العمل الوطني.
واستندت الورشة إلى ورقة بحثية معمقة قدمها الباحثون من مؤسسة مفتاح، تناولت موضوع آليات تعزيز العمل الوطني المؤسسي في ظل التحديات المعاصرة، مسلطة الضوء على الأساليب العلمية والإدارية لإدارة المشاريع الوطنية، وسبل تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات. ركزت الورقة على ثلاث محاور رئيسية:
1. تحليل الواقع الوطني المحلي: استعرضت الورقة الأوضاع الاجتماعية والسياسية في المحافظة، مع بيانات دقيقة حول توزيع الموارد، احتياجات المجتمع، ودور المؤسسات المحلية في سد الفجوات.
2. تطوير القدرات المؤسسية: طرحت الورقة استراتيجيات لتعزيز كفاءة المؤسسات الوطنية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، مع إبراز أهمية تدريب الكوادر على أسس العمل الجماعي والقيادة المجتمعية.
3. التكامل بين المؤسسات والمبادرات المجتمعية: أكدت الورقة على ضرورة تنسيق الجهود بين المؤسسات الرسمية والأهلية، ووضع برامج مشتركة تضمن استدامة المشاريع الوطنية وتحقيق أكبر أثر ممكن على الأرض.
شهدت الورشة مشاركة فعّالة من أبرز مؤسسات وفعاليات العمل الوطني في نابلس، حيث أبدى الحضور تفاعلًا ملحوظًا مع محتوى الورقة البحثية، واستفادوا من المناقشات المكثفة التي تناولت التحديات العملية التي تواجه العمل الوطني، مثل نقص الموارد، صعوبة التنسيق بين المؤسسات، وتأثير الظروف السياسية والاقتصادية على قدرة المجتمع المدني على المبادرة والتأثير.
ومن أبرز ما ميز الورشة هو اعتماد منهجية تفاعلية، حيث تم تنظيم جلسات حوارية بين المشاركين، ساهمت في إثراء النقاش وإبراز التجارب العملية للمؤسسات المختلفة. وقد أبدى الحضور تقديرهم للطابع العلمي للورقة البحثية، مؤكدين أنها توفر خارطة طريق واضحة لتعزيز العمل الوطني، وتفتح المجال أمام مبادرات مشتركة لتقوية النسيج المجتمعي.
كما خرجت الورشة بتوصيات مهمة من شأنها تعزيز دور المؤسسات الوطنية في المحافظة، منها:
إنشاء منصة تنسيقية دائمة بين المؤسسات الوطنية لمتابعة المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات.
تطوير برامج تدريبية مستمرة للكوادر القيادية داخل المؤسسات الوطنية لتعزيز مهارات التخطيط والتنفيذ.
تكثيف العمل المجتمعي في الأحياء والمخيمات، لضمان وصول الخدمات والأنشطة الوطنية إلى كافة شرائح المجتمع.
في ختام الورشة، أعرب المشاركون عن التزامهم بتنفيذ التوصيات ومتابعة المشاريع الوطنية بما يحقق أهداف المؤسسة ويخدم المجتمع الفلسطيني على نحو فعّال. واعتبروا الورشة نقطة انطلاق حقيقية لتجديد الطاقات الوطنية وتعزيز التكاتف بين المؤسسات والفعاليات المختلفة، بما يضمن استمرار الجهد الوطني في مواجهة التحديات المستمرة على الأرض الفلسطينية.
بهذا الإطار، تؤكد ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة مفتاح في اتحاد لجان العمل النسائي أن تعزيز العمل الوطني المؤسسي ليس مجرد شعار، بل خطوة عملية نحو تطوير المجتمع الفلسطيني وتعزيز قدراته على الصمود والمواجهة. كما أنها تبرز قدرة المؤسسات الوطنية على العمل معًا بروح واحدة، لتحقيق أثر حقيقي ومستدام في المحافظة، وتجسد صورة واضحة للتعاون الوطني الذي يبني أساسًا لمستقبل فلسطيني أكثر قوة وترابطًا.