المسار : نقلت مجلة “فارايتي” الأمريكية أجواء عرض فيلم “صوت هند رجب” في مهرجان البندقية بتقرير لافت ومؤثر بعنوان: صوت هند رجب يذهل مهرجان البندقية بأطول تصفيق حار استمر 22 دقيقة وسط دموع وهتافات “الحرية لفلسطين”.
وأكد التقرير أن العرض الأول لفيلم “صوت هند رجب” في مهرجان البندقية السينمائي أثبت أنه حدث عاطفي للغاية، حيث لم تظهر سوى عيون قليلة جافة في القاعة الكبرى.
يُعدّ هذا الفيلم الدرامي القوي والمؤثر- للمخرجة التونسية كوثر بن هنية- من أكثر الأفلام التي حظيت باهتمام واسع قبل انطلاق المهرجان، ويروي قصة حقيقية للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي قُتلت في المراحل الأولى من حرب غزة. وقد حظي الفيلم بتصفيق حار استمر 22 دقيقة، وهي الأطول في المهرجان حتى الآن. ومع تجاوز التصفيق 20 دقيقة، وفي محاولة واضحة لتفريق الحضور، خفتت أضواء المسرح. واستمر التصفيق.
أثناء فرارها مع عائلتها من مدينة غزة، في يناير/كانون الثاني 2024، قُصفت السيارة التي كانت تقلّ رجب، ما أسفر عن مقتل عمها وعمتها وثلاثة من أبناء عمومتها. وتُركت عالقةً لساعات في السيارة وهي تتحدث هاتفيًا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بينما كان المسعفون يحاولون إنقاذها. وعندما تم الوصول إليها أخيرًا، عُثر على رجب والمسعفين قتلى، وخلصت التحقيقات الإعلامية إلى أن دبابة إسرائيلية أطلقت على الأرجح 335 طلقة على السيارة. ويُستخدم تسجيل هاتفي لصوت رجب في الفيلم.
رفع الحضور أعلامًا فلسطينية، وهتفوا “الحرية لفلسطين” وسط التصفيق. وكان خواكين فينيكس وروني مارا، المنتجان المنفذان للفيلم، حاضرين، وحملا صورة رجب على السجادة الحمراء مع فريق العمل.
كما ارتدى خواكين فينيكس دبوسًا يحمل شعار “فنانون من أجل وقف إطلاق النار”.
وفي لحظة ما أثناء التصفيق، ركض الممثل معتز ملحيس نحو الجمهور ليأخذ العلم الفلسطيني، ثم لوّح به وسط مزيد من الهتافات.
حتى قبل العرض الرسمي الأول، توقع العديد من رواد المهرجان أن يكون الفيلم مرشحًا بقوة لجائزة الأسد الذهبي. ويبدو أن الاستقبال العاطفي في العرض الأول يؤكد هذا التوقع.
وفي المؤتمر الصحفي لفيلم “صوت هند رجب”، في وقت سابق من اليوم، والذي بدأ بتصفيق حار من معظم الحضور في القاعة، قرأت إحدى نجمات الفيلم، سجى كيلاني، بيانًا نيابة عن فريق صناعة الفيلم: نسأل، ألا يكفي؟ يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتدمير، وإهانة الإنسانية، والاحتلال المستمر”.
وأضافت كيلاني: “قصة هند تحمل همّ شعب بأكمله، وليست قصتها وحدها. صوتها واحد من بين 19,000 طفل فقدوا حياتهم في غزة خلال العامين الماضيين فقط. إنه صوت كل أم، وأب، وطبيب، ومعلم، وفنان، وصحفي، ومتطوع، ومسعف، لكلٍ منهم الحق في العيش، والحلم، والوجود بكرامة، ومع ذلك سُلب كل ذلك أمام أعين لا ترف. وهذه هي الأصوات التي نعرفها فقط. وراء كل رقم قصة لم تُروَ قط”.
وأضافت كيلاني: “قصة هند تدور حول طفلة تصرخ قائلةً أنقذوني. والسؤال المُلحّ هو كيف تركنا طفلةً تتوسل من أجل الحياة دون أن يُسمع صوتها؟ لا أحد يستطيع العيش بسلام بينما لا يزال طفل واحد يُكافح من أجل الحياة. فليُردد صوت هند رجب في كل مسرح، وليُذكركم بالصمت الذي بناه العالم حول غزة، وليُسمّي الإبادة الجماعية التي يحميها الصمت، وليُخترق صوتها كلمة: كفى.”
مع انطلاق مهرجان البندقية السينمائي، انضمّ إلى فريق إنتاج فيلم “صوت هند رجب” نجوم مثل براد بيت وفينيكس ومارا. وحضر فينيكس ومارا المؤتمر الصحفي لإظهار دعمهما.
وعندما سُئلت المخرجة كوثر بن هنية عمّا إذا كان انضمامهما إلى الفيلم يُظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يخسر الحرب الثقافية” في هوليوود، قالت إنها تأمل أن تُحدث مشاركتهما “فارقاً”.
وأكدت: “لقد رأينا أن الرواية السائدة حول العالم تُشير إلى أن من يموتون في غزة “ضحايا جانبية”. هذا أمر مُهين للغاية.. ولهذا السبب، تُعد السينما والفن وجميع أشكال التعبير الأخرى بالغة الأهمية لمنح هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا”.