المسار الإخباري : – على سرير مستشفى ناصر في خانيونس جنوب قطاع غزة، يرقد الرضيع علي أبو عاذرة (عام ونصف) في حالة صحية حرجة، إذ لم يتجاوز وزنه 3 كيلوغرامات، بعدما فقد معظم نسيجه الشحمي والعضلي بسبب سوء التغذية الحاد الناجم عن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
والدة علي، اعتماد أبو عاذرة، أكدت أن طفلها يعاني من الإسهال المزمن، الطفح الجلدي، ارتفاع الحرارة، ونقص الكالسيوم نتيجة منع إدخال الغذاء والعلاجات الضرورية إلى غزة. وقالت وهي تمسح على رأسه: “في أسبوع واحد فقد كيلوغرامًا من وزنه، وكل يوم يخسر وزنه بسبب الجفاف وسوء التغذية”
الطبيب أحمد الفرا، مدير مبنى الأطفال والولادة في مستشفى ناصر، وصف حالة علي قائلاً: “لم يتبق في جسده أي نسيج شحمي أو عضلي، جلده يكسو العظم فقط، مع علامات واضحة للجفاف وبروز العينين”. وأكد أن العشرات من الأطفال في مستشفيات غزة يواجهون أوضاعًا مماثلة وسط عجز كامل عن توفير الغذاء والعلاج.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ثلث سكان غزة لم يتلقوا غذاءً كافيًا منذ أيام، فيما يعاني أكثر من مليون طفل فلسطيني من الحرمان الغذائي، ويواجه حوالي 40 ألف رضيع خطر الموت تدريجيًا بسبب سوء التغذية. وقد ارتفعت حصيلة وفيات التجويع إلى 370 شخصًا بينهم 131 طفلاً، بحسب وزارة الصحة بغزة.
ويشكل مصير علي مثالًا صارخًا على الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يفرضه الاحتلال على المدنيين في قطاع غزة، وسط صمت عربي ودولي مستمر تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة.