اسرائيل تُهاجم ميناء الحُديدة للمرة الـ11 وصنعاء تُشيّع 32 صحافيًا

المسار :  شنت مقاتلات إسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، عدة غارات على ميناء الحُديدة الحيوي غربي اليمن، مستهدفة ثلاثة أرصفة، في هجوم هو السابع عشر على اليمن، والحادي عشر على الميناء منذ يوليو/ تموز 2024.

وجاء هذا الاستهداف بعد ساعات قليلة من تشييع رسمي شهدته العاصمة اليمنية صنعاء، لـ 32 صحافيًا وإعلاميًا استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف مقر صحيفتيّ 26 سبتمبر واليمن وسط العاصمة الأربعاء الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحوثيين، أن «العدوان الإسرائيلي شن اليوم 12 غارة على ميناء الحُديدة».

فيما قال المتحدث العسكري باسم «أنصار الله»، العميد يحيى سريع، «إن الدفاعات الجوية سببت حالة إرباك لطائرات العدو، وأجبرت بعض تشكيلاتها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ عدوانها، وتم إفشال دخولها إلى العمق».

في أول تعليق للحركة، قال نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية لـ «أنصار الله» في «تدوينة» إن «العدو الصهيوني يستهدف البنية التحتية المدنية والاقتصادية بهدف الضغط على الشعب اليمني الذي يخرج كل أسبوع بالملايين دعماً واسناداً لغزة وللمقاومة الفلسطينية وللعمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة».

وأكدًّ أن «الشعب اليمني لا يعرف الاستسلام للمجرمين والطغاة، ولا يتخلى عن مواقفه الدينية والاخلاقية والإنسانية، ويستمر في إسناده لغزة».

في الموازاة، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن «الهدف من الغارات تعطيل ميناء الحُديدة باليمن لعدة أسابيع إضافية».

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن «الغارات استهدفت بنى تحتية عسكرية للحوثيين في ميناء الحُديدة»، مشيرًا إلى أن «الغارات جاءت في ضوء اعتداءات متكررة للحوثيين ضد إسرائيل تشمل إطلاق مسيرات وصواريخ أرض- أرض نحو دولة إسرائيل».

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن «سلاح الجو هاجم ميناء الحديدة لضمان استمرار الحصار البحري والجوي للحوثيين».

طبقًا لتقديرات اقتصادية، يستقبل ميناء الحُديدة 75 % من إجمالي واردات اليمن من الغذاء والوقود، وهو ما يعطي مؤشرًا عن حجم التداعيات المترتبة في حال تعطله، إذ يُعد هذا الميناء، الواقع على البحر الأحمر، الشريان الرئيس، الذي يغذي نحو 70 % من السكان في مناطق سيطرة «أنصار الله» (الحوثيون).

وحسب برنامج الأغذية العالمي، تبلغ الطاقة الاستيعابية الشهرية لخزانات الوقود بالميناء، التي سبق واستهدفتها الهجمات الإسرائيلية، نحو 93 مليون طن متري، بينما يستهلك اليمن حوالي 2.7 مليار طن متري سنويًا، ما يعكس مركزية الميناء في تلبية احتياجات البلاد.

وسبق واستهدفت إسرائيل الميناء عشر مرات، وكان الاستهداف الأول في 20 يوليو/ تموز2024، والثاني في 29 سبتمبر/ أيلول، والثالث في 19 ديسمبر/ كانون الأول، والرابع في 26 ديسمبر، والخامس في العاشر من يناير/ كانون الثاني في إطار هجوم أمريكي بريطاني إسرائيلي، والسادس في الخامس من مايو/ أيار، والسابع في 16 مايو، والثامن في العاشر من يونيو/ حزيران بصواريخ من البحر، والتاسع في السابع من يوليو، والعاشر في 21 يوليو.

وكانت حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، أعلنت، الإثنين، عن تنفيذ عملية عسكرية بأربع طائرات مسيّرة استهدفت ثلاث مطار رامون في إيلات، وأخرى استهدفت هدفًا عسكريًا في منطقة النقب.

وسبق وأعلنت، السبت، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافًا إسرائيلية حساسة في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين٢ الانشطاري متعدد الرؤوس.

وفي الخميس، أعلنت تنفيذ عمليتين عسكريتين أولاهما استهدفت هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في منطقة النقب بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2، والأخرى استهدفت مطار رامون بطائرتين مسيّرتين، وهدفًا عسكريًا في منطقة في منطقة النقب المحتلة بطائرة مسيّرة.

وأكدَّ المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع، أن العمليات حققت أهدافها بنجاح، مجددًا التأكيد أن ذلك يأتي «انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني وردًا على جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة»، «وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن».

وتشنّ «أنصار الله» هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما تستهدف منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، السفن المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إليها، وتقول الحركة إن ذلك يأتي «تضامنًا مع قطاع غزة»، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023.

وردًا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل عدة هجمات منذ 20 يوليو2024 على منشآت حيوية وبُنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وفي 28 أغسطس/ آب استهدفت غارات إسرائيلية اجتماعًا حكوميًا بصنعاء، وأعلن الحوثيون لاحقًا مقتل رئيس حكومتهم وتسعة وزراء ومسؤولين اثنين في رئاسة الوزراء.

واستهدفت غارات إسرائيلية، الأربعاء الموافق العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، وذهب ضحيتها، 46 شهيدًا بينهم 32 صحافيًا واعلاميًا، بالإضافة إلى 165 جريحًا من المدنيين، وفق معطيات رسمية بصنعاء.

وجرى، أمس الثلاثاء، بصنعاء تشييع رسمي مهيب لجثامين 32 صحافيًا وإعلاميًا استشهدوا إثر العدوان الإسرائيلي على مقر صحيفتي 26سبتمبر واليمن في حي التحرير الأربعاء الماضي.

وحضر مراسيم التشييع، القائم بأعمال رئيس حكومة «أنصار الله» (الحوثيون) مُحمّد مفتاح، وعدد من المسؤولين الحوثيين، وعدد كبير من الصحافيين والإعلاميين اليمنيين. وعكس المشيعون حالة من الغضب الشديد جراء المذبحة الإسرائيلية الوحشية بحق الصحافيين والإعلاميين اليمنيين.

وكان الاتحاد الدولي للصحافيين، أدان، مقتل ما لا يقل عن تسعة صحافيين، بغارات اسرائيلية في 10 سبتمبر الجاري، استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف.

وقال الأمين العام للاتحاد، أنتوني بيلانجر: «مقتل تسعة صحافيين على الأقل في اليمن مذبحة مروعة. استهداف الصحافيين انتهاك جسيم للقانون الدولي واعتداء على حق الجمهور في المعرفة».

وطالب بيلانجر «بتحقيق فوري، سريع ومستقل، وبإجراءات عاجلة لحماية الصحافيين في مناطق النزاع».

Share This Article