ضباط في جيش الإحتلال يحذرون: الانسحاب من غزة قد يقوي المقاومة على الحدود

حماية المستوطنات من وراء السياج غير ممكنة عمليا، المزارع لا يمكن أن يرى مقاتل فلسطيني أمام جراراته، لذا يشدد الضباط على ضرورة وجود “محيط عسكري إسرائيلي”، داخل القطاع وقوات دائمة يمكنها الحيلولة دون تجدد قدرات “العدو”، على حد تعبير الضباط.

المسار : حذر ضباط ميدانيون من مخاطر أن يقتصر تمركز الجيش الإسرائيلي على طول السياج الأمني فقط، من دون وجود قوات ثابتة داخل قطاع غزة، وذلك تعليقا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن هؤلاء الضباط قولهم، بصراحة: “يجب ألا نعود إلى السادس من أكتوبر، ويجب ألا يرى المزارع إرهابيي حماس”، في إشارة إلى أن الاعتماد على السياج وحده لا يكفي لحماية السكان والمزارع والمستوطنات.

وبحسب الصحيفة، فإن التحدي يتمثل في نقل “النموذج اللبناني” من أجل مواجهة حماس، أي انتهاج نهج يمكن من خلاله تثبيت مكاسب عسكرية داخل العمق في القطاع، ومنع إعادة تشكّل قدرات الفصائل المسلحة، وفرض رقابة دائمة على المناطق الحيوية بدل الاكتفاء بالحصار من الخارج.

وهذا يتطلب، وفق الصحيفة، قوة دائمة أو آليات تمنع عودة التهديدات، وليس مجرد تحصّن خلف حاجز حدودي.

وشدد الضباط على أن الحل العملي لا يكمن في السرعة فقط، بل في مزيج من وجود ميداني مستدام، إجراءات استخباراتية فعّالة، وإمكانية تنفيذ عمليات استباقية لمنع استعادة قدرة التنظيمات المسلحة.

وفي غياب ذلك، يخشى الضباط أن يؤدي التراجع والانسحاب إلى المناطق الحدودية إلى إعادة حماس بسرعة إلى مواقع قوة قادرة على تهديد الإسرائيليين والمستوطنات الحدودية من جديد.

وحيال ذلك، ذكرت الصحيفة أن تجري الآن في القيادة الميدانية بالجيش الإسرائيلي مناقشات حول نهج القتال في مدينة غزة، حيث دخلت قوات قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة مرحلة عملياتية تصفها قياداتها بأنها “خطيرة” لكنها محسوبة.

وتتجه الخطة الحالية إلى حملة تدمير بطيئة ومنهجية للبنى التحتية فوق وتحت الأرض، مع إعطاء الأولوية لأمن القوات وتقليل المخاطر البشرية للجنود، حتى لو استلزم ذلك إطالة زمن العمليات لشهرين أو أكثر.

يقول ضباط بارزون إن الأسلوب المتبع يرتكز على مجموعات قتالية مدعومة بمدرعات وقنابل ناسفة متنقلة، وغارات طائرات مسيرة وطيران هجومي، إضافة إلى استخدام وسائل الهندسة لتفتيت القدرة الهيكلية للفصائل.

والهدف المعلن، بحسب الصحيفة، هو تدمير بنية حماس العسكرية في المدينة على مراحل وبأقل خسائر للجيش، مع الحفاظ على جاهزية للتراجع السريع حال توفرت موافقات سياسية أو وقف إطلاق نار.

وفي المقابل، تحذر قيادات فرقة غزة والقيادة الجنوبية من خطأ استراتيجي قاتل يتمثل في “العودة إلى السياج” سابقا، أي الاعتماد على تحصينات حدودية فقط.

وفق وجهة نظرهم، حماية المستوطنات من وراء السياج غير ممكنة عمليا، المزارع لا يمكن أن يرى مقاتل فلسطيني أمام جراراته، ولا يمكن أن يعتمد على السياج وحده لتوفير الحماية. لذا يشدد الضباط على ضرورة وجود “محيط عسكري إسرائيلي”، داخل القطاع وقوات دائمة يمكنها الحيلولة دون تجدد قدرات “العدو”، على حد تعبير الضباط.

ويسجل الضباط تشابها في الطموحات الأمنية مع الجهود العسكرية الإسرائيلية على جبهة الشمال، إذ إن ما تسعى القيادة إلى ترسيخه على الحدود اللبنانية، من نقاط متقدمة وإجراءات هجومية واستنزاف قدرات حزب الله، هو نفس الطموح المطلوب تحقيقه في غزة ضد حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة.

Share This Article