بعد 21 عامًا من الأسر والإبعاد إلى مصر.. نادر صدقة السامري يتحرر رمزًا وطنيًا يوحّد الفلسطينيين

المسار : – بعد أكثر من عقدين خلف القضبان، تنفس الأسير نادر صدقة الحرية أخيرًا، ليكتب فصلًا جديدًا من الصمود والوحدة الوطنية الفلسطينية.

يُعد صدقة، ابن الطائفة السامرية في نابلس، الأسير السامري الوحيد في سجون الاحتلال، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه في صفقات تبادل سابقة، بزعم أنه “رمز خطير يهدد سردية التعايش”، قبل أن يُفرج عنه أخيرًا ضمن صفقة “طوفان الأحرار”.

ولد نادر عام 1977 على سفح جبل جرزيم، ودرس التاريخ والآثار في جامعة النجاح، حيث برز وعيه الوطني مبكرًا، وانخرط في النشاط الطلابي ضمن جبهة العمل التقدمية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، التحق بالجبهة الشعبية وأصبح لاحقًا قائدًا ميدانيًا لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في نابلس، قبل أن يعتقله جيش الاحتلال عام 2004 بعد مطاردة طويلة.

حُكم على صدقة بـ 6 مؤبدات و45 عامًا بتهم تتعلق بالتخطيط لهجمات ضد قوات الاحتلال، لكنه تحوّل في الأسر إلى رمز للمثقف المناضل، حيث ألّف مقالات، وألقى دروسًا فكرية لرفاقه، وأتقن العبرية التي استخدمها للتفاوض مع إدارة السجون.

منسق اللجنة الوطنية لدعم الأسرى، مظفر ذوقان، وصف صدقة بأنه “نموذج فريد تجاوز الانتماء الطائفي والديني، واختار الانتماء للوطن”، مؤكدًا أن الاحتلال لم يميّز في تعذيبه بين الأسير المسلم أو السامري أو المسيحي.

أُبعد صدقة إلى مصر بعد الإفراج عنه، شأنه شأن عدد من الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل، فيما منعت سلطات الاحتلال عائلته في نابلس من إقامة أي مظاهر احتفال.

“نادر صدقة جسّد معنى الوحدة الحقيقية، جمع الفلسطينيين حول فكرة واحدة: الحرية والكرامة”، قال ذوقان، مؤكدًا أن قصته ستظل ملهمة لجيلٍ من المناضلين الذين يرون في الأسر مدرسة للوعي والثبات.

 

Share This Article