المسار : في الذكرى الـ 108 لوعد بلفور المشؤوم
“وعدُ من لا يملك لمن لا يستحق”
في مثل هذا اليوم، الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، أصدرت بريطانيا وعدها المشؤوم الذي منح أرض فلسطين لغير أصحابها، فكان الشرارة الأولى لظلمٍ تاريخي لا يزال شعبنا الفلسطيني يدفع ثمنه حتى اليوم. لم يكن وعد بلفور مجرد وثيقة سياسية، بل إعلانًا لمشروعٍ استعماري هدفه اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتهجيره قسرًا، وإحلال المستوطنين الصهاينة مكانه.
تحلّ الذكرى اليوم وشعبنا في غزة يواجه حرب إبادةٍ جماعية، وتجويعًا ممنهجًا، وحصارًا خانقًا، بالتوازي مع تصاعد جرائم الاحتلال في الضفة الغربية من اقتحاماتٍ واعتقالاتٍ وهدمٍ للمنازل بذريعةٍ باطلةٍ بعدم الترخيص، إضافةً إلى القتل وتوسيع المستوطنات وتهجير السكان من بيوتهم. وفي القدس وداخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، تتواصل محاولات طمس الهوية الوطنية وسلب الحقوق السياسية والمدنية، في مشهدٍ يكرّس استمرار الجريمة ذاتها التي بدأت بوعد بلفور قبل أكثر من قرن.
إن اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا يؤكد أن وعد بلفور لن يسقط بالتقادم، وأن بريطانيا تتحمل مسؤوليةً تاريخيةً وأخلاقيةً وقانونيةً عن نتائجه الكارثية. ونطالبها بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني، واتخاذ خطواتٍ عمليةٍ لتصحيح هذا الظلم التاريخي، عبر دعم حقه المشروع في الحرية والعودة والاستقلال.
وإذ نستحضر هذه الذكرى الأليمة، فإننا نؤكد أن المشروع الاستعماري الإحلالي الذي بدأ بوعد بلفور قابلٌ للهزيمة، إذا ما تحققت المتطلبات التالية:
استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية.
تعزيز المشروع الوطني الفلسطيني الجامع لشعبنا في كل أماكن تواجده، القائم على حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
مواصلة النضال في مختلف الميادين السياسية والشعبية والدبلوماسية.
تكثيف الجهود القانونية والدبلوماسية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
دعم شعبنا في غزة بكل احتياجاته الإنسانية، من خلال حملات الإغاثة وجمع التبرعات.
مطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار الرسمي والتعويض عما تسبب به وعدها المشؤوم من مآسٍ، خاصة بعد اعترافها المتأخر بدولة فلسطين بعد 77 عامًا.
ترسيخ ونشر الرواية الفلسطينية، ودعم الحركات العالمية الضاغطة من أجل إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتوحيد الخطاب الفلسطيني في مواجهة الرواية الصهيونية المضلِّلة.
لقد أثبت شعبنا في الوطن والشتات أنه، رغم كل المآسي، لا ينكسر ولا يساوم على حقوقه الوطنية، وأنه ماضٍ في نضاله حتى التحرير والعودة.
اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا
2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

