بيان صادر عن سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) بمناسبة الذكرى الـ108 لوعد بلفور المشؤوم* *الوعد باطل.. والحق باق*

المسار :في الثاني من تشرين الثاني من كل عام، نستعيد ذكرى وعد بلفور المشؤوم، ذالك الوعد الذي أطلقه وزير خارجية بريطانيا الاستعمارية عام 1917، ومنح فيه من لا يملك وعداً لمن لا يستحق، ليشكّل أحد أكثر الجرائم السياسية فداحة في التاريخ، وأخطر حلقات التآمر الإمبريالي ضد شعبنا الفلسطيني ومنطقتنا.

لم يكن وعد بلفور حادثاً معزولاً، بل كان نتاجاً لمنظومة استعمارية متكاملة هدفت إلى تفكيك غرب اسيا وإعادة تشكيله بما يخدم مصالح الإمبريالية العالمية. أرادت بريطانيا من خلاله زرع كيان استيطاني غريب في قلب المنطقة ليكون قاعدة متقدمة للمشروع الإمبريالي، وذراعاً لضمان السيطرة، والتحكم في ممراته الحيوية وثرواته، ومنع قيام أي نهضة حقيقية تهدد مصالح الغرب الاستعماري.

لقد مثّل هذا الوعد الأساس الأيديولوجي والسياسي لإنشاء الكيان الصهيوني، وهو كيان لم يُبنَ على فكرة قومية أو دينية فحسب، بل على فكرة استعمارية إحلالية تقوم على اقتلاع الشعب الأصلي من أرضه وإحلال مستوطنين غرباء مكانه، وهي الفكرة ذاتها التي مارستها القوى الاستعمارية في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ثم أسقطتها على فلسطين باعتبارها “الأرض المختارة” للمصالح الغربية في قلب الشرق.

اليوم، ونحن نشهد ما حصل خلال عامين في غزة المحاصرة، والاقتحامات اليومية في الضفة الغربية والقدس، وسياسات التهجير القسري في النقب والجليل والأغوار، ندرك أن وعد بلفور لم ينتهِ، بل يتجدد كل يوم بصيغ وأدوات جديدة. فالإمبريالية التي منحت الوعد بالأمس، هي ذاتها التي تحمي الاحتلال اليوم، عبر الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، وعبر محاولات تبييض جرائمه وشيطنة مقاومة شعبنا في المحافل الدولية.

إنّ ما يجري في فلسطين اليوم ليس حرباً عابرة، بل امتداداً لمشروع استعماري متكامل بدأ منذ وعد بلفور، وتواصل عبر الانتداب البريطاني، والهيمنة الأميركية، والتطبيع، ليحاول تكريس فلسطين قاعدة دائمة للهيمنة الإمبريالية في منطقتنا. ولذلك، فإن مقاومة الشعب الفلسطيني ليست دفاعاً عن أرض فحسب، بل مواجهة شاملة مع مشروع إمبريالي عالمي يستهدف حرية الشعوب واستقلالها، ويعيد إنتاج أدوات الاستعمار بأشكال جديدة تحت شعارات مضللة كـ”السلام” و”الأمن” و”الاستقرار”.

إننا في اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) نؤكد في هذه المناسبة أن المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع ومقدس، وأنّ حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو جوهر القضية ومفتاح العدالة، وأنّ أي سلام لا يقوم على إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين هو مجرد استكمال لوعد بلفور بأدوات جديدة. كما ندعو الشباب في العالم، وكل قوى التقدم والعدالة، إلى توسيع جبهة التضامن الأممي مع نضال الشعب الفلسطيني، وفضح جرائم الاحتلال وداعميه، ومقاطعة الكيان الصهيوني سياسياً وأكاديمياً وثقافياً واقتصادياً، حتى تحقيق العودة والحرية وتقرير المصير.

كما اننا نؤكد أن وعد بلفور، رغم مرور أكثر من قرن على صدوره، لن يتحول إلى قدر تاريخي، لأن الشعوب التي تناضل لا تُهزم، ولأن إرادة التحرر أقوى من كل قوى الظلم والاستعمار. إننا سنواصل النضال جيلاً بعد جيل حتى إسقاط هذا الوعد المشؤوم وكل نتائجه، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسراً.

*المجد والخلود لشهداء فلسطين*

*الحرية لأسرانا البواسل*

*النصر للمقاومة ولشعبنا الصامد*

*سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – أشد*

*الاعلام المركزي*

*2/11/2025*

Share This Article