المسار : أسفرت الانتخابات الداخلية في لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48، وهي الهيئة التمثيلية الأعلى لفلسطينيي الداخل، عن فوز الدكتور جمال زحالقة برئاستها.
وحصل زحالقة على 53 صوتا (73% من أصحاب حق الاقتراع)، مقابل 7 أصوات (10%) حصلت عليها المرشحة نيفين أبو رحمون، وذلك في انتخابات بلغت فيها نسبة التصويت 82% من أصحاب حق الاقتراع.
وسيُشغل زحالقة، وهو عضو كنيست سابق عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، رئاسة المتابعة العليا لمدة خمس سنوات، خلفًا لمحمد بركة الذي يُنهي اليوم مهامه بعد أن شغل المنصب لمدة ولايتين دامتا عشر سنوات.
وتأسست لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 عقب حرب لبنان الأولى عام 1982، لتكون المظلة السياسية الوطنية الجامعة المعنية بمتابعة الحقوق السياسية الجمعية لفلسطينيي الداخل (يشكلون 19% من السكان)، والتعبير عن إرادتهم وانتمائهم، ودعم نضال شعبهم من أجل الحرية والاستقلال.
بعد الانتهاء من فرز النتائج، عقد اجتماع افتتحه وأداره رئيس لجنة الانتخابات منصور دهامشة، ثم عرضت النتائج مندوبة مركز “عدالة” الحقوقي، الدكتور هالة خوري بشارات، عميدة كلية الحقوق في كلية أونو الأكاديمية، وأعلنت فوز المرشح جمال زحالقة بنسبة 73% من إجمالي ذوي حق الاقتراع، إذ ينص نظام المتابعة على أن الرئيس المنتخب يجب أن يحصل على نسبة 50% زائد صوت من إجمالي ذوي حق التصويت، وليس أغلبية عادية من الناخبين.
وكانت الكلمة لرئيس المتابعة المنتهية ولايته محمد بركة، الذي هنأ زحالقة، قائلا: “سأكون رهن مشورته إذا احتاج لها، وأنا واثق من أن د. جمال سيقود السفينة بكل مسؤولية، فهو صاحب تجربة غنية ستعود بالفائدة على لجنة المتابعة”. كما وجه التحية للمرشحة نيفين أبو رحمون، مشيرا إلى أن ترشحها حمل رسالة مهمة وقد وصلت.
وأضاف بركة أن المسؤوليات كبيرة، وأحيانا تنشأ قضايا تستدعي تغيير جدول الأعمال للتواجد ميدانيا في مواقع الأحداث، مشددًا على أن رئيس المتابعة يجب أن يلم الصف، وأن نتائج الانتخابات تؤكد الثقة الواسعة التي يحظى بها زحالقة، المتمسك بالثوابت والمواقف الوطنية. وأوضح أن نظام لجنة المتابعة وتركيبة المجلس المركزي تم إقراره بالإجماع، وأن أسماء مندوبي مركبات المتابعة تُقر من قبل هذه المركبات نفسها.
وفي كلمته، أكد زحالقة أنه منذ الآن على مسافة واحدة من جميع مركبات لجنة المتابعة، مشددا على أن المرحلة الحالية صعبة وقاسية على شعبنا، وأن الجماهير ليست على هامش القضية الفلسطينية، بل أن قضايا لجنة المتابعة في صلب قضية الشعب الفلسطيني عامة.
وتابع زحالقة: “المهمات كبيرة، ونحن بحاجة للاستمرار وتطوير آليات العمل، والمبادرة لحوار مجتمعي. الاهتمام الشعبي بلجنة المتابعة مؤشر إيجابي بغض النظر عن التوجهات، ويجب الاستماع إلى كل المقترحات والتفكير بها”. كما أشار إلى ضرورة رفع مكانة المرأة في عمل وهيئات اللجنة.
وعدد زحالقة القضايا الحارقة التي تواجه المجتمع، من بينها قضايا الأرض والمسكن، خصوصًا في النقب، واستفحال الجريمة، مؤكداً في ختام كلمته أن الوحدة حجر الزاوية في لجنة المتابعة، وأن المتابعة ستبقى قلعة وطنية بمواقفها واتجاهاتها.
وفي تصريح لـ”القدس العربي”، أكد زحالقة أن مهمته الأهم تتمثل في تعزيز الوحدة الكفاحية لفلسطينيي الداخل، وتكثيف النضال ضد جرائم الاحتلال دفاعًا عن الحق الفلسطيني، إضافة إلى مواجهة العنف والجريمة على الصعيد الداخلي.
وتابع الرئيس الجديد للجنة المتابعة العليا: “نسعى لإقامة مقر للجنة المتابعة ومؤسساتنا الوطنية”.


