المسار : كشفت شبكة أطباء السودان، أمس الثلاثاء، عن حالات إجهاض لنساء خلال نزوحهن من الفاشر.
ووثّقت الفرق العاملة في الشبكة وصول أكثر من 100 امرأة حامل إلى معسكر طويلة والمعسكرات المحيطة بها، كما وصل إلى مخيم الدبّة 143 امرأة حاملة، وسُجّلت حالة ولادة واحدة داخل المخيم، إضافة إلى تسجيل حالات ولادة داخل مخيم طويلة. وتحدثت الشبكة عن وقوع حالات إجهاض أثناء النزوح من الفاشر بسبب الظروف القاسية، بينما تتواصل عمليات الرصد بالتزامن مع استمرار حركة النزوح.
ووفق الشبكة فإن عدداً من المنظمات الصحية العاملة في الميدان، تقدّم رعاية طبية طارئة للنساء الحوامل، وسط تحديات متزايدة للمجهضات نتيجة لعمليات النزوح لمسافات طويلة ونقص الموارد.
وطالبت الشبكة المنظمات الدولية والإنسانية إلى ضرورة توفير دعم عاجل وتعزيز الخدمات الصحية والطبية في تلك المناطق.
كما دعت، الجهات المسؤولة إلى ضمان حماية الأمهات وتوفير بيئة آمنة للولادة، والحد من المخاطر الصحية التي تهدد النساء والفتيات النازحات في ظل الظروف الحالية.
في الموازاة، كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر،عن تلقيه «موافقة قوية» من السلطات الحكومية السودانية وقوات «الدعم السريع» بشأن منح وصول كامل وآمن للمساعدات الإنسانية، وذلك خلال اجتماعات عقدها مع الطرفين ضمن زيارته الحالية للسودان.
وقال فليتشر، في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء، إنه حصل على تعهدات واضحة بفتح ممرات إنسانية آمنة للقوافل والفرق الإغاثية والمدنيين، مؤكداً في الوقت نفسه الحاجة إلى «مزيد من الوجود الأممي على الأرض» من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة وتوفير شعور بالأمان للمدنيين المتأثرين بالحرب.
«وعود» للأمم المتحدة بممرات آمنة للمساعدات
ووصف الوضع في دارفور بأنه «مسرح مرعب للغاية»، لافتاً إلى أن شهادات الناجين تشير إلى أنها «مسرح جريمة» بالنظر إلى حجم الانتهاكات التي شهدتها المنطقة. وأوضح أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من الأزمة، حيث يمثلون واحداً من كل خمسة قتلى في مدينة الفاشر وحدها.
وأكد إحراز تقدم في الترتيبات الخاصة بإدخال فرق الأمم المتحدة إلى مدينة الفاشر «وفقاً لشروط المنظمة»، مشدداً على أن الأمم المتحدة «لن تُستغل»، وأنها ستضمن أن تكون المساعدات محايدة وغير منحازة، وأن يُسمح بدخول «الأشخاص المناسبين فقط». وأشار المسؤول الأممي إلى أنه تواصل مع الرباعية الدولية بشأن ضرورة إحداث «دفعة دبلوماسية واسعة النطاق» لدعم الجهود الإنسانية ووقف تدهور الوضع، قائلاً إن هناك «فرصة سانحة الآن إذا كان المجتمع الدولي مستعداً لاغتنامها».
ودعا مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء إلى تبني مواقف «أكثر وضوحاً» بشأن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات وتقليل تدفقات الأسلحة وتعزيز المساءلة.
وأضاف أن السودان «لا يحتاج إلى مزيد من البنادق والرصاص»، بل يحتاج إلى حماية ومساعدة للناجين. وشدد على ضرورة محاسبة من يطلقون النار ومن يصدرون الأوامر، داعياً الجهات التي تزوّد الأطراف المتحاربة بالسلاح إلى «مراجعة نفسها في المرآة والتحرك بمسؤولية».
وبدأ فليتشر زيارته إلى السودان في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث استهلها في مدينة بورتسودان بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وعدد من المسؤولين الحكوميين. ثم توجه إلى إقليم دارفور، وزار مناطق عدة بينها محلية طويلة الخاضعة لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، حيث التقى نازحين من مدينة الفاشر، كما أشار إلى تلقيه وعوداً بإتمام زيارة ميدانية إلى الفاشر خلال الأيام المقبلة.
وتأتي زيارة المسؤول الأممي في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان، وسط تدهور أمني حاد بعد اجتياح قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، وسط اتهامات بارتكاب فظائع وانتهاكات واسعة.

