أهم الاخباردولي

الوقت من دم.. خطة الشرق الأوسط الجديد تنفذ بالقنابل، فماذا يريد بلينكن من الرئيس عباس؟

في عام 2006، كانت كونداليزا رايس وزيرة للخارجية الامريكية، وأعلنت آنذاك عن نيتها تطبيق خطة ورؤية الإدارة الأمريكية لخلق شرق أوسط جديد لا يكون فيه اي حركات مقاومة، ولتطبيق تلك الخطة شن الاحتلال حربا كبيرة على لبنان، منيت بالفشل والهزيمة على يد حزب الله.

بعد 17 عاما، يبدو ان الادارة الاميركية عادت مرة أخرى لتطبيق هذه الرؤية، بأدوات مغايرة، فبعد ايام من تبجح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وتفاخره بان التطبيع مع الدول العربية سيخلق شرق أوسط جديد، جاء العدوان على قطاع غزة دمويا، ومدعوما من دول عربية، وضوء أخضر ومطلق من الولايات المتحدة وتوابعها من دول أوروبية.

ونظرا للفشل الاسرائيلي والهزيمة الساحقة في عام 2006 وعدم قدرة جيش الاحتلال على هزيمة حزب الله، والتي لا تزال ماثلة في الاذهان، حرك الجيش الامريكي بوارجه وحاملات طائراته الى المنطقة مستبقا بلينكن الذي وصل اليوم الى دولة الاحتلال، في رسالة تشير الى إمكانية تدخل الجيش الأمريكي في حال عجزت إسرائيل عن القيام بمهمتها.

هذا العدوان الواسع على غزة يحظى بتأييد ودعم وتمويل غربي وموافقة العديد من الدول العربية، وهذا يجعل إسرائيل تمارس أبشع جرائم الابادة في قطاع غزة، دون حسيب أو رقيب ودون سقف زمني.

وكان واضحا هدف العدوان منذ ايامه الأولى حين دعا أحد جنرالات جيش الاحتلال سكان قطاع غزة الى التوجه الى سيناء، تحت مبررات الممر الانساني، وفي الحقيقة ان هذه الخطوة هي أول متطلب لسحق المقاومة في قطاع غزة، وخلق الشرق الاوسط الجديد، المتمثل بتنفيذ صفقة القرن.

تريد إسرائيل اليوم محو قطاع غزة عن الأرض وخلق الفلسطيني الجديد، وهي تحظى بموافقة على ذلك، واستعداد لتمويل الخراب والدمار الذي ستحدثه، من اموال الدول العربية شرط نجاحها في القضاء على المقاومة، وهذا سيكون الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية دولة سيناء للفلسطينيين، التي تقف اليوم المقاومة سدا في وجهها.

وضمن هذه الرؤية يأتي تحرك وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، الذي وصل دولة الاحتلال، والذي سيغادر الى عمان يوم غد للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس.

الإدارة الامريكية والأوروبيين منذ بداية العدوان مارسوا ضغوطا على الرئيس عباس والسلطة من اجل إدانة المقاومة في غزة، وما جرى في غلاف غزة، وهو ما يرفضه الرئيس عباس حتى الآن، ولعل هذا ما يفسر الهجوم الذي شنه العديد من المسؤولين الأوروبيين على الرئيس عباس، ومن بينهم مستشار ألمانيا الذي أعلن عن قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية.

 

وزير الخارجية الأمريكي يريد تتويج خطته للشرق الاوسط وتحديدا ما يتعلق بغزة بموافقة من الرئيس عباس، لذلك فأن بلينكن يريد الحصول خلال لقاء الرئيس عباس على عدة أمور منه، أولها إدانة صريحة وعلنية لعملية المقاومة التي وقعت السبت الماضي، وثانيها أن يقوم الرئيس عباس بالطلب من الجانب المصري بفتح الحدود للاجئين من غزة للدخول الى سيناء كمأوى لحمايتهم.

وهذا الأمر ان تحقق من شأنه ان يمهد لدخول جيش الاحتلال الى غزة وتدميرها و تجريدها من السلاح، وإيجاد معالجة له تضمن عدم نهوضه مرة أخرى.

 

ما يتعرض له قطاع غزة اليوم أبعد وأكثر خطورة من كونه عدوان عسكري على قطاع غزة، بل هو في الحقيقة تطبيقا بالنار والقنابل واليورانيوم المنضب والقنابل الارتجاجية لصفقة القرن ولذلك، فأن الوقت الحالي من دم، وبالتالي يجب ان يكون هناك خطوة مقابل كل ذلك فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ممن يؤمن بالحقوق الفلسطينية وبالمقاومة، وإذا كان حزب الله ومحور المقاومة قد تحركوا وأدركوا ابعاد خطة الشرق الأوسط الجديد في 2006، فأنه من الواجب ان يدركوا الآن ابعاد المشروع الامريكي الصهيوني الحالي، واذا كانت السلطة الفلسطينية ومن خلفها منظمة التحرير ترفض صفقة القرن وتعلن انها رفضتها واحبطتها، فأن عليها ان تتحرك اليوم بخطوات عملية لمواجهة تطبيقها بقوة النار والقنابل.